أنا بنت مخطوبة بقالي سنتين، بحب خطيبي أوي وهو بيحبني أوي، بس المشكلة إن رغم الحب ده لكن حياتي من ساعة ما عرفته ماشية غلط واتغيرت للأسوأ وبس. فيه أخطاء كان بيعملها خلتني فقدت الثقة فيه تماما، وفي يوم ضفت على إيميلي بعض الأسماء مشابهة لاسمه كان فيهم واحد كلمني مرة من سنة من ساعة ما ضفته. اللي حصل بقى إنه كلمني تاني من شهرين ولحد دلوقتي لسه بنتكلم. المهم اتعرفنا على بعض ولقيته إنسان جميل غيّر لي حياتي للأحسن، حسسني بقيمتي، إلى جانب إن كل حاجة متشابهين فيها في الفكر والشخصية والعقل، لدرجة إنه كان بيقول الحاجة قبل ما أقولها، وكمان كل حاجة حصلت له في حياته نفسها حصلت لي. كل حاجة بنتفق فيها، مبادئ كل واحد فينا كان متخيل إنه هو الوحيد اللي ماشي بيها؛ لأن مافيش حد بيمشي فيها دلوقتي طلعنا إحنا الاتنين بنمشي بيها زي بعض، لدرجة إننا قلنا إننا مش بنختلف في أي حاجة إلا إني بنت وهو ولد. وهو كمان إنسان متدين أوي ومحترم وحصل حوار بيني وبينه على الموبايل وكان في قمة الأخلاق معايا، هو عارف إني مرتبطة بس المشكلة إننا مش عارفين إحنا بنكلم بعض ليه.. كل واحد فينا مالوش أصحاب، وكل واحد فينا بيفهم التاني أكتر من أي حد في حياته. أنا أتعلقت بيه أوي وهو كمان، لدرجة أننا مش عارفين بنكلم بعض ليه، كل واحد فينا على قد ما هو مرتاح في كلامه مع التاني إلا إننا متضايقين إننا بنغضب ربنا وهو خايف عليّ علشان باخون خطيبي، لكن مش عارفين نبعد عن بعض.. بيهتم بيّ وبيحترمني. أنا مش عارفة أعمل إيه أنا باضيع وخطيبي حاسس إني متغيرة، أنا بحب خطيبي أوي بس إحساسي إنه هو اللي غيّر لي حياتي للأسوأ، وإن التاني هو اللي رجّع لي نفسي إلى حد ما محيرني.. أنا تعبت أرجوكم أي ردّ بالله عليكم.. أنا تعبانة أوي مش باعرف أنام وقلبي بيتعذب. totata صديقتنا العزيزة... من حقك طبعا أن تتعبي وتتألمي، فماذا كنت تنتظرين وأنت مخطوبة ومرتبطة بشخص يثق فيك ويحترمك أيا كانت الخلافات التي بينكما، لتضعي نفسك في حيرة، وتحادثي شابا آخر ليصنع لك هذا الخيال الجميل الذي يزينه الشيطان لك، ويجعل ما هو بعيد عنك هو الأفضل في عينك مما تملكين بالفعل: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. لماذا لم يخطر في بالك من البداية ما تعانين منه الآن؟ ولم تفكري في العواقب التي هي أهونها هذا العذاب الذي تعيشينه وكان ممكنا أن يحدث الأسوأ؟ إننا عندما نريد الخطأ فإننا نضع لأنفسنا مبررات وأعذارا لكي نستمر فيه، ولأنك شعرت بالمتعة، خاصة في البداية وأردت إدخال أحداث أخرى في حياتك بإرادتك، وغفلت عن رضا الله في سبيل إرضاء رغباتك الداخلية. صديقتي.. من الطبيعي أن أي علاقة بين شاب وفتاة ينتج عنها متعة في الشعور، وروعة في الإحساس بالثقة في الذات وبانجذاب كل طرف إلى الآخر. وأنت نسجت عالما خياليا مع شخص هو بعيد عنك؛ بحيث لم تري فيه سوى المعلومات التي أراد هو إخبارك بها، ومحادثاتك معه التي نتجت عن خطأ منك ثم تطورت إلى محادثات هاتفية، كل ذلك وأنت لا تتعاملين معه عن قرب؛ حتى تتضح لك صورته الكاملة وطباعه الحقيقية، لم تستطيعي أن تحددي عيوبه التي تضايقك مثلما حدث مع خطيبك، والذي أتاحت لك سنتان فرصة معرفته وتحليله من الجانب السلبي والإيجابي. إضافة إلى أن معرفته بأنك مرتبطة بخطبة مع رجل آخر تعتبر دليلا كافيا على دنوّ مستوى رجولته واحترامه لك، فهو على الرغم من معرفته بذلك لا يتورع عن التمادي معك والاستمرار في أحلام الخيال واستغلال ضعفك لكي يجعلك تتعلقين به بهذا الشكل الخيالي، وسمح لنفسه أن يرسم عندك صورة البطل المزيفة التي ليس لها وجود إلا في خيالك أنت، فإذا تمكّنت من رؤية الواقع بحقيقته ستجدين أنه لا يتوافق مع تلك الأحلام الوردية ومع ذلك التوافق التام بينكما؛ لأن هناك شبابا يجيدون فنّ الخداع بهذه الطريقة ويوحون للفتيات اللاتي يحادثونهن أنهم توأم الروح وفرسان الأحلام، معتمدين بالطبع على أكثر ما تحتاجه الفتاة من رغبة في الشعور بذاتها وقيمتها، وقد سلّمته أنت مفتاح احتياجاتك بكل سهولة، وهو يؤديه على أكمل وجه؛ فهو غير مكلف بدفع شيء على مجرد كلمات في الهواء دون تعب ولا مسئولية كما هو الحال مع خطيبك. ومن الضروري بالطبع أن يكمل دوره حتى النهاية، فيصطنع البراءة والاحترام، ويخبرك بأنه متضايق بسبب أنك مرتبطة بشخص آخر، ولكنه في نفس الوقت يحبك ولا يستطيع الاستغناء عنك، وهو لا يعرف ماذا يفعل! فتشعرين أنت طبعا كم هو إنسان رائع، ويخاف عليك ويجعلك كلامه تتمسكين به أكثر، ولو كان فعلا صادقا وعنده القدر الكافي من الرجولة كما يدعي ويحبك ويحترمك لما انتظر أن يتخذ قرار الابتعاد طوال هذه المدة، وقد يبتعد فعلا؛ لأنه مشغول بأمور أخرى أو أنه ملّ الأمر بعدما علّقك به فترة كافية، هذا طبعا وأنت تنفطرين من الداخل على هذا البطل المغوار الذي ضحى بحبه لأجلك. أو يستغل هذه الفرصة التي تمنحينها له بكل سهولة بأن يعيش قصة حب يعلم جيدا أنه لن يبذل فيها أي مسئولية! وهل تظنين أن هذا الشخص من الأساس يثق في فتاة تحادث آخر من وراء خطيبها، ألن يفكر في أنك مثلما فعلت ذلك معه يمكنك أن تفعليه مع غيره، هل يمكن أن يحبك ويثق فيك ويتمناك زوجة له وأمّا لأولاده؟ أم يرغب فقط في أن تكوني بطلة لقصصه العاطفية؟ عزيزتي.. أنت التي اخترت أن تشوّشي أفكارك وتفسدي نفسيتك وسعادتك، وحقيقة أنا أتعجب كيف تقولين إنك تحبين خطيبك وتفعلين ذلك؟ ماذا سيحدث إذا أصبحت زوجة، وواجهتك المشاكل التي لا بد منها في أي حياة؟ هل ستلهثين وراء قصة عاطفية تخرجك من أي مشكلة تواجهينها؟! إن نفس الإنسان ضعيفة وإذا لم يحكمها سيسحبه الشيطان ويضيعه، اتقي الله في تصرفاتك، وحاولي دوما أن ترضيه حتى يسعدك ويبارك لك حياتك، وابتعدي عن هذا الشخص تماما ويكفيك ما حدث، ركّزي مع خطيبك الآن الذي له حق رسمي في التحدث معه، هذا الحق الذي أخذه بعدما تحمّل مسئولية أن يأتي إليك من باب بيتك ووسط أهلك، ولم يتسلل بسهولة من الأبواب الخلفية كما فعل الآخر، وإذا جاهدت نفسك وسيطرت عليها لأجل رضا الله فسوف تتضح معالم حياتك، وستستطيعين الحكم على خطيبك بشكل أفضل بعيدا عن هذا العبث في حياتك: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. ويكفيك أن تضعي نفسك مكان خطيبك، فلو كان فعل فعلتك مهما كان بينكما من مشاكل أو خلافات.. ماذا سيكون شعورك وقتها؟ نقّي حياتك مما يغضب الله، فإنك لن تحصلي على السعادة والبركة إلا في رضاه.