الجواز أسرار وحكايات.. قليلة جدا الجوازات الناجحة.. مهمتنا ندلكم على النجاح والسعادة اللي تستحقوها.. أرفض طمع الزوج في راتب الزوجة أو فرض المشاركة عليها، كما أرفض أي زوجة تتزوّج رجلا لثرائه فقط؛ فلن ينجح زواج نشأ على الطمع. مال الزوجة كثيرا ما يُشعل الخلافات في كل أنحاء الدنيا، فقبل خروج المرأة للعمل كان ميراث السيدات يتسبّب أحيانا في مشكلات زوجية. وأتمنى الاتفاق -بوضوح وبلطف- قبل الزواج على المسائل المادية للفوز بزواج أجمل؛ فالمال وسيلة وليس هدفا وخادم لدينا، كما أننا لسنا عبيدا له. مقدّمات الطمع أُحبّ الانتباه قبل الزواج وبعده لمؤشرات الطمع؛ فمثلا أخبرتني زوجة أن زوجها كان يأخذ سيارتها أثناء الخطوبة، ويعيدها بلا بنزين، فهذا مؤشّر واضح، وأخرى تقول أوّل سؤال سأله لي زوجي عندما تقدّم لخطبتي: كم يبلغ راتبك؟ وثالثة رفض زوجها إحضار مصوّر فوتوغرافي في الخطبة؛ فتكفّلت هي بذلك؛ لأنها كانت تريد الفرح بالصور. وأتمنّى ألّا نخدع أنفسنا بتجاهل هذه المؤشرات؛ بسبب رغبتنا في الزواج وخوفنا من تأخّره، فقد ترى الفتاة مزايا أخرى فتتجاهل الطمع، وتتوهّم بأنه غير مهم أو سيتغيّر أو ستقوم بتغييره، أو أن الزمن كفيل بتغييره، فإذا سألها في أوّل لقاء عن مرتّبها فلا بد أن تقلق. وأهمس بودّ واحترام: إذا قبلتِ قبل الزواج فلا تعذّبي نفسك بعد الزواج، فجميعنا لدينا عيوب فلسنا ملائكة، وركّزي على مكاسبك من الزواج لتسعدي نفسك أولا، ثم لتحاصري الطمع في أضيق نطاق ممكن. المال والأمان ماذا ستفعلين بمالك؟! سألت الكثيرات هذا السؤال، وكانت الإجابة: أدّخره لأستطيع العيش وحدي إذا تركني وتزوّج غيري. وأخبرتني زوجة بغضب أن زوجها سيشتري سيارة ويكتبها باسمه، وبيت الزوجية أيضا باسمه، فسألتها: هل سيقوم بالدفع وحده؟ فردّت بالإيجاب، وأضافت: وهكذا يمكنه أن يتزوّج بأخرى. فسألتها: هل الضمان الوحيد لكِ بأنه لن يتزوّج بأخرى ألّا يكون لدى زوجك ممتلكات باسمه؟ يُؤلمني أن تعيش الزوجة وهي تفتقد الأمان وتحتمي بالمال، وأتساءل: هل مِن المناسب أن يكون لدى الزوجة أموال تدّخرها، وبيتها ينقصه الكثير، وأولادها يعيشون حياة جافة بلا تحقيق لمتطلباتهم الضرورية، والتي لا يستطيع والدهم تحقيقها وحده بسبب الغلاء، ولعدم إمكانية عثوره على عمل إضافي وسط تزايد معدّلات البطالة؟ هل يُمكن أن تقبل الزوجة بذلك وهي تدّخر مالها لخوفها من غدر الزوج؟!
أتساءل: هل مِن المناسب أن يكون لدى الزوجة أموال تدّخرها وبيتها ينقصه الكثير؟!! الخسائر للجميع أعرف الكثيرات ممن يخترن المال، ويعشن الجفاف هن وأولادهن، ويُعلِّمن الأبناء البخل، وأن المال أهم ما في الحياة ويشعرون بالاحتياج المادي رغم توافر المال مع الأمهات، وبعد وفاتهن يقوم الأولاد ببعثرة المال لتعويض أنفسهم عن الجفاف، أو يُبالغون في التقتير على النفس.. فيخسر الجميع. كما أرفض إنفاق الزوجة كل أموالها على الأسرة، وألّا تدّخر شيئا لنفسها، وأوصي كل زوجة -حتى لو كان دخلها بسيطا- بادّخار جزء من دخلها لنفسها، وآخر للاهتمام بمظهرها وجمالها داخل البيت وخارجه. والادّخار ليس للتأمين ضد غدر الزوج، ولكن لتشعر الزوجة بالرضا؛ لاحتفاظها لنفسها بجزء مِن راتبها، والإحساس بالرضا ضروري؛ فالزواج لن ينجح إلا إذا شعر الزوجان بالرضا. وأرفض ادّخار الزوجة لتُؤمّن نفسها إذا تركها زوجها؛ فالأفضل معاملته بلطف وأنوثة ليتمسّك بها، ويكره الابتعاد عنها. مع ملاحظة أن هناك بعض مَن تأخرن في الزواج، وبعض المطلقات والأرامل يُرحّبن بتقديم تنازلات مادية هائلة للزواج من رجل متزوّج. التنّبه للشرارات تبدأ الحرائق مِن شرارات صغيرة؛ فلنتنبّه لبدايات الخلافات المادية بين الزوجين، والتي تترجم الخلل الذي أصاب علاقتهما، فلن تتدهور العلاقات المادية بين زوجين متحابين يتبادلان الحب والاحترام. فإذا ساءت التعاملات المادية؛ فقد يكون أحدهما طامعا في الآخر، أو يفتقد الأمان، ويخاف غدر شريكه أو ندم على اختياره. فعندما تُقرّر الزوجة التقتير وتقليل مساهمتها المادية، ويختار الزوج مضايقة زوجته بالامتناع عن تلبية متطلباتها، ويضيّق على أسرته في الأمور الأساسية رغم قدرته المادية، فلا بد مِن التوقّف وتهدئة النفس أولا، ثم معالجة المشكلة بذكاء، وتجنّب الحدة والإهانات؛ فهي تزيد الاشتعال ولا تُطفِئ الحرائق. فإذا تعرّضت للكحة فهذا مؤشّر للإصابة بالبرد أو الحساسية، والصراخ سيزيد الاحتقان، فيجب معالجة المرض وعدم التوقّف عند الكحة لمنع المضاعفات. لا للتسرّع قد يطلب الزوج مِن زوجته مساعدتها المادية؛ سواء مِن راتبها أو ميراثها للمشاركة في مشروع يُقيمه، أو للمساهمة في شراء منزل أو سيارة، ويجب أن تتمهلي قبل الموافقة أو الرفض. وأرفض قول إن الزوجة مطالَبة بالمشاركة؛ فالعلاقة المادية ترجمة للعلاقة الحقيقية بين الزوجين، فإذا كانت تفاصيل الحياة اليومية تسير بصورة جيّدة؛ فلنطمئن للتعامل المادي، ولتُحفظ الحقوق بلطف ودون كلام جارح؛ سواء وافقت أم رفضت. وإذا اشترى الزوجان سيارة أو منزلا بأموالهما سويا؛ فليتم التعامل بذكاء ولطف تام، وليكتب هذا الشيء باسميهما معا. انتظرونا في الأسبوع القادم.. لنكمل معا نصائحنا حتى لا يشعل المال الحرائق الزوجية.. إلى اللقاء،،،