هابدأ كلامي إني مش عارفة؛ بس حاسة إني مخنوقة وإني وحيدة رغم وجود الناس جنبي، يمكن عشان اتعودت على حاجة مش قادرة أتخلص منها. أنا بحب زميلي من 4 سنين وهو في البداية قرر تأجيل الموضوع بعد الدراسة، وإحنا في آخر سنة حالياً، وحصلت مشاكل كتير بيننا وسبنا بعض كتير، وكنا بنرجع تاني، وفي آخر مرة كنت مقصّرة من ناحيته لأني كنت في ظروف كانت مخلياني مش بافكّر غير في نفسي وبس؛ فارتبط هو بواحدة تانية وسابها على طول لأنه مش قدر عشان بيحبني ورجع ليّ تاني. وقررنا إن دي آخر فرصة، وبقى إنسان كويس تاني معايا، وأهله على علم بموضوعنا، وأختي الكبيرة كمان، ومستنيين لما نخلص وهييجي تاني. هو من زمان عرّفني بإن ليه أصحاب مش بيكلمهم إلا على النت بس، وأنا مش بحب ده لأني مخلصة معاه لآخر لحظة؛ حتى وهو مش معايا باعمل حسابه.. عملت خناقة بسبب ده، وكنت هاسيبه؛ بس هو قال أنا مش هاعمل كده، قلت أدي له فرصة تانية. أنا كل خوفي إني بعد السنين دي من الصبر والجرح ومستنية افرح، إن كل صبري يروح على الفاضي. مشكلتي التانية إني كنت باشتغل فترة كبيرة وباكمّل دراستي، وحالياً قاعدة في البيت؛ فباحس بوحدة وحشة أوي، وكمان اللي حواليّ هما معايا؛ بس مش فيه تقارب فكري خالص؛ حتى أختي اللي بتفهمني مسافرة؛ فباحس إني حزينة، حتى لو فرحت بارجع تاني، كأن دي بقت عادة فيّ. حتى هو مش عارفة أتعامل معاه إزاي، حاسة إني باتخنق وإني وحيدة رغم الناس اللي حواليّ، وخايفة من الدنيا وإيه هيحصل لي تاني، مش عارفة أعمل إيه. m.m
عزيزتي هل تحبين زميلك حقاً؟! هذا هو مفتاح الرد على كافة مشاكلك التي ذكرتِها؛ ففي كل ما ذكرتِه كان هو الجانب المهتم المتعقل؛ فحدد ميعاداً ثابتاً لارتباطكما الرسمي بعد انتهائكما من الدراسة، وأخبر أسرته بعلاقتكما؛ بل لم يستطيع الابتعاد عنك عندما أنهيتِ أنتِ العلاقة. في المقابل أنتِ مترددة من هذه العلاقة؛ فقد اعترفت أنك قصّرتِ بها حتى انتهت لفترة، بسبب ظروف من جهتك، في ذات الوقت الذي يعطيك به زميلك الثقة؛ فإنك تسحبينها منه، وتشكّين بعلاقته بأصدقائه عبر النت، وهي الصداقات التي لم يخفها عنكِ، ولم تذكري أنتِ خلال الرسالة أن بها ما يُشين. لذلك يجب أن تقفي وقفة حاسمة مع ذاتك، وتواجهيها.. هل تحبين هذا الشاب بالفعل؟! وتتمنين أن تكملا حياتكما سوياً؟! أم أنه بالنسبة لكِ مجرد وسيلة لكسر الوحدة؛ فبالفعل أنتِ تشعرين بهذه الوحدة، والتي زادت بالتأكيد بعدما انتهيت من دراستك وتوقفت عن العمل.. هذه الوحدة وهذا التردد يسببان لك الكثير من القلق والخوف، ولن يحلهما إلا شعورك بأنك مسيطرة على حياتك وتعرفين أهدافك جيداً، ولستِ ريشه هائمة في مواجهة ريح الحياة الصاخبة. ولكن ليس الحل أن تتغلبي على وحدتك بعلاقة سيكتب عليها الفشل لو لم تكوني جادة تماماً بها، ولا يجب أن تظلمي معك الطرف الآخر الذي يبدو أنه يُكنّ لكِ كل الحب والاحترام. لا تترددي يا عزيزتي، ولا تضعي في حساباتك أن ما يهمك هو فقط "استحقاقك للفرح بعد طول عذاب"؛ فلو لم تتخذي قرارك بروّية وبتعقل؛ فلن يكون ارتباطك هو الفرح الذي يتبع العذاب؛ بل سيكون مزيداً من العذاب مع إنسان لا تحبّينه كما يجب، ومع شعور قاتل بالذنب تجاه هذا الإنسان. عليك أن تعيشي حياتك وأن تبحثي عن عمل، أو هواية محببة لك، على الأقل تمارسينها لتملئي وقت فراغك، وأن تجدي بعض الصديقات اللاتي يمكن أن تقتربي منهن كي لا يعاودك شعور الوحدة ثانية، وأن تحسمي أمرك، هل تحبين هذا الإنسان وتريدينه؟ إذن ستتغلبين على كافة هواجسك هذه، وستعطين لزميلك بعض الحرية التي يستحقها -طالما كانت صداقاته وأفعاله لا يشوبها شائبة. أم أن حبك له مجرد محاولة لكسر شعور الوحدة فقط؟ فهنا يجب أن تخرجي من هذه العلاقة بأقل الخسائر الممكنة لكِ وله.