أنا مخطوبة، وعندي 22 سنة، وبحب خطيبي أوي، ومش ممكن أعيش من غيره، والمفروض إننا هنتجوز بعد كام شهر، وهو كمان بيحبني. لكن المشكلة إنه اتغير كتير أوي، ومش عارفة ليه ولا من إيه، وكل لما أتكلم معاه يقول لي إنتِ اتجننتي.. وبعدين مش متحمل مسئولية حاجة!! إحنا بيتنا بيتوضّب وهو مايعرفش عنه حاجة، ولا حتى بالسؤال.. وبقى عصبي أوي، ومش عارفة أتعامل معاه؛ ممكن ما يتكلمش معايا لمدة 4 أيام، وأسأله يقول لي مشغول؟ مشغول حتى إنه يسأل عليّ!! أنا تعبت منه جداً، وباتعامل معاه بما يُرضي الله، وباحاول أرضيه بكل الطرق؛ بس خايفة بعد كده إنه مايتحملش مسئولية وأنا يبقى عليّ كل حاجة؟ وعلى فكرة لما بيبقى عنده وقت فاضي بيبقى مع أصحابه؛ مع إني نفسي يقعد يتكلم معايا. من فضلكم، عايزة حد يقول لي أعمل إيه، ولا أنا اتجننت فعلاً؟ حاسة إني بافكّر في كل حاجة لوحدي، وهو مش في دماغه حاجة؟ mon برغم عدم وضوح مشكلتك وعدم ذكر بعض التفاصيل كعمر خطيبك أو إذا كان بينكما حبّ قبل الخطوبة أم لا؛ ولكنِ بعدما انتهيت من قراءة رسالتك دار في ذهني مجموعة من التساؤلات يجب أن تسأليها لنفسك وتجيبي عنها بينك وبين نفسك بمنتهى الصراحة؛ حتى يتكشف أمامك حلّ مشكلتك إن شاء الله، والأسئلة هي: - مع طول حبك له وحبه لك، وهو ما يعني وجود فترة غير قليلة كفيلة بخلق هذا الحب؛ إلا أنك لم تكتشفي أنه غير جدير بتحمل المسئولية إلا مؤخراً؛ فكيف هذا؟ ألم تلاحظي من قبلُ أنه لا يتحمل المسئولية؟ وكيف بالله عليكِ يتمّ "توضيب" شقته دون معرفته؟!! أليس على الأقل هو الذي يقوم بالصرف على هذا "التوضيب"، أم أنك من تتولين الإنفاق؟! إذا كان هذا هو الحال فعلاً، وأنه لا يتولى حتى الصرف على "التوضيب" وأنك تتحملين كل شيء بالفعل ودون مبالغة نسائية منك؛ فعليك التوقف عن هذا الفعل. أما إذا كان ينفق ويترك فقط أمور الديكور والترتيب لك؛ فلأنه بالتأكيد يعلم أن كل أنثى تفضل أن يكون ذوقها هو الغالب في شقتها التي تعتبرها مملكتها؛ فيترك لك حرية التصرف فيها، وهذا ليس عيباً. ثم تقولين أيضاً إنه يفضّل صُحبة أصدقائه على التحدث إليكِ؛ فاعلمي أن الرجال عادة يختلفون في إظهار مشاعرهم عن الفتيات ومسألة الصداقة بالنسبة لهم تشكل جانباً لا غنى عنه؛ لكن هذا لا يعني بالطبع تجاهلك، والاستمرار لمدة أربعة أيام دون السؤال عنك؛ إلا إذا كان هناك ما يضايقه خلال هذه الفترة، وليس أن يكون هذا هو الطبيعي منه. صديقتي العزيزة، اسمحي لي أن أقول لك بأنه من خلال رسالتك وما ذكرتِه فيها، شعرت بأن هناك شيئاً قد يكون أصاب خطيبك بالفعل؛ ولكن هناك احتمال أيضاً أن ما به من ضغوط وتجهيز للزواج قد أثّر عليه، مثلما يؤثر على أي شخص مُقبل على الزواج مع مصاريفه والتزاماته. ولكنِ أعتقد أنك أنسب واحدة تستطيعين التعرّف على أسباب هذا التحول أو هذا التغير، من خلال معاشرتك له ومعرفته عن قرب، وعدم المبالغة في توقّع ردود فعله وإظهار مشاعره. صديقتي العزيزة، كل ما أستطيع أن أقوله لك هو أنك لم تُجَنّي -كما تعتقدين أو كما قال لك خطيبك- ولكن كل شكوكك وظنونك هذه طبيعية وصحيّة، وفي الحقيقة كل التفاصيل التي ذكرتها تدعو للقلق والحيرة؛ لذلك أطلب منك وأنصحك أن تتأكدي من هذه الظنون؛ وخاصة نقطة عدم تحمل المسئولية هذه؛ لأنها من أهم النقاط المؤثرة والمركزية في معيشتك معه، والتي سيترتب عليها استقرار حياتك من عدمها في المستقبل. حاولي أن تختبري حبه لك وتحمله للمسئولية؛ بأن تضعيه في مواقف صعبة، وراقبي تصرفه.. حاولي حتى افتعال أي موقف يستدعي تحمله للمسئولية واختبري ردّ فعله؛ فإذا وجدتِه رجلاً "قد المسئولية" خائفاً عليك ويحميكِ، وأن ما به هو ضغوط مؤقتة؛ فلا تترددي في إكمال زواجك منه.. أما إذا وجدتِه طفلاً صغيراً خائفاً، لا يستطيع اتخاذ قرار أو تحمّل المسئولية؛ فابتعدي عنه فوراً؛ فأمثاله لا يصلحون للزواج.. و"انفدي بجلدك" قبل فوات الأوان. وفي النهاية أدعو لكِ الله بأن يوفّقك لما فيه الخير إن شاء الله.