بهاء الدين محمد - بهاء الدين محمد لم تجد الأعمال السينمائية أسلوبا للدعاية الا من خلال بعض الاغاني الشعبية التي انتشرت بشكل قوي علي الساحة، وأصبح اللحن الواحد هو جواز مرورها إلي قلب الشارع المصري، عشرات الاغاني خرجت واحدة تلو الاخري وبدأ يتصارع عليها المنتجون لضمها في هذه الأفلام، وحققت لهم أرباحا هائلة، لكن في ظل كل ذلك التدني والهبوط بالذوق العام وقف صناع الاغنية بالمرصاد لمثل هذه التيمة الجديدة والتي أصبحت بمثابة فيروس يهاجهم بشراسة المجتمع ويقتل الابداع بل ويسيئ اليه.. ويظل الحديث مستمرا حول استمرار ظهور مثل هذه الاغاني الهابطة في افلامنا السينمائية ووقوف الرقابة علي المصنفات الفنية عاجزة أمامها لتصبح ظاهرة وتنتشر بعد ذلك في كل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية وحول هذه القضية انقسمت الآراء بعضها يؤيد وجودها علي أساس انها مجرد تراث شعبي والبعض الاخري يري أنها تتفق مع الفيلم الذي تتخلل أحداثه ولا شئ يصيبهاَ وفي البداية يري الموسيقار حلمي بكر أن هذه النوعية ذات اللحن الواحد باتت تسيطر بقوة علي الذوق العام وسببها الانفلات الاخلاقي في اختيار الكلمات والألحان، و المشكلة تكمن في أن هذه الاغاني لا يمكن ان نصنفها بالاغنية الشعبية ولكن بالبيئية، لأنها تقوم بنقل بعض المفردات لفئة معينة لا تندرج تحت الفئة الشعبية، ولكنها تقوم باستخدام بعض الالفاظ الجارحة والبذيئة والعشوائية وتنتشر بشكل سريع في الميكروباصات، والمراكب النيلية، وسبب انتشارها بشكل سريع يرجع إلي عدم وجود رقابة حقيقية. ويضيف بكر الاغنية المصرية بشكل عام في حالة انهيار تام منذ زمن بعيد، ويجب علي كاتب كلمات اي أغنية ان يكون أديبا قبل أن يكون شاعرا والحل يكمن في ثلاث خطوات للقضاء علي هذه النوعية من الاغني أولها الرقابة علي المصنفات، ونقابة الموسيقيين، والجمهور الذي يجب ان يرفض هذا النوع من الفن الهابط. وعلي الجانب الاخر يتفق الفنان إيمان البحر درويش مع الرأي السابق فيما يخص القضاء علي هذه الاغاني من خلال الثلاث خطوات التي ذكرت، بالاضافة إلي أنه يجب علي القانون ان يعطي الحق لنقابة المهن الموسيقية بأن تعالج مشكلة انتشار هذه الاغاني قبل طرحها بالاسواق وليس بعدها فقط، لأن ما تقوم به النقابة الان خاطئ فهي تقوم بعقاب من يخرج عن الاداب العامة فقط أي بعد حدوث الكارثة. ويسطر قائلا: الجمهور يجب ان ينتبه لخطورة هذه الاغاني، وأن يقوم بمقاطعتها حتي لا يستفيد المنتج من وراء انتشارها، لأن ما نسمعه حاليا كلمات تفتقد للذوق العام لما بها من ايحاءات تصم الاذان، فطغت علي الساحة مجموعة من القنوات الفضائية المتخصصة في مثل هذه الاغاني، والمشكلة تتفاقم وتعدت جميع الخطوط الحمراء، فهناك احدي الافلام التي قامت بالرقص علي اغنية يذكر فيها اسم الحسن والحسين، فهذا ليس له علاقة بحرية الابداع ولكن هناك اساسيات يجب ان نتمسك بها اكثر من ذلك. اما الملحن عمرو مصطفي ارجع سبب انتشار هذه الاغاني إلي قيام الثورة حيث قال: بعد قيام ثورة يناير اصبح هناك هدف واضح للبعض منا و هو تدمير الذوق العام للجمهور، واسهل طريق لتنفيذ ذلك الفن لانه كلما ارتقي ارتقت الشعوب، ولكي نقوم بتحسين الذوق العام في الوقت الحالي نحتاج لمعجزة إلهية، لأن الجمهور أدمن هذه الاغاني واصبحت جزءا منه فنحن نريد ثورة علي الاغنية الهابطة. ويختلف الشاعر الغنائي بهاء الدين محمد مع الآراء السابقة فيقول: هذه الاغاني نوع من الفلكلور المصري طالما لا تحتوي علي ألفاظ خارجة أو تمس الاداب العامة، ولكن التي تحتوي علي ذلك يكون السبب الرئيسي فيها المبدع أو المنتج لأنه بذلك يعبر عن البيئة التي نشأبها، وعلي العموم أري من وجهة نظري الا نعطي هذه الاغاني الكثير من الاهتمام حتي لا نروج لها، ونهتم فقط بالاغاني الناجحة التي تنقل رسالة وترفع بالذوق العام للجمهور حتي لا نكون دعاية مجانية للشركات المنتجة لهذا النوع من الفن.