أنا مش عارفة أبدأ كلامي إزاي، بس بجد نفسي ألاقي حد يفهمني مش عارفة يمكن أنا اللي غلطانة، هي مش مشكلة بس أنا حسيت إني تعبت خلاص. أنا ارتبطت بإنسان اعترف ليّ بحبه لمدة سنة وكان أهلي وأهله عارفين الموضوع وكنا على علاقة كويسة جداً، وبعد سنة -الحمد لله- حصل قراية فاتحة بقالنا شهرين، طبعا إحنا عارفين بعض بقالنا سنة، المهم كلامنا ما بقاش كتير زي الأول ودي الحاجة اللي بقت بتتعبني؛ لأنه عوّدني على حاجات وبعد كده انتهت لما بتحصل أي حاجة بتزعلني منه، وباحس إنه فعلا بيجرحني، باضطر إني أحكيها لأقرب الناس ليّ؛ صاحبتي، ودي حاجة بتزعله مني؛ لأنه بيقول لي أنتِ بتشتكيني للناس؟ أنا عارفة إن المفروض اللي بينا ما يعرفوش حد؛ بس أعمل إيه بابقى عايزة أفضفض مع حد؛ لأنها تعتبر برضه قريبته. أنا غلطانة صح؟ على فكرة أنا ما باشفهوش خالص غير كل فين وفين؛ لأنه مش من نفس بلدي، أنا تعبانة جدا، وحاسة إني مش قادرة خلاص أتكلم مع حد من صحابي، كرهت الدنيا وصحابي القريبين ليّ؛ حاسة إني دايما أنا اللي بادوّر عليهم، دايما باسأل عنهم ومش بالاقي منهم نفس الاهتمام، هو أنا وحشة أوي كده؟؟ يا ريت تقولوا لي أنا إيه؟ وإزاي أرجّع ثقتي بنفسي وأحس إن أصحابي رجعوا لي تاني؟ أنا تعبانة والله أوي. وإزاي أتعامل مع الإنسان اللي مرتبطة بيه؟؟؟ ل.
أسلوب كلامه معايا بيجرحني؛ بس أعمل إيه اللي تعبني إني اتعلقت بيه أوي لدرجة إني بقيت أقول يا ريته سابني أعيش كده لوحدي. وكمان ساعات بيقارني بناس هو كان يعرفهم قبلي، ودي أكتر حاجة جرحتني منه. أنا نفسي أعرف إزاي أتعامل معاه، بجد نفسي أتقل عليه؛ بس عايزة أعرف إزاي؟ أنا بحس إنه ممكن يضيع مني لأني بجد حبيته، وإزاي أخليه كمان يتعلق بيّ أكتر بيتهيأ لي بقت مكالمتنا كلها زعل وعتاب. عزيزتي: دعينا نتحدث صراحة فأنتِ بالفعل مخطئة في أشياء، وفي أشياء أخرى أنتِ محقة؛ ولكنّ لكِ يداً فيما يحدث، فمثلاً أنت بالقَطْع مخطئة في أمر إخبار أحد بما يدور بينك وبين خطيبك، وإن حدث هذا فعليك أن تختاري شخصا تثقين فيه، وتعرفين أنه لن يوصل ما دار بينك وبينه لخطيبك، وعليك ألا تذهبي وتقولي لخطيبك إنك تحدثتِ في المشكلة التي دارت بينك وبينه مع شخص آخر؛ لأن هذا بالقطع أمر سيجعله يثور ويتضايق منك، ويشعر أن حياته الخاصة مشاع للجميع. لذا فعليك أن تتجنبي تماماً التحدث عن مشاكلك الخاصة مع أحد؛ فإن أردت أن تشكيه فاشكيه لنفسه، وليس لأحد آخر لأنه لن يفيدك الآخرون، فقد يعطونك رأياً في غير صالحك، واحذري من أن تكون شكواك منه لأسرتك، أو لأي أحد من أقاربك؛ لأنهم بالتأكيد سيثورون من أجلك، وستكون نصيحتهم فيها تحامل عليه، وقد يوغِر صدرهم تجاه خطيبك، لما يفعله بك، وبالتالي يكرهونه، وحتى إن صفيت أنتِ له فهم لن يصفوا له مهما طال الزمن. وأما الأشياء التي أنت محقة فيها، فهي طريقة تعامل خطيبك معك، بشيء من القسوة وجرحك بمقارنته لك بغيرك من الفتيات اللاتي يتعامل معهن، ولكن هذا باختيارك؛ لأنك أنت من أوصله لهذا الأمر؛ فهو يجد أشياء لا تعجبه فيك، ويحاول أن يضرب الأمثلة بأخريات، وكان لزاماً عليك أن تكوني أقرب إليه من أي شخص آخر، فتعرفي ما الذي يحبه، وتفعليه، وما الذي يكرهه فتتجنبيه؛ لكن من الواضح، أنك لا تعرفين خطيبك جيداً، ولهذا فأنت اعتدت الوقوع في الخطأ واعتاد معاتبتك، وهذا ما حول حياتك معه لحياة مملة، ومليئة بالمشاحنات. لذا يا عزيزتي أنصحك بالمصارحة بينك وبين خطيبك، وأن تتحدثي معه في كل ما صغيرة وكبيرة تخص حياتكما المستقبلية معه، وأن تعرفي ما الذي يحبه، وما الذي يبغضه، حتى تستطيعين التعامل معه، وحاولي دائماً أن تتفهمي من كلامه ما بين السطور؛ فلا تقع عينه على امرأة إلا ووجدك أنت أجمل وأفضل منها في كل شيء، وابتعدي عن العتاب والمشاجرات الدائمة؛ فبهذا سيحب أن يتحدث إليك؛ لأنه سيشعر بالراحة معك، وبالتالي سيبدأ هو في التقرب إليك، وعندها سوف تكسبين حبه لك من جديد. وأنصحك يا عزيزتي أن تشاركي خطيبك اهتماماته، وأحلامه، ومشاكله، وكل لحظات حياته، حتى يشعر أنك أقرب إليه من نفسه، كوني له الحبيبة والصديقة والأخت والأم، والخطيبة، وكل شيء حتى يكون هو لك كل شيء، فاجعليه هو رقم واحد في حياتك، وليس صديقاتك. أما فيما يتعلق بصديقاتك؛ فالحياة يا عزيزتي الآن أصبحت مليئة بالمشاغل، وقد تكونين لديك من الوقت ما يمكنك من السؤال على صديقاتك، في حين أنهن يعملن أو لديهن أشياء كثيرة تشغلهن عن السؤال عنك؛ فلديك حل من اثنين: إما أن تقدري هذه المشاغل ولا تغضبي من عدم سؤالهن عنك، وتبتعدي عن معاتبتهن على عدم السؤال وتستمري أنت في السؤال عنهن، والاطمئنان دون أن تنتظري مقابل، وإما أن تتجاهليهن تماماً مثلما يتجاهلنك، وتعيشين حياتك وكأنك لم تعرفينهن من قبل، ثم تبدئين في تكوين صداقات جديدة. وحاولي قدر المستطاع ألا تكوني كثيرة الشكوى؛ فنحن نعيش على كوكب الأرض، ولسنا في الجنة يا عزيزتي، وبالتالي فمن نتعامل معهم هم بشر يصيبون ويخطئون، وليسوا ملائكة حتى نتوقع منهم دائماً ألا يخطئوا.