كشفت الجرائم الارهابية الاخيرة وخاصة التي وقعت بمدينة المنصورة وراح ضحيتها 17 شهيدا حتي الآن.حالة من ¢الشماتة¢غير العادية لدي معارضي النظام القائم من جماعة الاخوان المسلمين وأنصارهم . وفي المقابل تسود نفس الحالة من الشماتة من معارضي الاخوان اذا وقعت بنيهم حالات قتل او اصابة .والغريب ان هذه الحالة من ¢ الشماتة ¢ بين ابناء الشعب الواحد تنذر بانقسامات جديدة تزيد صفوف المصريين انقساما بدلا من ان يكونوا علي قلب رجل واحد . من هنا تاتي اهمية هذا التحقيق حول ظاهرة الشماتة وخطورتها التي ألقت بظلالها علي مصر. ولكن كانت لها انعكاسات أكثر حزنا وألماً علي محافظة الأقصر - العاصمة السياحية - التي كانت تستضيف المنتدي الخامس للشباب العربي الأفريقي حيث ساد ¢الوجوم¢ والحزن علي وجوه أكثر من 500 شاب وفتاة أغلبهم ليسوا مصريين. عندما سمعوا بجريمة تفجير مديرية أمن المنصورة ومما زاد من الحزن والألم. في البداية تصف الدكتورة غادة صُبيح- عميدة كلية الإعلام بجامعة الجنان بطرابلس اللبنانية- الجريمة بأنها أمر مرفوض وغير إنساني أبدا. وأن مرتكبيها ليسوا بشرا. فلا يوجد دين أو شريعة أو تفكير عقلاني في الدنيا يُبرر قتل الإنسان. فمن يرتكب هذا الجُرم إنما هو شيطان رجيم. تضيف : كيف يُعقل ونحن في عشية احتفال إخوتنا المسيحيين بعيد الميلاد المجيد الذي يضعون فيه الألوان والزينات احتفالا بميلاد السيد المسيح . تُرتكب مثل هذه الجرائم. وأعتقد أن هذا التوقيت مقصود به عدة محاور أولها ضرب الاستفتاء علي الدستور وتخويف الناس من النزول للتصويت . ثم نشر الفوضي والقلق بدلا من المحبة والسلام في أيام عيد الميلاد.بل ان هذا الفعل يستهدف المزيد من قتل البلد والأمل عند الشعب. وتستشهد الدكتورة غادة صبيح . بما لمسته في الفندق الذي تنزل به حين سألت أحد العاملين: لماذا لا تُعلّقون الزينات فرحا بالميلاد؟ فأجابها: لمن نُعلّقها. إنه لا يوجد سياح؟! فأجابته بحزن: هناك في ركن بالفندق يوجد سائح صيني! وأيضا في أحد الشوارع سألت البائع: لماذا لم تفتح طوال النهار؟ فأجابها: ومن له نفس يعمل بعد ما حدث؟! وتُقسم د. غادة بقولها: والله إنني لأعلم من وراء هذه الجريمة ولا أستطيع أن أتخيل أنه مصري ¢ابن بلد¢ وإنما هو شخص كاره وحاقد علي هذا البلد الطيب. وأتمني أن تنتهي التحقيقات الشُرطية بسرعة لنعرف أنه ليس مصريا. ورغم هذا الحزن والألم تؤكد د.غادة أن الأوضاع لن تستمر هكذا. فمصر دولة عظيمة وقد مرّت بها جيوش وحضارات وحكومات وظلت هي مصر محفوظة من رب العالمين. ولاشك أنه سيأتي اليوم وتنهض وبقوة. وتوجه الدكتورة غادة حديثها للمصريين جميعا قائلة : احذروا الشماتة حتي ولاتشمتوا بكم اعداء مصر العربية والاسلامية ومن المهم أن تكون قلوبكم علي بعضكم. وتتحدوا علي محبة مصر وألا تختلفوا علي من يحبها أكثر. سواء كانت المعارضة أم الحكومة أم الثوار. وألا يصبح التسلط وادعاء المحبة أكثر سببا للخلاف والنزاع. فهذا كله حرام عليكم أن تُضيّعوا مصرنا جميعا. المهم أن تتفقوا علي أنكم جميعا تحبونها وستسير المركب إن شاء الله. ولتعلموا جميعا أنه لا حل آخر أمامكم سوي العمل علي إيجاد مخرج من هذا النفق المظلم. والله لا يسامح من وضعكم فيه. وهو كل من لا يريد لمصر أن تحمل راية القدوة والقوة والريادة. إجرام ضد الإنسانية تتفق معها اللبنانية الاصل جوليانا رزق- الضابط بالبوليس الأسترالي قائلة : ما يحدث إنما هو إجرام في حق الإنسانية ولا يمكن وصفه بأي شئ آخر. ويسيئ للعرب والمسلمين جميعا. وحالة الشماتة الحالية لا تسيئ الي مصر فقط بل تؤثر سلبا علي أوضاعنا كجاليات في الخارج لأن الكل دم مصري عربي يجب المحافظة عليه وليس الشماتة في إراقته واستشهدت بمواقف عدية تحدث معها فتقول: إن كثيرا من زملائي يتعجبون مما يفعله العرب والمسلمون في أستراليا علي سبيل المثال من جرائم. وأُفنّد لهم ذلك بما أمارسه أنا معهم من سلوك. وأقول لهم : ها أنا ذا مسلمة. فهل ترون مني ما يسيئ لكم أو للإنسانية؟! تستدرك ¢جوليانا¢ قائلة : لكنني أتهم أعداء العرب والمسلمين بأنهم وراء إشعال فتيل الفتنة بين الأشقاء لتظل الفرقة والتناحر. وينشغلون عن قضايا الوحدة والتقدم. وفي بلدي الأم ¢لبنان¢ يُموّلون طرفا ضد الآخر أو الطرفين معا ويوقعون بينهم الفتنة حتي نُفجع كل يوم بضحايا من الشباب في عمر الزهور.تضيف: للأسف نعاني جميعا من مثل هذه الأفعال لكن ليس بحجم هذه الجريمة. حينما يتطاول بعض المسلمين غير الفاهمين أو المدركين لحقيقة الإسلام علي الأستراليين ويستبيحون دماءهم وأموالهم وأعراضهم بدعوي أنهم كفار وزنادقة. وللأسف أيضا كثيرا ما أجد - بحكم عملي- هؤلاء المُدّعين يفعلون ما ينهون الناس عنه. فالدين عندهم ليس أكثر من مظهر أو ستار يُخفون خلفه جرائم وسلوكيات شاذة وأفكار غريبة! يصف الدكتور ممدوح رشوان- أستاذ الإعلام البيئي. أمين عام الاتحاد العربي للشباب- الشماتة المصاحبة لتلك الجرائم في حق الوطن المواطنين بأنها نوع من الخيانة التي تلفظها كل الأديان السماوي بل أيضا الطبيعة البشرية السوية التي تنفر من اعتداء إنسان علي أخيه الإنسان. فما بالنا بإزهاق روحه والشماتة فيه. يضيف: المشكلة أن الجرم من فعل تلك الفئة لم يقف عند حد ارتكابه بل تجاوز الي حد الشماتة والفرح في الشهداء والمصابين ولاشك أن مثل هذا الشعور ¢بالشماتة¢ والفرح ستكون عاقبته وخيمة علي كل من يتعاطف- مجرد التعاطف- مع أصحاب الفكر أو التوجه المتهم بارتكاب تلك الجريمة. حتي إذا كان ذلك الفصيل أو التوجه بريئا ولكنه يشمت في الشهداء أو الجهات التابعين لها فإنما يؤجج نار الكره والبغضاء ضد أتباع هذا الفصيل. يستطرد الدكتور رشوان مؤكدا أن هذه الشماتة الممقوتة يجب ان تجعل المصريين جميعا ¢يد واحدة¢ في مواجهة أتباع أو المتعاطفين مع المجرمين. مما يُنذر بوقوع حرب أهلية يتجه فيها الشعب كله لمحاربة ومطاردة أولئك ¢الشمّاتين¢ في كل مكان حتي يتخلصوا منهم ولا يبقي بين المصريين غير المحبين لمصر وأهلها وشعبها. يتعجب الدكتور محمد حافظ - الأستاذ بآداب حلوان- من وجود هذه الروح الانتقامية الشامتة لدي المصريين في وقت تنهار فيه بلادهم مع ايماننا الشديد بقوله تعالي: ¢قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا¢ وأضاف : لا أجد ما أرد به علي مرتكبي هذه الجريمة والشامتين في اراقة الدم المصري البرئ سوي ¢حسبنا الله ونعم الوكيل¢ في أي إنسان أيا كانت جنسيته أو ديانته يري أن هذه الجريمة من وجهة نظره مباحة ويفرح و¢يشمت¢ في شهدائها سواء من المدنيين او من المسئولين عن الأمن والاستقرار في هذا الشعب الطيب الأبي ويتحملون كل العبء. وأوضح أن الله لن يرحم كل يد غاشمة شاركت أو أيّدت أو يكمن في داخلها فرحة. فوا حزناه وأسفاه علي كل شخص ينظر بتشفي في كل شهيد شريف رغم ان الماساة تضرب الوطن كله في مقتل وستغرق سفينته في بحار الدماء ان لم نتحرر من روح الانتقام والتشفي والشماتة الغريبة علي حياة الشعب المصري الطيب المسالم بطبعه تؤكد الدكتورة جيهان مصطفي البيومي. الاستاذ بآداب حلوان انها بصرف النظر عن كوني أستاذ بكلية الآداب أو غيره فنحن جميعا مصريين وغالبيتنا مسلمين. وبغض النظر أيضا عن الديانة. فما يحدث جرائم يقوم بها اعداء الإنسانية وبالتالي يصعب علينا توصيف هذا المخلوق الدموي الإرهابي الذي نُزعت منه الرحمة والشفقة لدرجة أنه يشمت في الموت. وأي موت. فهو الشهادة في سبيل الله؟! وكل ما أتمناه أن نسرع بالعودة الي الدين والعقيدة والإنسانية السليمة حتي نستطيع البقاء كبشر. أعداء الدين والوطن يلتقط خيط الحديث الدكتور تامر أبو الدهب- الأستاذ بمعهد السياحة والفنادق ببورسعيد- قائلا: مما لاشك فيه أن مصيبتنا كبيرة ليس فقط في الأرواح الطاهرة التي أُزهقت سواء من رجال الشرطة أو المدنيين فجميعهم شهداء عند ربهم يُرزقون إن شاء الله. بل إن المصيبة الأعظم هي أن مرتكب الجريمة القذرة ومؤيديه يظنون أنهم علي حق بل إنهم ¢يشمتون¢ في الشهداء. فأين الضمير والدين الذي ينهي عن إزهاق الأرواح؟ وأين دينكم الذي أمركم بأن دم المسلم علي المسلم حرام؟ بماذا أنتم تؤمنون يا أعداء الدين والوطن؟!. ووجه الدكتور ابو الدهب كلامه للارهابيين والشامتين قائلا : أقول لكم: أفعلوا ما شئتم فإن مصر ستظل إن شاء الله دائما بلد الأمن والأمان. ونحن المصريين سنضحي بكل غال ونفيس لمحاربة الإرهاب الأسود ولن تستطيعوا أن تنالوا من هذا البلد لأن شعبه في رباط الي يوم الدين. يتساءل أيمن زكريا- مدير أحد الفنادق الكبري بالأقصر : هل يوجد دين أو فكر أو بشر لم نسمع عنهم يقبلون بمثل هذه الجرائم البشعة ؟ . لقد أُصابت هذه الجرائم السياحة مقتل رغم تدهورها أصلا منذ الثورة. ونحن باعتبارنا ¢ ترمومتر¢ الأوضاع الأمنية أول من يتأثر بالانعكاسات والخلافات السياسية . ورغم أننا نستعد للموسم القادم من الآن . إلا أن هذه الجرائم بكل تأكيد ستلقي بظلالها علي الأوضاع لتزداد سوءاً. يضيف : ما نستغربه بحق الإنسانية كيف يستطيع إنسان ارتكاب مثل هذه الجريمة . والأكثر جرما ¢الشماتة ¢ والتشفي في الشهداء ؟! فأي إنسانية أو دين أو فكر ذلك الذي يعتنقه هؤلاء ؟!. وأقول بأعلي صوتي . لأنني مصري وهم ليسوا بمصريين . ولأنني مسلم وهم ليسوا كذلك : لن تسقط مصر . وسنعلو فوق جراحنا . وسنثبت للدنيا كلها أن الله سبحانه وتعالي خلق السموات والأرض أختص مصر بصفتي الأمن والأمان ولن تزولا عنها وأن ما يحدث سيظل سحابة صيف ندعو الله أن لا تطول مدتها يقول المرشد السياحي محمد الشرقاوي : الوضع السياحي لدينا لا يتحمل مزيدا من التدهور والسوء حتي تأتي مثل هذه الجريمة النكراء لتزيد الوضع سوءاً . وللأسف فإن كثيرا من السياح الذين يأتون إلينا يتصورون أن المصريين تغيرت طباعهم وصاروا وحوشا وقتلة لمجرد الاختلاف في الرأي بعد أن كانوا يعشقون روح المصري المتسامح والفرح باستقبال ضيوفه . فإذا بهم يُصدمون بفئة ¢تشمت¢ في مصائب أهلها!يضيف الشرقاوي : أدعو إخواني المصريين الي العودة لرشدهم وطبيعتهم المتسامحة . فنحن شعب عُرف عبر التاريخ بالتسامح حتي ان ملوك الفراعنة كانوا يكتبون علي معابدهم مؤكدين أنهم لم يُلوّثوا النيل أو يقتلوا نفساً.. فهل أصبحنا وحوشاً كاسرة ترتدي ثياب البشر وتتستر بالدين . في حين نصف أجدادنا بالفرعنة والفساد والظلم وعدم معرفة الأديان؟! خلق ممقوت يهاجم الدكتور أحمد عمر هاشم . عضو هيئة كبار العلماء . الشامتين من المنتسبين الي الاسلام قائلا : الشماتة خلق ذميم في كل الأديان السماوية وخاصة الاسلام ولهذا أستعاذ من الرسول صلي الله عليه وسلم وخاصة شماتة الأعداء فما بالنا بشماتة أبناء الوطن . ولهذا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ¢ لا تظهر الشماتة لأخيك . فيرحمه الله عز وجل ويبتليك ¢ . وقال صلي الله عليه وسلم أيضا ¢ تعوذوا بالله من جهد البلاء . ودرك الشقاء . وسوء القضاء وشماتة الأعداء¢. وأضاف الدكتور عمر هاشم : كان عليه الصلاة والسلام يدعو الله فيقول ¢اللهم لا تشمت بي عدوا حاسدا¢. وقد حكي الله عز وجل عن موسي عليه السلام أنه قال : ¢فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين ¢ وقيل لأيوب عليه السلام : ¢أي شيء من بلائك كان أشد عليك قال : شماتة الأعداء¢ . ولنا ان نتصور عاقبة الشامتين حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢من عير أخاه بذنب لم يمت حتي يعمله¢ فجزاء الشامت مثله وزيادة.