السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا واقعة في مشكلة خنقاني أوي، أنا مخطوبة لواحد محترم وكويس وكل حاجة وبحبه جدا، بس هو بيشتغل في الإمارات، وعلشان هو مصري وبيشتغل هناك مطلّعين عينه خصوصا بعد الثورة؛ يوميا سفر رايح ساعتين ونص وراجع ساعتين ونص يعني 5 ساعات سفر يوميا. وبعد كده طلبوا منه يعمل فرع جديد للشركة يروح على حدود السعودية يوميا 600 كيلو رايح و 600 كيلو جاي برضه؛ يعني رايح جاي 12 ساعة سفر يوميا، وبياخد على كل ده 4000 درهم، والمبلغ ده بسيط جدا جدا. أنا سألت مرات صاحبه الحالة والعيشة هناك عاملة إيه؛ قالت لي مرتّب جوزي اللي هو 4000 درهم مش بيكفّي حاجة خالص؛ يعني البنزين بتاع العربية 1500 درهم شهريا، وساعات زيادة.. ده غير سعر النت والتليفونات وإيجار الشقة؛ فمش بيكفّي حاجة خالص. أنا باشتغل علشان أقدر أساعده والحياة هناك صعبة أوي بابص لقيته بيتصل بيّ تاني يوم وبيقول لي: لو رجعت مصر هتعملي إيه؟!! قلت له: ارجع براحتك بس عندك شغل، قال لي: لأ لسه هادوّر على شغل من أول وجديد. المشكلة اللي عندي إن المفروض باقي سنة على جوازنا، وكمان هو دراسته دبلوم تجارة ومافيش شغل في مصر خالص للكليات يبقى هيشتغل إزاي بدبلوم؟ نفسي تساعدوني وتقولوا لي لحد امتى هنفضل متهانين وكرامتنا في الأرض؛ بسبب رئيس ماكانش بيعرف ربنا؟ لحد امتى هيفضل شبابنا متبهدل ومش لاقي شغل ومش عارف يتجوّز! أنا بجد تعبت ساعدوني قولوا لي أعمل إيه؟ monee صديقتنا.. بعد الثورة -وقبلها كذلك لكن بنسبة أقلّ- كان إغلاق الشركة والتسريح من العمل وترك العمل لأسباب شخصية بحتة مع المدير أو رئيس القطاع أو ما شابه... كلها أصبحت كوابيس العصر للشباب المُقدِمين على زواج والمتزوجين أكثر؛ تصوّري لو كنتما قد تزوّجتما ثم أعلنت الشركة تسريح كل المصريين.. كيف سيكون الوضع ساعتها؟ هذه هي أهم سلبيات القطاع الخاص بالإضافة إلى بعض مميزاته؛ من حيث الدخل الكبير إن أحسنتما استخدامه. أنا لا أضع الصورة قاتمة أمامك بقصد أن أبثّ في نفسك الهم واليأس؛ لكن كي تبصري حلاوة الصورة التي أنتِ فيها.. الحمد لله على كل حال؛ لكنك ستجدين نفسك في كل مرحلة مضطرّة للتكيّف مع ظروف الحياة؛ فإذا كان الراتب بالكاد يكفي في الإمارات فهو بالكاد يكفي في مصر، وإذا كنت في مرحلة ما سعيدة والعيشة رغدة؛ فإنها في وقت آخر ستصبح عصيبة أو تحتاج لكفاح عندما يكون معكِ أطفالك، وتبحثين عن مستلزمات لهم من تربية ومدارس وغير ذلك. اسمحي لي أن أُدلي ببعض الخبرات البسيطة في هذا الشأن: - ليجرّب خطيبك مثلا في هذه الفترة أن يُقيم في مكان عمله، ليستأجر مثلا مكانا قريبا من هذا الموقع ويكون متواضعا في تكلفته، وليكن غرفة واحدة على سبيل المثال؛ فإن في هذا ادخارا لمجهوده.. هذا إن كان يمكث في العمل على مكان واحد مدة أسبوع أو شهر أو ما شابه.. وساعتها سيكون ذهنه أكثر صفاءً للتفكير وللبحث عن عمل آخر دون أن يضطر لترك هذا العمل. - ابحثا معا إمكانية أن تتحمّل الشركة إقامته عندما يتزوّج، وليمهد لهم الموضوع الآن مثلا. - لا مانع من أن يترككِ هو في مصر ويسافر هو ليعمل ويأتي في الإجازات.. إذا اضطرتكما الأمور لذلك. - حاولي أن تجدي عملا هناك إن قررتما السفر والإقامة معا. واعلمي في النهاية أن ظروفك لا تناسب غيرك؛ فربما كانت ظروف هذا صديقه وزوجته -التي استشرتها- مختلفة عنكما، ربما لهما نفقات خاصة، وربما يعيشون في مستوى معين لا يستطيعون التنازل عنه.. إلخ. حاولي التفكير في هذه البدائل بإيجابياتها وسلبياتها وتابعينا بأخبارك.. وفّقكِ الله. لو عايز تفضفض لنا دوس هنا