عروس هى ما زالت فى شهور زواجها الأولى. إنه الشهر الثالث من عمر زواج الطالبة الجامعية التى وافقت بدافع الحب على اتمام الزواج قبل إكمال دراستها مع وعود من زوجها بمساعدتها على إتمام دراستها وتوفير الظروف المناسبة لذلك ولكن كل هذا ذهب هباء. وتركت العروس عش الزوجية بعد 3 شهور فقط من زواجها تجر أذيال الخيبة مع جرح فى القلب لا يندمل ومعها جنين فى احشائها عادت من حيث أتت بمنزل والدها وغرفتها وسريرها الصغير. الحكاية بدأت عندما شاهد الزوج الطالبة الجامعية المهذبة وجمالها الهادئ وسأل عنها وتأكد أنها بنت أصول كما يقال. بدأ فى طلب ودها. راقبها وذهب وراءها إلى الجامعة وتعرف عليها وبدأت قصة حبهما قوية عنيفة وبريئة وحتى لا تعطى فرصة لأحد ليتحدث عنها. أخبرت أمها وأباها بقصة حبها. وعلى الفور طلب منها أن يأتى هذا الشاب لمقابلته وأبلغته رغبة والدها فى التعرف عليه. وهنا بدأت المعركة. العريس وحيد والدته وله عدد من الأخوات وبمجرد أنه أخبرها أنه تعرف على فتاة ويريد منها الذهاب معه لطلب يدها، جن جنونها وحاولت افشال الزيجة بكل السبل ولكن مع تعلق ابنها بالفتاة وافقت على مضض وبدأ الاتفاق على تفاصيل الزواج بعد موافقة والد الفتاة وإصرار الشاب على إتمام الزواج قبل انتهاء العروس من دراستها الجامعية وأنها ستكمل تعليمها وهى زوجة. وكان شرط أم العريس أن يسكن ابنها وزوجته معها فى العقار نفسه وكيف يبعد عنها وهى السيدة العجوز صاحبة الأمراض وإخوته البنات ورضخ الابن لشرط الأم وكذلك العروس على أمل أن تنعم بحياة هادئة بعد الزواج رغم أنها كانت تشعر بمدى كره أم زوجها لها وغيرتها منها على ابنها. شهور قليلة وتم الزواج ليلة واحدة عاشتها العروس فى منزلها ومع وزوجها وفى الصباح الباكر ثانى يوم زواجها سمعت طرقات على باب شقتها وهرول العريس لفتح الباب ربما يكون قد أصاب أمه مكروه ولكن الطارق كانت شقيقته وأبلغته الحضور هو وعروسه لتناول طعام الافطار مع أمه وكان رده بالايجاب بلغى ماما نازلين حالا. هذا جوابه وأغلق الباب وطلب من عروسه ارتداء ملابسها للنزول لتناول الإفطار مع أمه. ماذا تقول كيف هذا نحن فى يوم الصباحية ولدينا الإفطار وأمى آتية لنا. حاولت إقناعه بشتى الطرق ولكنه أفهمها أنه لا يمكن رفض طلب أمه وتمنى عليها أن توافق. وأمام إصرار عريسها فعلت ونزلا ووجدا الأم فى حالة حزن وتدعى المرض ووضعت بعض الطعام والكل يحتفى بزوجها ويتجاهلها هى وعندما تحاول ان تشاركهم الحوار لا أحد يعيرها أى اهتمام وحاولت حماتها إيصال كراهيتها لها من أول يوم. كل هذا لا يعنيها ولكن ما أصابها بالصدمة هو موقف عريسها فلا شخصية له فى وجود أمه وإخوته ويتركهم يفعلون بها ما يرغبون واستمر الحال هكذا لا تتمكن من البقاء فى شقتها الا أثناء النوم واذا ما خرجت لأى سبب تعود لتجد شقتها تم العبث بمحتوياتها ولم لا، فمن شروط الأم أن يبقى مفتاح شقة ابنها معه. ساءت نفسية العروس منذ الأيام الأولى لزواجها حاولت مع زوجها أن يجعل حياتهما مستقلة بعض الشىء عن والدته وشقيقاته وأنها لا تشعر بأى خصوصية فى حياتها وأمه وأخواته يتعمدن إهانتها أمامه وهو لا يحرك ساكناً أمام ذلك. طليت منه حماية حياتهما وخاصة بعد شعورها بالحمل وتصورت أن هذا سوف يغير من الوضع وأن أمه سوف تقبلها وتمنحها الحياة الهادئة ولكن هيهات ازداد جبروت الحماة وعدم مبالاة الزوج. ثلاثة شهور مرت عليها كأنها الدهر، ماذا فعلت بنفسى وكيف لى أن أتحمل مرارة الحياة، هكذا اقترب موعد بداية دراستها حدثت نفسها يا لها من فرصة أعود بها للحياة. أتقابل مع صديقاتى وأعود لدراستى وساجد ما يبعدنى عن قسوة حماتى وأخذ أنفاسى دون رقابة سوف أعود الحياة وبدأت تعد عدتها للعودة للجامعة وأبلغت زوجها بذلك ولم يعترض فهو متعهد بذلك وكان من شروط اتمام الزواج. وذهبا لتناول العشاء والبقاء رهن الإقامة الجبرية لدى أمه وأثناء تناول الطعام تحدث الزوج بأن زوجته غداً ستعود لاستكمال دراستها بالجامعة. جن جنون الأم أى دراسة التى تتحدث عنها يا ابنى وأصدرت فرماناً لا رجعة فيه. مفيش دراسة تانى مراتك تقعد تربى أولادها وتخدمك. لم يتفوه بكلمة واحدة ولم يعترض. وكانت كلمات الحماة وسكوت الزوج القشة التى قصمت ظهر البعير وأنهت صبر الزوجة وقاطعت الجميع. عفوا حماتى هذه حياتى وهذا مستقبلى وسأذهب الى جامعتى واستكمال دروسى وهذا كان اتفاقنا ولن أتنازل عن ذلك. احتدم النقاش وأصرت الأم على رأيها وأبلغتها اذا ذهبت الى الجامعة لن تكون زوجة لابنها. نظرت إلى زوجها وعيناها تتساءلان مع دموعها: هل هذا رأيك. سكوت الزوج وعدم معارضته لأمه كانا كافيين لتتخذ قرارها. صعدت الى شقتها لملمت بعضاً من ملابسها وغادرت إلى منزل والدها منهارة آسفة على تلك الشهور الثلاثة وبعد شهور وضعت وليدها. لم يحاول زوجها السؤال عنها أو عن ابنه كيف يفعل وهو لا بد أن يأخذ الأوامر من أمه. وعلىّ أن أنتظر فرماناً من حماتى بالعودة. تظن أننى سأعود. لن يحدث هذا مطلقاً ولكنها بدأت مشوارها الطويل مع محاكم الأسرة لأخذ حقها وحق رضيعها مطالبة بنفقة له ولها وكل حقوقها. بدأت رحلتها التى تعلم أنها ستطول ولكن كل هذا يهون فى سبيل الحياة بعيداً عن تسلط حماتها وضعف زوجها.