انتشرت مؤخراً موجة من الأغانى الهابطة التى تحتوى على ألفاظ بذيئة بدأ ترويجها من خلال الأفلام السينمائية التى استغلها المنتجون للترويج لأفلامهم، خاصة بعد أن أصبح لهذه الأغانى جمهور كبير من الطبقة الشعبية، لهذا لا يمكن أن نجد مؤخراً فيلما دون هذه النوعية من الأغانى التى صنعت شعبية لمطربين مجهولين، منهم أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا الذين غنوا «ركبونى مرجيحتى عايز أركبها لوحدى»، أو بوسى التى غنت «آه يا دنيا» ومحمود الليثى بأغنية «حط إيده ياه» ومحمود الحسينى بأغنية «سيجارة بنى» وغيرهم كثيرون. ويؤكد الخبراء أن منتجى السينما هم الذين صنعوا شهرة هؤلاء المطربين، لأن أغانى هذه الأفلام حققت شهرة وانتشارا لم تحققها هذه الأفلام نفسها، حتى إنها أصبحت سلاح المنتجين لجذب الجمهور لتحقيق الإيرادات. «الوطن» ترصد فى هذا التحقيق ظاهرة الأغانى الهابطة والبذيئة وكيف يمكن القضاء عليها. يقول د. عبدالستار فتحى، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية: «كل كلمات الأغانى تعرض على الرقابة قبل بدء تسجيلها، وتقوم الرقابة بحذف أى كلمات تحتوى على ألفاظ خارجة أو إيحاءات جنسية، أما بخصوص من يؤدون هذه الأغنيات فأعتقد أنهم ليسوا أعضاء بنقابة الموسيقيين، وبالتالى لا تعلم النقابة عنهم شيئا، ومن حق النقابة التقدم ببلاغات رسمية ضدهم، لقيامهم بانتحال صفة مطرب، والرقابة من حقها حذف هذه الأغانى إذا كانت داخل أحداث الفيلم، أما إذا كانت أغنية خاصة بالدعاية يصبح الأمر خارج سيطرة الرقابة الفنية ويوجه إلى هيئة الاستثمار، أما الرقابة فتقوم بحملات يومية لجمع الأغانى غير المرخصة الموجودة فى الأسواق والتى تحتوى على أغانى هذه الأفلام». أما الشاعر الغنائى ملاك عادل الذى كتب عددا من الأغانى الشعبية ومنها أغنية «حط إيده ياه» التى أثارت جدلاً لاحتوائها على إيحاءات، التى غنتها بوسى ومحمود الليثى فى فيلم «عبده موتة» فقال: «كلمة حط إيده ياه هى كلمة قديمة ودارجة وليست من اختراعى فهى إفيه مصرى قديم، وكتبت عليها الأغنية ومن وجهة نظرى أن بوسى لم تغنها بأسلوب مستفز وغنتها بشكل خفيف وبسيط، ثم إن الشاعر غير مسئول عن طريقة أداء المطرب للأغنية فهو يكتب الكلام بمفهوم معين وقد يحول المطرب هذا المفهوم إلى إيحاءات». وعن انتشار نوعية الأغانى التى تحتوى على ألفاظ خارجة يقول: «فى ظل غياب الرقابة أصبح كل من يريد تحقيق الشهرة يغنى كلمات يعتبرها البعض خارجة ولكنها ليست خارجة لأننا نسمعها فى الشارع بين الشباب الآن، أما بخصوص انتشار أغانى المهرجانات فى الأفلام فأرى أنها موضة ستنتهى قريباً ولن تستمر بالرغم من نجاحها». ويلقى الموسيقار حلمى بكر بالمسئولية على الجمهور فى انتشار هذه الظاهرة، قائلا: «الجمهور يتحمل جزءا كبيرا من مسئولية انتشار هذه الأغانى داخل المجتمع، فكيف يسمح أب لنفسه بأن تستمع أسرته لهذه الأغانى التى تحوى ألفاظا وإيحاءات جنسية تخدش الحياء؟ المشكلة تكمن فى اعتماد المنتجين على هؤلاء المؤدين لقلة أجورهم، وارتفاع أسعار المطربين المعروفين، وأن هذه الأغانى الهابطة التى تقدم فى الأفلام تهدف للربح المادى فقط، ولا يمكن أن تسمى أغانى شعبية، ويمكن تسميتها أغانى بيئة لمجموعة من الأشخاص ليس لديهم أى موهبة».