لقد ربى الإسلام أتباعه على الخلق الإسلامي القويم والشمائل الطيبة التي تدعو إلى التآلف والمحبة والتعاون ، ومن تتبع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتأسى به ، وما رأيناه على صفحات التواصل والمواقع من الشماته في رجال صعدت أرواحهم إلى الله وأفضوا إلى ما قدموا . كيف لمن يدّعون أنهم يحمون الشريعة ، والشريعة منهم ومن أفعالهم براء أن يشمتوا في مصائب الآخرين ، لأن الشماتة بالموتى هي أحط الدركات لكل القيم الأخلاقية ، و أنها أدنى معاني الخسة للنفس المريضة . إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتشفى أو يشمت قط في مرض أحد أو موت أحد ، لأنه هو معلم الرحمة والرأفة ، والله يقول في حقه : " حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم " . إن التشفي والشماته خلق ذميم وخسة في النفس وضعف في الإيمان ولا يقدم عليه إلا من باع نفسه للشيطان ، وصار هو والشيطان قرينان ، قال تعالى : " وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا ")النساء 38) ، فكما مات غيره سيموت هو،ولقد نهى النبيُّ ( صلى الله عليه وسلم ) قال:" لا تُظهر الشَّماتة بأخيك فيُعافيه الله ويَبتليكَ" (رواه الترمذي ) ، والله يقول : " وتلك الأيام نداولها بين الناس " (ال عمران 140) .ولقد كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يتعوذ بالله من شماتة الأعداء ، فعن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) قال : " كان النبي (صلى الله عليه وسلم) (يتعوذ بالله من جَهْد البلاء ، ودَرَك الشقاء ،وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء " ( رواه البخاري ) ، فليشمت فى المرض من لا يمرض، وليشمت فى الموت من لن يموت . أين هؤلاء من حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي قال فيه : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " ، وليتهم التزموا الصمت عن الشماتة في مثل تلك المواقف على الأقل احتراماً لمشاعر الآخرين من الأبناء والأقارب وتقديراً أيضاً لمصابهم وآلامهم . إن الشامت قلبه قاس بل أشد قسوة ، لأنه فقد معاني الإنسانية ، لقد نزعت منه الرحمة ، وقد نهانا الله عن إيذاء الناس أحياء ، فما بالنا وقد رحلوا إلى الدار الأخرة والشاعر يقول للشامتين : فقل للذي يبدي الشماتة جاهلاً سيأتيك كأس أنت لا بد شاربه يا أيها المبدي الشماتة انتظر عقباً كان الموت كأس مرير باحث بمكتب وزير الأوقاف المصرى