منذ أمس ومواقع التواصل الإجتماعى وقنوات التلفاز تعج وتنضح بأقبح ما فيها ما بين مؤيد ومعارض ؛والجميع حصر الأمر فى شخص رئيسين أسبق وحالى ،والجميع يحاول ينتصر لوجهة نظره فقط غير عابىء بكارثة ما تخطه بمناه على حروف الكيبورد . وشعرت للحظات أننا أمام طرف ثالث يحاول استغلال ما يحدث ؛فالمعارضون للنظام الحالى شبهوا “مرسى” بالأنبياء والعياظ بالله كما نشرت البنت بتاعت اليمن “توكل كرمان”؛وعلى نسقها صار كثيرون من أنصار الإخوان ؛والمؤيدون للنظام الحالى عمموا الأمر وتحدثوا عن الشهداء ووصل الأمر باحدهم لأن كتب “إلى الجحيم يا مرسى”. ناهيك عن المذيعين فى الفضائيات مع وضد “اقبح ما سمعت منهما”الإثنين لو بيدى لأعدمتهم جميعاً..وهناك طرف ثالث غلبان يشاهد ويقرا عن كثب ولا يبدى رأياً !! فعندما كتبت على صفحتى كام بوست أترحم فيهم على موت “مرسى” ؛دخل البعض واتهمنا بالخيانة والنفاق ؛لأننا كنا من قيادات ثورة 30 يونيه ومؤسس للتيار الشعبى ولحركة تمرد أضف إلى هذا أيضا اننى ناصرى. والأمر كان بسيطاً جدا ،ولكن دخول البعض ومحاولة استمالة النظام الحالى تحت أى مسمى ..معتقدين أنه ربما أحد يشاهد ما يكتبه فيقدم فروض الولاء والطاعة ..عبر رده او كتابته ؛وهذا التفكير عفا عليه الزمن ومات بموت نظام مبارك – الذى ما زال يتلون كالحرباء مع كل نظام-وانظروا إلى كم الأحزاب الموجودة ومن أعضائها وأنتم تعرفون إن كان موجوداً ام لا؟!! يا سادة ما يعنينى فيما كتبته على صفحتى أننى بشر”انساناً ” ولست قاضياً ،والشاهد فى كل ما كتبته عن هذا الأمر هو “لا شماتة فى اثنتين ..المرض والموت”؛كون البعض يدخل ويعمم -كما شاهدت على صفحات التواصل الإجتماعى- فهذا شانه ..احدثكم هنا عن “لا شماتة فى اثنتين..المرض والموت”. فالشماتة فى ” الموت والمرض” والتى أصبحت ظاهرة وسمة من سمات حياتنا، وانتشرت كالنار فى الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت جلياً فى خبر وفاة الرئيس الأسبق “محمد مرسى” . فعلماء الدين يؤكدون أن “الشماتة” خلق المنافقين، وأن المسلم الذى تربى على الأخلاق الإسلامية الفاضلة ووعى سيرة النبى صلى الله عليه وسلم لا يشمت فى أحد ولا يفرح فى مصائب الآخرين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين . إن المسلم يكره أفعال العصاة ويكره أفعال الكفار لكنه لا يشمت بهم ولا يفرح في مصائبهم لأنه لا يكن حقدا لأحد ولا يبغض أحدا ولكنه يكره أفعال العصاة والبعيدين عن طريق الله ويدعو للجميع بالهداية والمغفرة وليعلم كلُّ إنسان أن التشفِّيَ بالموت ليس خُلقا إنسانيًّا ولا دينيًّا، فكما مات غيره سيموت هو، وهل يُسَرُّ الإنسان إذا قيل له: إن فلانًا يُسعده أن تموت؟ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قال:” لا تُظهر الشَّماتة بأخيك فيُعافيه الله ويَبتليكَ” رواه الترمذي وحسنه. فالقضية كلها انه لا شماتة فى الموت ؛ولذلك وجدنا البعض من الفريق المؤيد نشر بوستات لإبن “مرسى” وهو يتشفى فى موت الممثل الناصرى الراحل ممدوح عبد العليم،ونشروا أيضا لمن يدعون أنهم اهل فتوى من الإخوان والذين حللوا الشماتة فى الموت لشهدائنا ؛وهنا أكتب عليهم وزرهم ولينتقم الله من كل انسان يشمت فى موت انسان أياً كانت ديانته . يا سادة فلتعلموا أن الدم عند الله أمره عظيم قال الله تعالى (( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )) [ النساء : 93 ] وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ” رواه ابن ماجه وعن عبد الله بن عمرو قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول ما أطيبك وما أطيب ريحك ما أعظمك وما أعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك ماله ودمه ” رواه ابن ماجه وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار ” رواه الترمذي وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرىء مسلم أن يهريقه ” رواه الطبراني وعن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا ” رواه النسائي قال ابن عباس سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببا قاتله باليد الأخرى تشخب أوداجه دما حتى يأتي به العرش فيقول المقتول لرب العالمين هذا قتلني فيقول الله عز وجل للقاتل تعست ويذهب به إلى النار ” رواه الترمذي وهذه الأحاديث وغيرها واقعة على أفراد ثلاثة 1- القاتل نفسه 2- من حرض وأعان عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم ” من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة – لقي الله عز وجل مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله “ 3- من رضي وفرح بهذا فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها وقال مرة أنكرها كان كمن غاب عنها ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها ” رواه أبو داود قال ابن حجر في الزواجر ” (الْكَبِيرَةُ الثَّانِيَةُ وَالثَّالِثَةُ وَالسِّتُّونَ: الرِّضَا بِكَبِيرَةٍ مِنْ الْكَبَائِرِ أَوْ الْإِعَانَةُ عَلَيْهَا بِأَيِّ نَوْعٍ كَانَ) فليحذر كل إنسان من مثل هذه الأفعال التي لا تقرها شريعة ولا عقل ولا خلق. فى النهاية بقى أن نقول .. لا تشمتوا فى مريض ولا ميت ؛وإن فعلها غيركم فلا تقلدوهم ،فاللهم احفظ هذا البلد من الإرهابيين القتلة ومن الشامتين ومن المتربصين ومن المطبلاتية والمنافقين ..اللهم آمين.