السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..بداية أشكركم على موقعكم المتميز..وأطلب منكم مساعدتي بآرائكم في المشكلة التي أتعرض لها الآن. أنا شابة عندي 21 سنة متزوجة حديثة من 4 شهور من ضابط بالجيش عنده 26 سنة، بعد الزواج اكتشفت إن زوجي عصبي جدا لا يقبل أية مناقشات، وعمره ما فكّر يقتنع بكلامي.. حياته جَدّ جدا يعني كل شىء لازم يكون بنظام شديد وكل شيء في مكانه، ومعاملته معايا أنا كمان جَدّ جدا حتى وإحنا بنقضي أجمل اللحظات باحس إن كل حاجة روتينية جدا.. عمرنا ما زعلنا من بعض وصالحني في يومها.. علمني أنام وأنا زعلانة منه.. علمني أشيل منه، المشكلة إني مش كده خالص، أنا عمري ما زعّلته، وما صالحتهوش، ما اقدرش أنام وأنا مزعلاه.. المشكلة إني رومانسية وبحب أحس إنه مهتم بيّ وبيحبني، والمشكلة إن طريقة كلامه معايا قدام أي حد عصبية جدا، ونبرة صوته بتحسس الناس إنه مغصوب عليّ وغضبان مني، واللي تاعبني كمان إني لسه ما حصلش حمل، أنا مش عارفة هو بيعمل معايا كده ليه.. أنا كلمته كتير وهو مش مقتنع إنه كده، أعمل إيه علشان أحس بأي حنية منه؟شكرا chemist
نشكرك على تحيتك لنا وندعو لك بحياة رائعة تتعلمين فيها التعامل مع المشاكل التي لا تخلو منها أي حياة بأفضل الطرق؛ لتسعدي دائما بمشيئة الرحمن.. وأصارحك بأنني تألمت كثيراً للألم البالغ الذي تشعرين به، وأوجعني أكثر أنك في بدايات الشباب الجميل "وعروس"، ولذا أتمنى أن تهدّئي من نفسك وألا تنامي أبداً وأنت "زعلانة" لا من زوجك ولا من أي مخلوق؛ حتى لا تؤذي نفسك، وابتسمي وقولي لنفسك قبل النوم يوميا: غدا سيكون أفضل بمشيئة الرحمن، وأتمنى أن تتوقفي عن "شحن" نفسك ضد زوجك؛ حتى لا تخسري "وحدك"؛ لأن استمرارك في الغضب منه والسماح له بالتراكم بداخلك سيؤذيك، لا قدر الله بالطبع نفسياً وعاطفياً بل وصحياً أيضا، كما سيجعلك لا ترغبين في التفاهم مع زوجك في أي أمر من أمور الحياة اليومية، وستضخّمين من أي رأي لا يعجبك يقوله زوجك، وستحوّلين أي جملة يقولها بشأن النظام في البيت إلى إهانة لك أو انتقاص من شأنك، مما يفتح الأبواب "الواسعة" أمام إبليس؛ ليسرق منك كل فرصك التي تستحقينها لإنجاح زواجك.. وأكاد أسمعك تقولين: ولكن زوجي هو الذي يضايقني، وأنا لا أضايقه، وإذا أغضبته أسارع بمصالحته، ولكنه لا يفعل مثلي أبدا. وأرد عليك بكل الحب والاحترام بل وأحتضنك أيضا وأهمس: تذكّري أنك في السنة الأولى للزواج، وهى أكثر سنوات الزواج التي تتطلب قدراً هائلاً من المرونة، وعدم التعجل في إصدار الأحكام على نجاح الزواج أو فشله، ومنح النفس قبل الطرف الآخر القدْر الكافي من الهدوء، وتذكر مزايا زوجك؛ حتى تهدئي وتتمكني من التعامل مع عيوبه بأفضل ما يمكن، وتذكّري أننا جميعا بشر ولدينا عيوب، وأن زوجك ليس أسوأ زوج في الكون، وأن هناك اختلافات كبيرة بين الرجال والنساء في التفكير والتصرفات، فالرجال مثلا لا يحبون الإكثار من الكلام العاطفي، ولا يرحبون بقيام الزوجة بدور "أبلة الناظرة" التي تقول افعل ولا تفعل، ويثير جنونهم كلمات مثل: لا تقل لي هذا الكلام، أو أنا لن أقبل بهذا أبدا، أو لماذا لا تقبل بكلامي؟ مما يأتي بنتائج عكسية.. كما يضيقون بكلمات مثل: أريد اهتمامك وحنانك، أو أشعرني بحبك، مما يشعرهم بأنهم "رسبوا" في امتحانهم كرجال أمام زوجاتهم، وأنهن لا يشعرن بالإشباع العاطفي معهم. وأطمئنك إلى أنني لن أطالبك "بتقبُّل" ما يضايقك من زوجك وكأنه قدر لا يمكن الفرار منه.. لأنني أؤمن أنه دائما هناك أفضل مما هو موجود لدينا، بشرط الفرح بما نمتلكه الآن حتى نشعر بقدر جميل من الرضا والشبع، ولا نتصرف مثل إنسان استبد به الجوع، فراح يتعامل بعصبية مفرطة مع من حوله، ويحرضهم على مضايقته.. لذا أتمنى أن تسعدي بزواجك أولا في هذه السن المبكرة، وأن زوجك يحبك بطريقته، لذا اختارك للزواج، وأنه لا يخونك مثلاً، وغير بخيل.... وما شابه ذلك من الصفات الكريهة، حتى تتمكني من التعامل مع حبه الزائد للنظام بذكاء، وكذلك مع عصبيته، وبالنسبة للنظام الزائد، فقد اكتسبه من الكلية الحربية، ثم عمله فيما بعد في الجيش.. ولكي أوضح لك ذلك فقط حتى تتفهمي ذلك.. فإن شاباً من معارفنا يعمل بالشرطة، فوجئ أصحابه أنه يضع حذاءه في الدولاب في منزله؛ لأنه "اعتاد" على ذلك أيام دراسته.. وبإمكانك تغيير نظرتك للنظام الشديد، فبدلا من كراهيته تعلّمي أن تري مزاياه، ومنها أنك لن تتعبي في إصلاح الفوضى، وتدريجيا ستعتادين على النظام، وسيسهل عليك تنظيف البيت بصورة رائعة ستحسدك عليها ملايين الزوجات.. وأتذكر هنا ما ذكره الطبيب الخاص للزعيم جمال عبد الناصر حيث أبدى استغرابه من حرص جمال على النظام البالغ رغم كثرة انشغاله، فرد عليه قائلا: هذا يوفّر لي الكثير من الوقت والمجهود لاستخدامها في شيء أهم.. وهو ما أتمنى أن تتعاملي به مع النظام وأن تدخري طاقتك لإسعاد نفسك؛ بممارسة هواياتك، وتذكر أن زوجك هو جزء من حياتك، ولا تنتظري أن يقوم بإسعادك، بل افعلي كل ما يمتعك، من المباهج المشروعة بالطبع، حتى لا تكوني في حالة عطش شديد للسعادة، ومهما منحك من اهتمام لن تشعري بالسعادة؛ لأنك تتوقعين الأكثر.. وأتمنى ألا تقومي بالشكوى من زوجك لصديقاتك؛ حتى لا يقمن بتحريضك ضده، إما لنقص الخبرة أو لإشعارك بالتعاطف، وتناسي أن صديقك من صدقك -أي التزم الصدق معك- وليس من قام بتصديقك. وبالنسبة لعصبية زوجك الزائدة، فأهم سبب لها أنه لا يشعر أنك تحترمينه، ويرى أنك تريدين ترويضه وإجباره على أن يغير من سلوكياته حتى تقبليه، وهو ما يضايقه، وأرجو أن تتعلمي مهارات قراءة وجه زوجك، فعندما يبدأ في العصبية لا تنظري إلى وجهه حتى لا تنتقل إليك عدوى العصبية، أو يوسوس لك إبليس أن زوجك يكرهك ولا يحبك، لذا يثور في وجهك، والحقيقة أنه غاضب فقط، وأن من الذكاء تجنب كل ما عرفت بخبرتك معه أنه يثير عصبيته، ليس من باب الشعور بالتنازل، ولكن من باب الذكاء وعدم السماح للنكد بالتسلل إلى حياتك.. وتذكري أن العصبية يمكن احتواؤها بتجنب الردود المستفزة حتى لا تتفاقم، وصدقيني إذا غيرت نظرتك لزوجك فستتغير حياتك كلها وستتمكنين من التعامل بذكاء مع عصبيته وعدم السماح لها بإفساد حياتك. أما عن اللقاء الحميم فما زلتما في بداية الزواج وأمامكما العمر الجميل والطويل لتستمتعا سويا، وعليك طرد التفكير في الحمل أثناء هذا اللقاء وأن تتجاوبي مع زوجك بلطف وبنعومة وإشعاره بأنك تحبينه كرجل -دون مبالغة بالطبع- حتى لا يشعر بأنك "تمثلين" ذلك مما يأتي بنتائج سيئة، حماك ربي وأسعدك.. وأتمنى الإقلال من إغضاب زوجك حتى لا تذهبي لمصالحته بعد ذلك، وأن تحمي نفسك من الحساسية الزائدة، وأن تتشاغلي عن زوجك بعض الشيء؛ حتى تعطيه الفرصة ليفتقدك، فالاقتراب الشديد يقتل اللهفة، وأن تفتشي عن الأشياء المشتركة مع زوجك وتفرحي بها، وإن قلّت، وتتعلمي تقبل الاختلافات؛ لأنها أمر طبيعي بشرط ألا تتحول لصراعات.. أما عن قولك بأن الناس يشعرون أنه غاضب عليك من نبرة صوته، فهو مؤشر لحساسيتك الزائدة، وسامحيني لأمانتي فهذا دورنا، وتذكري أن الناس لديهم ما يشغلهم، فلا تعطيهم أي مساحة في حياتك وقومي بنسيانهم فور مغادرتك لهم، وانشغلي بتحسين كافة جوانب حياتك.. وتوقفي عن محاولة تغيير زوجك بالكلام معه فقد أثبتت التجربة أنه لم ولن يقتنع، ومن الذكاء عدم تكرار ما يثبت فشله، واستبداله بتصرفات أخرى، وأقصد اشعار زوجك أنك تقبلينه –كما هو- وتعاملي معه بأنوثة ونعومة، وإذا لم يعجبك كلامه في أمور عابرة فتجاهلي ذلك، أما إذا كان أمراً هاماً يمس حياتكما فلا تقولي له أبدا: أنت مخطئ، بل استمعي له بهدوء وملامح وجهك مسترخية، ثم قولي له بلطف: كلامك جيد ولكن ما رأيك إذا فكّرت في الأمور بصورة مختلفة، وقولي رأيك بهدوء ودون توتر أو حماس زائد، وبأقل قدر ممكن من الكلام، فالرجال "يختنقون" من الحوارات الطويلة، ثم أنهي كلامك قائلة: وافعل ما تراه مناسبا، وتكلمي في موضوع آخر، أو غادري المكان بلطف حتى تمنحيه الفرصة ليراجع نفسه، ولا يشعر أنك تحاولين إجباره وإذا فعل ما أردت لا تقولي أبدا: هل تأكدت أنني أفكر جيدا، وتذكري أن التحدي والندية هما الوسيلة المؤكدة لإفساد علاقتك بزوجك بينما إشعاره بحبك -دون مبالغة- وباحترامك له سيكونان بمشيئة الرحمن بالطبع وسيلة ناجحة لإسعادك.. ولا تضعي البيض كله في سلة واحدة، أي لا تنتظري الحنان والاهتمام من زوجك وحده، وواصلي علاقاتك الأسرية وصداقاتك ومارسي أي عمل تطوعي واهتمي بالرياضة البدنية لإخراج شحنات التوتر التي نعاني منها جميعا، وحسّني علاقتك بزوجك، وغيري من كل تصرفاتك معه وستتحسن "تدريجيا" ولا تتوقعي نتائج باهرة في وقت قصير؛ لأن هذا غير واقعي.. وسنهنئك قريبا بالسعادة في زواجك وبالحمل أيضا فلا تتعجلي ذلك، وأكثري من الدعاء للرحمن بأن يرزقك الذرية الصالحة والزواج الناجح، كما أدعو لك من كل قلبي، وأقرئي هذا الرد يوميا، وكلما حاول إبليس تحريضك على زوجك، وابتسمي للحياة؛ لترد عليك بما هو أجمل دائماً وأبداً.. وفقك ربي وأسعدك.