فى المشهد الساخن الذى تعلو مؤشراته كى تعلن اقترابها من درجة الغليان. والذى فيه تتقاطع الكلمات وترتفع الأصوات فيعلو بعضها فوق بعض. ولأن كبارا يتصارعون وعقلاء يتشاجرون؛ تضيع الأصوات العاقلة وتتوه الكلمات الرشيدة فتصعد أصوات ما كان لها قبل ذلك أن تسمع، (...)
لم تكن جعبة الثقافة فى مصر خاوية قبل الثالث والعشرين من يوليو 1952، بل كانت مليئة مكتظة مكدسة بخيرات العقل المصرى وأطايبه التى بدأ غرسها مع تأسيس الدولة الحديثة على يد «محمد على» الذى أحب هذا البلد الغريب عنه وارتضاه موطنا ومقاما وحقلا خصبا يغرس فى (...)
ربما لأن هذا العنوان لم يسبق له أن مثّل مطلبا مُلحّا للتوضيح ولا ضوءا كاشفا للرؤية أو شرطا رئيسا لتصحيح مسيرة حياتنا المضطربة ومستقبلنا المهدد قدر ما يمثله الآن؛ لا يعنى ذلك أن كتابات لم تكتب فى تعريف الثقافة وتحليل عناصرها والإشارة إلى دورها فى (...)
الشاهدة الثانية.. الزمان: عام 2002م.. والمكان: المسرح القومى، ينتظرنى فيه عبد الغفار عودة، لنشاهد معا مسرحية للكاتب الإيطالى الكبير «لويجى بيرنديللو» مع مخرج إيطالى زائر، بعد اتصال هاتفى من الدكتورة هدى وصفى تستنجد بى أن أحضر كى أشاهد العرض الذى سوف (...)
إيه أخبار الحب..؟.. ذاك كان هو السؤال المعتاد والمتوقع الذى كان ينطلق دائما من بين شفتى الفنان الكبير عبد الغفار عودة المبتسمتين فى هدوء آسر حتى وهو يستعد للحديث فى أصعب المشاكل أو يستمع إلى أصعب الأنباء. والذى كان فى الحال وعلى التوّ يبدد كل ما (...)
هل كان شاعر مصر الكبير صلاح عبد الصبور فى مسرحيته العظيمة "ليلى والمجنون" مُنذرا أو محذرا أو متنبئا بكل ما حدث أم كان كل ذلكم معا حين أطلق أبياته تلك صارخة محذرة المدينة التى هى هى مصر بالطبع مثلما أن المخاطبين هم أهله وأهلها الذين أحبهم إلى حدّ (...)
لا نقول إن الدكتور صابر عرب وزيرها الحالى هو من تسبب فى كل ذلك ولكن ندعى ومؤكدا أنه يعرف الكثير عن كل أنواع الفاسد وجراثيمه وبؤره فى وزارة خدم بها حتى الآن مسئولا ووزيرا لمدة تزيد على عشرة أعوام. لا نقول إنه هو من عيّن الفاشلين فى مؤسساتها وإنه من (...)
رغم أنه ليس من عادتى مراجعة ما كتبته بل أكاد أن أعترف بأننى ربما لخوفى من أن يكون قد خاننى تعبير عن الفكرة أو خذلتنى اللغة التى أحبها بأى شكل من الأشكال بلاغيا كان أو نحويا أو حتى إملائيا؛ فإننى أعدت قراءة مقال قديم من مقالات ما بعد الثورة نشر لى (...)
هذه ليست دراسة نقدية لرائعة الأديب «السيد حافظ». فلمثل هذه الدراسة يستحقّ جهد ووقت ومكان آخر، وإنما هى استلهام –أستأذنه فيه- من عنوان وجسد روايته الرائعة «نسكافيه». استلهام لم أستطع الفكاك منه وأنا أرى المشهد المفجع المحيّر المربك لما يحدث فى مصر، (...)
1- آن الأوان فى هذه اللحظة الخطرة أن يتفق الجميع على أننا نمر بلحظة خطرة، وأن هناك أجزاء من الوطن قد جمعوا فيها حطب الحريق الذى بدأ دخانه ينتشر بالفعل. أما المخلصون من بيننا فينقسمون إلى واعين فاعلين وواعين غير فاعلين؛ فأما الواعون الفاعلون فأولهم (...)
هل لنا أن نتذكر من صلاح عبد الصبور فى «ليلى والمجنون»:
يا أهل مدينتنا..
انفجروا أو موتوا..
رعب أكبر من هذا سوف يجيئ!"؟!
وأن نتذكر قصائد أخرى لشعراء تمنّوا الثورة أو تنبئوا بها وأنذروا وآخرين عاشوا وقوعها مقدما فى أعملهم؟! لسوف تضيق المساحة عن احتواء (...)
تولد القصائد متزامنة مع أول رعشة تنتاب الشعراء قلقا أو فرحا أو ترحا.. سعادة بعدل أو تعاسة من جور أو تمرد على عسف وشقاء بقمع أو مرارة من إحباط.. هكذا تخفق قلوبهم دائما، وإن كان خفقها على إيقاع الظلم أشد وقعا وارتعاشا من سيرته ومرآة يجعلها أكثر (...)
مسئولو وزارة الثقافة- الذين أتى بهم الفساد أو أحضرهم الجهل أو زكتهم كتابة التقارير نكاية فى الشرفاء حتى اعتلوا مقاعد السلطة– اختاروا أن يصيبهم الشلل الإرادى والعمى القصدى والصمم بالاختيار كى لا يبصروا ولا يسمعوا ولا يعترفوا أن مسارح الدولة التى وكلت (...)
لو أن فى مصر محللين سياسيين موضوعيين لعرفوا ماذا يريد شعبها وما ينقصه وما يحلم بتحقيقه ويلح عليه ويؤكده بإصرار منذ قامت الثورة!! ولو أن لديها زعماء مخلصين حقيقيين لأجمعوا أمرهم واتفقوا فيما بينهم على اختيار من يثقلون كاهله بعبء الرئاسة ويطوقون عنقه (...)
رحل عنا إلى حيث عالم الحق وعالم العدل وعالم الديمومة الأبدية فأصبح بين يدى الواحد الأحد الذى بيده ملكوت كل شيء وإليه المصير. رحل عنا وليس كل من يرحل يبقى حيا فى الذاكرة ولا كل من يفارق يغيب أو كل من يغيب عن الرؤية يظل وجهه ماثلا أمام العيون. رحل (...)
تقول القراءة المتبصرة لتاريخ مصر ولشخصية المصريين إنهم أسهل شعوب الأرض حكما وأسلسهم قيادة. ليس لكونهم جهلة بل لأسباب كثيرة أخرى ترتبط بالتاريخ والجغرافيا وكيمياء جنسهم البشري والعناصر الإنسانية الوافدة التي دخلت وتدخل حتى الآن في تكوينه.
لكن قبل (...)
متزامنا وبغير قصد مع صدور العدد الأخير من مجلة الهلال العريقة المتميزة - والذي احتلت الكتابة عن عقل وإنتاج المفكر الكبير الأستاذ رجائي عطية حيزا يليق به من صفحاته - ظهر الرجل على شاشة قناة السي بي سي متلقيا أسئلة محددة ومحرجة وصعبة من الإعلامي خيري (...)
هذا الاضطراب الارتباك التدمير التخريب.. الخسائر اليومية في البشر والمال.. فقد الأمن والراحة والاستقرار. الانهيارات الاقتصادية المتوقعة والإفلاسات التي يلوح دخانها في الأفق.. الصورة المرعبة في الداخل والمشوهة في الخارج..
فرجة الشامتين وتربص (...)
الأصل في القرود أنها حيوانات مشاكسة تجيد الجري والقفز والهرب والمناورة والمراوغة. كما تعشق الانتقال السريع الخاطف بين فروع الأشجار ثم تتوقف متلذذة بانتزاع الثمار التي تقضم قطعة منها ثم تقذف الآخرين بها خاصة لو كانوا من بني البشر
. ومن المعروف (...)
بقلم : دكتور أسامة أبو طالب
منذ 19 ساعة 46 دقيقة
«عيد بأية حال عدت يا عيد.. بما مضى أم لأمر فيه تجديد؟»... في البداية لم أكن أعرف لم يطاردني بيت المتنبي هذا ويلحّ علي من قبل عيد الفطر وكأنه يستبق توقعاتي المتفائلة دائما ويتحداها.
حتى إذا كان (...)