أكتب هنا بصفتى ناقدًا أديبًا لطالما درّس لطلابه فى مرحلة الدراسات العليا أصول النقد الأدبى والعلمى والصحفى والمسرحى، ونقد المقالة والرواية والقصة والأقصوصة.
والمجال الإعلامى الذى أعنيه هنا هو المجال الأوسع الذى يشمل العمل الإعلامى بصوره المختلفة: (...)
كانت الزراعة - ولا تزال - أحد أهم الأعمدة التى تبنى عليها الحضارات، ف حديث القرآن الكريم عن الزروع والثمار حديث عظيم، ينبئ عن اهتمامه بالزراعة والفلاحة وما يخرج من ثمرات الأرض، وبيان أنها نعمة من أعظم نعم الله (عز وجل) على عباده، حتى إن القرآن (...)
أبواب السماء مشرعة، وسبل الأمل والرجاء لا حدود لها فى ضوء رحمة الله الواسعة التى وسعت كل شيء، حيث يقول سبحانه: «وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىءٍ» (الأعراف : 156)، ويقول جل وعلا: «مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا (...)
لكل علم أو تخصص أسراره ودقائقه التي لا يعرفها إلا من يسبر أغواره ويحيط بكل جوانبه ودقائقه وأبعاده، ومن هذه الدقائق العلاقة بين الدين والسياسة ، وبين الدين والوطن ، وبين السياسي والوطني.
أما الدين فأمره بَيِّنٌ واضح، تحكمه علاقة العبد بربه (عز وجل)، (...)
لاشك أن الحكمة تقتضي وضع كل شيء في موضعه، ووصفه بما يناسبه لا بوصف غيره، فإطلاق كلمة الفقيه أو المفتي على من هو غير جدير بها يُشَكِّل خطرًا جسيمًا على الأمن الفكري للدول والمجتمعات، فكلٌّ من الفقه والفتوى صناعة ثقيلة تتطلب أدواتٍ كثيرة، في مقدمتها: (...)
الفقه هو: التيسير بدليل.. رخصة من ثقة.. القدرة على التجديد المنضبط ب ضوابط الشرع ، معرفة الأحكام الجزئية المستنبطة من أدلتها الكلية، فهم مقاصد النصوص وأبعادها ومراميها ومآلاتها دون الوقوف أو التحجر عند ظواهر بعض النصوص.. هو إعمال العقل فى فهم صحيح (...)
حق الجوار حق أصيل في الإسلام، حيث يقول الحق سبحانه: «وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ (...)
تحدث القرآن الكريم عن الأشهر الحرم، حيث يقول الحق سبحانه : «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا (...)
فى السياق والمناخ الفكرى الصحى لا يحتاج الثابت الراسخ إلى دليل, لكن محاولات اختطاف الجماعات المتطرفة للخطاب الدينى واحتكارها له ولتفسيراته، لاسيما فى عرف الجماعة الإرهابية وأيامها السوداء، جعل ما هو فى حكم المسلمات محتاجًا إلى التدليل والتأصيل, (...)
تحدث العلماء والأدباء والحكماء والشعراء عن الدنيا حديث عارف بها، خبير بطبيعتها، فقال بعضهم: «من طلب الراحة فى الدنيا أى الراحة التامة الكاملة الدائمة طلب ما لم يخلق، ومات ولم يرزق»؛ لأن الله (عز وجل) يقول: «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِى كَبَدٍ» (...)
هيا نعمل معًا: من الفردية إلى الجماعية، ومن الأنا إلى المؤسسية، ومن الأثرة إلى الإيثار، ومن التناحر إلى التكاتف والتكامل، ومن الأحقاد إلى سلامة الصدور ، ومن التحاسد إلى التناصح، ومن التربص إلى الأخذ باليد.
هيا لنعمل معًا، لصالح ديننا ووطننا ومجتمعنا (...)
اللغة هى الوعاء الحامل للمعانى والثقافات، ولا شك أنها أحد أهم عوامل تشكيل الهوية، والتأثير فى بناء الشخصية، فمن يعرف لسانين ويتكلم لغتين يجمع ثقافتين، ومن يتحدث ثلاث لغات يجمع ثلاث ثقافات، ويقرأ نتاج عقول كثيرة, غير أن لغة الإنسان الأم تظل أحد أهم (...)
يريد أعداؤنا أن نكون مسخًا أو طمسًا، بلا هوية، بلا معالم، بلا لون أو طعم أو رائحة، هكذا يريدون لنا أن نذوب في الآخرين، ليذوب تميزنا، وتنطمس حضارتنا وهويتنا، مما يتطلب منا اليقظة والمقاومة لمحاولات التذويب.
ولا شك أن ثمة عناصر مهمة وعلامات فارقة هي (...)
مقام الحب ومقام الرضا من أعلى المقامات، فأى مقام للعبد أسمى من دخوله فى دائرة الرضا والحب الإلهي، إنها لأسمى الغايات وأعلى الدرجات، أن تكون ممن يحبهم الله (عز وجل) ويحبونه، وقد بين لنا القرآن الكريم وسنة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) جانبًا كبيرًا (...)
الإيمان وحسن الخلق وكماله قرينان, حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا الموطئون أكنافًا الذين يألفون ويؤلفون، وليس منا من لا يألف ولا يؤلف».
الإيمان صدق مع الله ومع الناس ومع النفس حتى عرّف بعضهم الإيمان بالصدق, (...)
الخاطرة الرمضانية الثالثة عشرة .
لقد علمنا ديننا الحنيف أن خير الناس أنفعهم للناس ، خيرهم لأهله ، خيرهم لوطنه ، خيرهم لزملائه ، خيرهم لأصدقائه ، خيرهم للناس أجمعين ، بل خيرهم للحيوان والجماد ، فهو مفتاح لكل خير ، مغلاق لك شر .
وشرهم من لا تعرف (...)
القرآن الكريم كتاب رحمة وشفاء , حيث يقول الحق سبحانه: «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ», ويقول سبحانه: «قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ» , وكتاب نور, حيث يقول سبحانه: «وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ (...)
يقولون : أوله رحمة ، وهذا صحيح ، لكن علينا أن نعلم وندرك أن من لا يرحم لا يرحم ، وأن الراحمين هم من يرحمهم الله عز وجل ، كما أن علينا أن نتراحم حتى لا يكون بيننا ولا فينا فقير ولا محتاج إلا عملنا متضامنين متكافلين على قضاء حاجته وسد عوزه وتفريج كربه (...)
من كان ينتظر ضيفًا كريمًا أو عزيزًا أعد العدة لاستقباله، وهيأ نفسه وأهله لحضور ذلك الضيف، والضيف الذي نستعد جميعًا لاستقباله هو ضيف جد كريم، هو شهر رمضان المبارك، حيث يمن الله (عز وجل) علي عباده فيه بالعطاء العميم، يقول نبينا (صلي الله عليه وسلم) (...)
لقد اقتضت حكمة الله (عز وجل) أن يفضل بعض النبيين على بعض، وأن يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس، وأن يتخذ من عباده شهداء، ويجتبي منهم أهلين ومخلصين، وأن يخص بعض الأزمنة والأمكنة بمزيد من الفضل، على أننا ندرك أن فضل أي من الزمان أو المكان إنما يرجع (...)
لقد وضع ديننا الحنيف ضوابط لتوفير الأمن النفسى والاجتماعى للناس جميعا, وبما أن حياة الناس قائمة على تبادل المنافع بيعا وشراء فإن الإسلام قد اهتم بما ينظم شئونهم فى ذلك, ونهى عن أكل أموال الناس بالباطل, فقال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا (...)
السكن والمودة عمليتان لا يمكن أن تتما من طرف واحد، وقد قالوا:
مَتَى يَبْلُغُ الْبُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ
إِذَا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَغَيْرُكَ يَهْدِمُ
فالحياة أخذ وعطاء، أو قل عطاء متبادل، وليست أخذًا فقط.
السكن والمودة مطلوبان في حياتنا كلها (...)
تحدث القرآن الكريم عن السماعين للكذب وقرن بين وصفهم بذلك ووصفهم بأكل السحت، حيث يقول سبحانه: «سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ»، وبين الوصفين علاقة وطيدة، إذ يرتبط أمر أبواق الكذب بأكل السحت إلى حد كبير، حيث صار تجنيد أبواق الكذب ضد (...)