آمال و آلام

جمال سالم

لا سامح الله كل من تسبب في حالة الشقاق والتنازع والشماتة التي وصل إليها المصريون مع بعضهم البعض لدرجة انه قد يشمت في إراقة دم أخيه أكثر من شماتته في إراقة دم صهيوني محتل استولي علي البلاد وطرد وقهر العباد.
لا سامح الله كل من أسهم - ولو بشق كلمة - في تجييش المصريين ضد بعضهم حتي أفسدوا مناسباتهم الوطنية وتحولت إلي مناسبات دموية يحيك كل منا الضغائن لأخيه الموجود معه في العمل والبيت بل والشارع. وخالفنا جميعا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢لا تظهر الشماتة لأخيك. فيرحمه الله عز وجل ويبتليك¢. رغم ان الشماتة لغة هي: الفرح ببلية العدو ولهذا استعاذ منها النبي صلي الله عليه وسلم ¢تعوذوا بالله من جهد البلاء. ودرك الشقاء. وسوء القضاء وشماتة الأعداء¢ وقد روي الصحابة انه صلي الله عليه وسلم كان يدعو اللهم لا تشمت بي عدوا حاسدا. وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢من عير أخاه بذنب لم يمت حتي يعمله¢ وقال ابن سيرين: عيرت رجلا بالإفلاس فأفلست.
عند العقلاء فإن الشماتة لا تليق بمسلم تجاه أخيه المسلم أبدا. بل هي من صفات الأعداء الذين حذر الله منهم وقد حكي الله عز وجل عن موسي عليه السلام أنه قال ¢فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين¢. وقيل لأيوب عليه السلام: أي شيء من بلائك كان أشد عليك قال: "شماتة الأعداء".
واني اتساءل وقلبي يتمزق: الي متي سيظل بيننا ¢سرطان الشماتة¢ الذي سيفعل بنا اضعاف ما يدبره عدونا لنا من المكائد والفتن؟. الي متي ستظل نار الحقد والغل والحسد تشتعل في قلوبنا تجاه بعضنا حتي تحرقنا جميعا؟ الي متي سنظل في غيبوبة ونقع فريسة لشياطين الانس والجن الذين يشمتون فينا ويشمتون بنا الاعداء؟. الي متي سنظل نحرق انفسنا بايدينا. ونخرب بيوتنا بايدينا قبل ايدي الاعداء؟. لعنة الله علي الثورة اذا كانت ثمرتها الشماتة!!
وقد قال الشاعر العلاء بن قرضة:
إذا ما الدهر جر علي أناس
حوادثه أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا
سيلقي الشامتون ما لقينا
وقال الشاعر عبد الله بن أبي عتبة:
كل المصائب قد تمر علي الفتي
فتهون غير شماتة الأعداء
وللمبارك بن الطبري:
لولا شماتة أعداء ذوي حسد
أو اغتمام صديق كان يرجوني
لما طلبت من الدنيا مراتبها
ولا بذلت لها عرضي ولا ديني
كلمات باقية:
يقول الله تعالي:پ"إنْ تمْسسْكُمْ حسنة تسُؤْهُمْ وإنْ تُصبْكُمْ سيئة يفْرحُوا بها وإنْ تصْبرُوا وتتقُوا لا يضُرُكُمْ كيْدُهُمْ شيْئا إن الله بما يعْملُون مُحيط" " آل عمران:120"