السلام عليكم في البداية بحبكم من كل قلبي، مشكلتي إن إحنا أسرة مكونة من 5 أفراد ماما وبابا وأنا عمري عشرين سنة وأختي التانية 17 سنة ومريضة ذهنيا وأختي التالتة 11 سنة وأنا في آخر سنة في خدمة اجتماعية أنا خايفة أوي على ماما لأنها عندها الضغط وتعبت أوي وعرفنا إن جالها السكر، وأنا مرتبطة بماما أوي وهي أول لما عرفت قعدت تعيّط وأنا كمان. مش عارفة إيه الأسلوب النفسي اللي أقدر أتعامل بيه مع ماما وأنا دلوقتي المفروض أساعدها لأنها حاسة إنها تعبت بسرعة، ولأنه كمان بتشوف اللي عندهم السكر بيخسّوا وشكلهم بيتغير وهي مش قادرة تتحرك وتعبانة جدا، وهي مش متعودة على القعدة. أنا خايفة عليها أوي، وأنا خايفة ما أكونش قد مسئولية أختي المريضة اللي محتاجة رعاية واهتمام، وماما اللي تعبت فجأة، وبعد ما كانت بتتحرك تعبت وعندها هبوط وماما كمان حاسة إنها خايفة أو قلقانة، وصعبان عليها نفسها. أنا نفسي أعمل حاجة لماما وأختي مش عارفة أعمل إيه خايفة مش أكون قد المسئولية أنا ماليش غيرهم، والصراحة الناس دلوقتي بقت مش كويسة وفي عز الأزمات مش بتلاقيهم حتى الأقارب، خايفة أوي وبادعي ربنا. إيه الأسلوب النفسي اللي أتعامل بيه مع ماما ومع مريض السكر إذا ثبت إن ماما عندها السكر؟ نفسي ماما ترجع زى الأول وبصحتها بس قدر الله وما شاء فعل. sara صديقتي العزيزة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بداية أرحب بك وإن شاء الله تجدين الراحة فيما سأقوله لك.. يا عزيزتي لمَ كل هذا القلق؟ هل لأن ماما مريضة أم لأنك شعرت أنه قد آن الأوان لمعاونة الأم في كثير من شئون الحياة؟ أم لأنك تشعرين بالذنب مثلاً وها أنت قد أشرفت على مرحلة الرشد فبدأت أفكارك تتبدل في أنه ربما ضغطنا على تلك الإنسانة -وأقصد والدتك- ولم نعاونها لدرجة أنها أصابها المرض؟ وهنا أنا أؤيد فقط فكرة معاونة هذه الأم على شئون الحياة لكن بلا قلق حيال مرضها ولا شعور بالذنب على ما فات، لماذا؟ لأنك لو نظرت حولك نظرة متفحصة للناس في عصرنا الحالي ستجدين أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية يعانون من مرض الضغط ومرض السكر ويعيشون حياتهم بشكل عادي وطبيعي دون أي مضاعفات طالما أنه هناك التزام بما نسميه في الطب "الضبط"، والضبط هذا يعني أن نتبع نظاما غذائيا معينا مع الالتزام بمواعيد الأدوية كما يحدد الطبيب أخصائي الأمراض الباطنة فهي بحاجة إلى المتابعة الدورية مع الطبيب من أجل ضبط الحالة. إذن هو مرض مزمن لا بد من التعايش معه بشكل طبيعي وممارسة كافة أمور الحياة فمرض السكر ومرض الضغط لا يسببان الإعياء الذي يتعارض مع الحركة وممارسة الحياة، لذلك فإن ما تعاني منه والدتك هو العامل النفسي ومشاعرها السلبية التي تغذي عقلها الآن بأفكار مثل أنا (أنا خلاص وقعت - أنا خلاص صحتي راحت..... إلخ) وبالطبع كلما رأت من حولها يدعمون هذه الأفكار بقلقهم تأكد لها ما في عقلها من أفكار، وتفاعلت معها حتى أنها قد تجد نفسها لا تستطيع أن تفعل أي شيء وربما تمكث في فراشها؛ لأن القلق والحالة النفسية السيئة ستفرز بعض الهرمونات التي تصيب بالاكتئاب وتؤدي أيضاً إلى خلل في المرسلات العصبية الخاصة بالألم، لدرجة أنها ستشعر فعلاً بأن هناك آلاماً بالجسم ستعزوها للسكر والضغط، وهما منها براء؛ لأن الداء الحقيقي هنا أصبح هو الوهم والاكتئاب. عزيزتي.. عاوني والدتك في شئون الحياة؛ لأن هذا حقها سواء كانت مريضة أو بصحة جيدة لكن لا تسرفي في مشاعر القلق؛ لأنك بذلك تزيدين من توترها وقلقها على نفسها.. تحدثي إليها دائماً فيما يروّح عنها من أحداث تواجهينها وأنت خارج المنزل مثلاً شاهدي معها التلفاز واقضيا أوقاتاً تتحدثان فيها عن أمور أخرى غير مشاكل المنزل ولو صادف وتحدثت هي عن مرضها قولي لها وأنت مبتسمة ضاحكة مثلاً مرض إيه يا ست الكل ده أنت زي الفل - ده أنت وشّك منوّر- ده أنت بقيت أصغر مني - إيه الحلاوة دي.. كلمات من تلك التي يحب الآباء سماعها من أبنائهم الذين يشعرونهم أنهم أصدقاء لهم يعتمد عليهم وأنهم قد وصلوا للنضج فعلاً... أما عنك أنت إذا كنت تشعرين بالذنب وأنه كان هناك تقصير في حق الأم أصابها بالمرض فهذا مفهوم خاطئ؛ لأن مرض الضغط والسكر كلاهما متعدد العوامل وله أسباب وراثية وليست الانفعالات هي العامل الأساسي في حدوثه، هي فقط تُظهره وتزيد من شدته لكن ليست هي المسبب. أما عن شقيقتك فأنا لم أفهم هل هي مريضة ذهانياً أم معاقة ذهنياً فالفرق كبير وبالنسبة للرعاية في حالة الذهان فالرعاية تختص بالانتظام في العلاج الدوائي والمتابعة مع الطبيب النفسي، أما في حالة الإعاقة الذهنية فالأمر يتوقف أيضاً على نوع الإعاقة ولكل إعاقة برنامج إرشادي للأسرة يمكن اتّباعه للتعامل مع الحالة.. يا عزيزتي.. والدتك ما زالت معك أطال الله عمرها خففي عنها وعاونيها وادعميها لكن لست وحدك فتعلمي من خبرتها في إدارة الشئون المنزلية وأشعريها أنك تفعلين ذلك لها ولك من أجل مستقبلك؛ لأنها ستستعد أيضاً بهذا الدور، إنها بحاجة لأن تشعر أنها ما زالت لديها القدرة على العطاء لكن هناك من يعاونها. وفّقك الله.