«زوجى طعننى فى شرفى وسوأ سمعتى».. هكذا صدحت «رضا»، ذات ال36 عامًا، بصوت مبحوح نال منه ألم جم، بعد أن جثت على ركبتيها فى ركن منزوٍ بمحكمة أسرة زنانيرى من فرط الوجع، كل من يراها يؤلمه حالتها التى يرثى لها، حتى استندت على أحد المارّة لتقول: «مختل (...)
عروس هى ما زالت فى شهور زواجها الأولى. إنه الشهر الثالث من عمر زواج الطالبة الجامعية التى وافقت بدافع الحب على اتمام الزواج قبل إكمال دراستها مع وعود من زوجها بمساعدتها على إتمام دراستها وتوفير الظروف المناسبة لذلك ولكن كل هذا ذهب هباء. وتركت العروس (...)
تشير عقارب الساعة إلى الواحدة ظهرًا، الجميع يستعد للرحيل، تاركين آثار الفوضى مطبوعة على أرجاء المكان، إلا سيدة ثلاثينية بوجه خمرى حفرت الدموع ممرات لها على قسماته، وملابس فضفاضة متواضعة ظلت ملازمة لمقعدها المتهالك القابع فى أقصى ركن بالقاعة، وكأنها (...)
تخطو خطواتها قاصدة قاعة جلسات محكمة أسرة زنانيري، إنها «شيماء» صاحبة الثلاثين ربيعًا برفقة ابنتها التى لم تكمل عامها الخامس بعد، فى انتظار بدء نظر طلب منحها الولاية التعليمية، وبدت علامات التعب والملل على ملامح السيدة وابنتها من طول الانتظار، ومع (...)
سعت شرقًا وغربًا، فلم تجد أمامها سبيلًا آخر بعد أن تركها زوجها بلا مال ولا سند ولا نفقة تعينها على مواكبة الحياة سوى طرق باب محكمة الأسرة لعلها تنصفها، لكنها اصطدمت ببطء إجراءات التقاضى فى دعوى النفقة وصعوبة الحصول على تحريات عن دخل زوجها، خاصة أنه (...)
يستقر عقرب الساعة عند الواحدة ظهرًا، ويقترب اليوم من نهايته داخل محكمة الأسرة بزنانيرى، الجميع يلملم أوراقه استعدادًا للرحيل، من متنازعين، محامين، موظفين، والعمال يتأهبون لترتيب القاعات ومحو ما أصابها من فوضى طوال اليوم، لكن حال «تامر» صاحب الثلاثين (...)
اتخذت المنتصف منوالًا لحياتها التى تتأرجح بين الطمأنينة والخوف، فهى فى المنتصف المميت، الذى اختارته أيضًا كرُكنٍ ترتكن فيه بهمومها وسط زحام المتنازعين والمهمومين فى رواق مفض إلى إحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة، إنها «ريم» ذات (...)
على بعد خطوات معدودة من غرفة المداولة بمحكمة المعادى لشئون الأسرة، ظل «محمد» صاحب ال40 ربيعًا جالسًا لساعات يتصفح وجوه الحاضرين بإمعان، ويحدث نفسه: يا ترى أى من هؤلاء حرمته زوجته من رؤية طفليه لأعوام وذاق الحسرة على فراقهما؟!، هل وصلت إلى هنا لأننى (...)
تتخطى موجات الزحام لتقف بالقرب من قاعة المداولة بمحكمة الأسرة بزنانيرى، إنها «إسراء» صاحبة ال24 ربيعاً برفقة طفلتها التى لا تتجاوز الثلاثة أعوام، فى انتظار الإذن لها بالمثول أمام القاضى فى قضية الخلع التى أقامتها ضد زوجها، بدت علامات التعب والملل (...)
وقفت «جيهان» الزوجة العشرينية بثيابها الأنيقة ونظارتها الشمسية على مقربة من إحدى قاعات جلسات الأسرة بمحكمة عابدين، معلقة ناظريها بباب يتحايل على قِدمه بطلاء أصفر لم يجف بعد، تنتظر الإذن لها بالمثول أمام القاضى، لقى على مسامعها الحكم فى دعواها التى (...)
تدق الساعة العاشرة صباحًا لتستقر «أمل» الزوجة العشرينية على كرسى خشبى متواجد فى أحد جنبات قاعة الجلسات بمحكمة الأسرة بزنانيرى، تضع وسادتها الصغيرة إلى جوارها، وفجأة تهبط برأسها المثقل بالهموم على الوسادة غير عابئة بنظرات الناس المصوبة تجاهها ومصمصة (...)
وسط الزحام، وعلى مقربة من غرفة المداولة بمحكمة الأسرة بزنانيرى، وقفت «إسراء» صاحبة ال24 ربيعًا برفقة طفلتها التى لا تتجاوز الأربعة أعوام، تنتظر الإذن لها بالمثول أمام القاضى فى قضية الخلع التى أقامتها ضد زوجها، بدت علامات التعب والملل على ملامح (...)
تتجاوز موجات الزحام لتستقر على مقربة من قاعة المداولة بمحكمة الأسرة بزنانيرى، «إسراء» صاحبة ال24 ربيعًا برفقة طفلتها التى لا تتجاوز الثلاثة أعوام، فى انتظار الاذن لها بالمثول أمام القاضى فى قضية الخلع التى أقامتها ضد زوجها، بدت علامات التعب والملل (...)
تزوجَته بحثًا عن الاستقرار الذى لطالما حلمت به، فمنذ أن وطئت قدماها هذه الدنيا، وهى تعيش فى عذاب وألم، فقد نشأت فى أسرة مفككة، صوت شجارها لم ينته إلا بعد أن انفصل والداها عن بعضهما، وتركتها أمها ورحلت لتجد نفسها خادمة لزوجة أبيها لا تعرف الله ولا (...)
لم أكن أتخيل أن يأتى اليوم الذى أقف فيه لأدافع عن نفسى وشرفى.. بهذه الكلمات المتحفظة الممزوجة بغصة الظلم والحسرة بدأت «خلود. فى سرد تفاصيل حكايتها ل«الوفد»، التى هى أشبه بفيلم سينمائي، من داخل غرفة إحدى قاعات الجلسات بمحكمة أسرة عابدين.
وبوجه تعتريه (...)
فى أقصى قاعة محكمة البساتين، خلف المقاعد الخشبية المتراصة بحكمة وإتقان، وعلى مقربة من نافذة صغيرة زجاجها يقاوم السقوط، وقفت «بدور» الاسم الذى انتفت منه الصفة، بل تبرأت تمامًا منه، الزوجة العشرينية، ذات الجسد النحيل والقامة الطويلة والوجه المشرب (...)
يسيطر الضجيج على جنبات المكان فيزيد الجو ارتباكًا، والمتنازعون يتراصون على الكراسى الطولية المنتشرة يمينًا ويسارًا كالبنيان فى انتظار حسم قضاياهم، وسط هذا المشهد أخذت «منى» التى تخطو أولى خطواتها فى عامها الثالث بعد الثلاثين، تتنقل بعباءتها السوداء (...)
لا يزال عقرب الساعة مستقراً عند العاشرة صباحاً، وقاعات الجلسات تعج بالمتنازعين، الجميع ينتظر الإذن له بالمثول أمام القاضى كى يلقى على طاولته تفاصيل مظلمته، وسط هذا المشهد الفوضوى أخذ «صابر» الرجل الأربعينى ذو اللحية الطويلة والشعر المجعد يشق بجسده (...)
وجوه يبرع الحزن فى رسم قسماتها فيجعلها تبدو وكأنها استنسخت من رحم هم واحد، خيوط الصمت تزحف على حوائط قاعة الجلسات، الكراسى الخشبية الطولية المتهالكة تنتشر فى صفين على اليمين واليسار، النوافذ الزجاجية المتسخة تلقى بظلالها على أرضية القاعة الخشنة.. (...)
على بعد أمتار قليلة من قاعة الجلسات، جلس «باسم. ع. ح» فى حالة ارتباك يبدو عليه الخذلان، يتصفح وجوه الجالسين من خلف عدسات نظارته الشمسية، مُحدثًا نفسه: «كل وجه من هؤلاء يُخفى وراءه حكاية، لكن يا ترى من فيهم حكايته تُضاهى قصتى فى البؤس والخيبات، من (...)