السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا طالبة في الجامعة، وأنا في الصعيد، حبيت شاب، وما ينفعش أكلّمه ولا أقف معاه.. أقسم بالله عمري ما كلّمته كلمة وجهاً لوجه، كان كل كلامنا موبايل فقط لا غير. المهم إن أمي عرفت الموضوع ده، وخربت الدنيا.. الموبايل اتسحب؛ ده بالرغم من إنها عرفته بعد -والله العظيم- ما أنهيته؛ لكن مع ذلك أنا اتعاقبت؛ ومع ذلك أنا صبرت على تلقيح الكلام القذر بأفظع الألفاظ، وفضلت على الحال ده لشهور.. لغاية اللحظة دي هي معيّشاني في حالة شك رهيب، وكل شوية خناقات على الموضوع ده بطريقة غير مباشرة، ولو فتحت الموضوع ده عشان الخناقة تبقى مباشرة هي تقفل وتقول لي "كُليني بالكلام يا بنت".. حتى في الامتحانات كانت بتلقّح كلام، وماكنتش باعرف أذاكر. المشكلة إن هي أساساً شكّاكة من زمان حتى لما كنت في إعدادي كانت بتشكّ فيّ وفي إخواتي لمجرد إني كنت منعزلة؛ لكن بعد الجامعة ما كنتش مُنعزلة، ومع ذلك شكّاكة. وهو من بَحَري، وأنا من الصعيد؛ ومع ذلك مقتنعة إني باقابله؛ مع إن الامتحانات خلصت، والمفروض إنه رجع بلده. أنا مش عارفة أعمل إيه كل شوية خناق وشتيمة فيّ وفي أصحابي.. أنا كرهت البيت، أنا قرفت وفكّرت إني أتخانق معاها خناقة كبيرة تفصلني عنها؛ لكن قلت لا؛ فانعزلت، راحت شكّت أكتر. المهم إن هي أساساً كل حاجة عندها عيب وحرام معانا كلنا.. أنا كرهت البيت ومش عاوزة في نفس الوقت أغلط فيها زي بقية إخواتي لما بيتخانقوا معاها. أقسم بالله إنها من زمان وهي بتكرهني لدرجة إن لو أي حد في البيت زعّلها، كانت تيجي لي أوضتي أنا وتضربني، ولما عاتبتها قالت (هههههه.. جسمك حلو في الضرب فباضربك)، ودلوقتي لما جه موضوع حبيبي اللي هي كانت بتعمله فيّ زوّدته شكّ وضرب وإهانة. أنا بجد مش عارفة أعمل إيه؟ أنا مش عاوزة أغلط فيها، ومش عارفة أنقذ نفسي قولوا لي أعمل إيه. r.m
أبدأ بإبداء احترامي لك لأنك تحرصين على تجنّب الإساءة لوالدتك وأؤكد لك أنك ستربحين دينياً ودنيوياً. والأولى تعرفينها بالطبع؛ حيث أَمَر الخالق عزّ وجل -وهو مرجعنا جميعاً- بألا نسيء للوالدين حتى بكلمة "أف" حتى لو كانا من الكفار. وبالطبع والدتك ليست كافرة ولم تطالبك بالكفر، ورغم كراهيتي البالغة لتصرّفاتها معك؛ ولكن ذلك لا يبرّر مطلقاً ارتكاب جريمة عقوق الوالدين؛ حتى لا تخسري دينياً.. حماك ربي وأسعدك. أما مكاسبك الدنيوية؛ فلا شك أن قيامك بمضايقة والدتك لن يحلّ مشاكلك معها؛ بل سيجعلها تُضاعف من إيذائك؛ سواء بالكلام الجارح أو الضرب، وهو ما أكره حدوثه، وأتمنى عندما تصبحين أُماً ألا تكرّري أخطاءها أبداً، وهذا لا يعني تجاهُل أخطاء أولادك؛ فهذا خطأ بشع لا يقل خطورة عن الإهانات.. وأقصد التعامل باحترام مع أبنائك وبناتك، وعدم امتهان آدميّتهم سواء بالضرب أو بالإهانات، وهو ما أتمنى أن يتذكره الآباء والأمهات دائماً، وأخبرهم به في ردودي عليهم وفي لقاءاتي المباشرة معهم أيضاً. وأثق أنك بذكائك وبسبب معرفتك الجيّدة بطباع والدتك، تعرفين أن هناك أموراً معيّنة تتسبب في زيادة غضبها وتدفعها للإساءة إليك؛ لذا أتمنى أن تحمي نفسك من خلال تجنّب هذه الأمور؛ حتى لو كانت تافهة من وجهة نظرك، أو لا تستحق الغضب منها؛ فهذا أفضل من تكرارها وتوقّع نتائج مختلفة. كما أودّ ألا تحاولي استدارجها إلى مشاجرة كبيرة حتى تقطعي كل صلة لك بها؛ فهذا التفكير يزيّنه لك إبليس اللعين ليوقعك في التهلكة الدينية وهي العقوق وقطع صلة الرحم، وفي الخسائر الدينوية لأنك ستضاعفين مشاكلك، ولن تسمح لك والدتك بالانعزال؛ بل سيتضاعف سخطها عليك. كما أرجو أن تغيّري ردود فعلك مع شتائمها ومضايقاتها، والتي أكرّر رفضي لها؛ ولكني لا أستطيع الحديث إليها لتغيّرها، وكل ما يمكن هو مساعدتك في التقليل منها، من خلال عدم مناقشتها بحدّة، والاكتفاء بذكر أنك نادمة على هذه العلاقة ولن تكرريها أبداً، وتركها تُخرج شحنات غضبها، دون مضاعفتها؛ سواء بالردود أو بملامح الوجه الغاضبة أو التلويح بالأيدي للاعتراض. صدقيني أحترم ألمك؛ ولكن لابد من إخبارك بتصرّفات واقعية لتهدئة الأمور مع والدتك.. واسمحي لي بكل الودّ والاحترام لمشاعرك أن أذكّرك بألا تمنحي ثقتك ثانية لأي شاب، ولو عبر الهاتف؛ فلا يوجد شاب يرضى بذلك لأخته.. وهذا ليس حباً؛ فالحب لا يتمّ عبر الهاتف أو الإنترنت؛ ولكن ينشأ من خلال تعارف بصورة طبيعية وبشرط الاحترام المتبادل وتوافر الجدية والقدرة أيضاً على الزواج في أقرب وقت. وهو ما لم يكن متوافراً في تجربتك مع شاب من غير بلدك فتذكّري ذلك؛ ليس خوفاً من تكرار عقاب والدتك المبالغ فيه بالطبع؛ ولكن لحماية نفسك من الخسائر العاطفية. ومن الواضح أن والدتك تفتقر للمهارات التربوية، ولا أبرر أخطاءها بالطبع؛ ولكني أساعدك على تفهّم أسلوبها المرفوض تماماً؛ لذا أتمنى التوقّف عن عتابها أو محاولة تغييرها؛ فمن الواضح أنها تجيد الاستفزاز، وهو ما اتضح في قولها أنها (تحب ضربك)، وهو ما ضايقني بشدة. لذا أدعو لك من كل قلبي بتقليل خسائرك من خلال تجنّب كل ما يزيد المشاكل معها، والتشاغل عنها بالاهتمام بهواياتك واهتماماتك وتحسين علاقتك بإخوتك، وتذكّر أنها لا تكرهك؛ ولكنها تخاف عليك وعلى إخوتك بأسلوب سيئ جداً، ولذا فإن تعبيرها عن هذا الخوف يأتي بصورة رديئة. تشبثي بحسن الخلق مع والدتك وألحّي على الخالق ليصلح ما فسد بينكما، واهزمي إبليس اللعين الذي يحرّضك عليها لترتكبي خطيئة العقوق. وأتمنى قراءة هذا الردّ كثيراً، وكلما شعرت بالغضب منها، وتذكّري أن بإمكانك السيطرة على غضبك منها متى أردت لتحسّني حياتك في المنزل بأفضل ما يمكن، وتوقّفي عن شحن نفسك ضدها حتى لا تتألمي وحدك.. وتابعينا بأخبارك لنطمئن عليك.. وفّقك ربي وأبدل همك وألمك راحة وسعادة.