بقلم الكاتب و السينارست والمُعد المصري وائل مصباح المقال السادس والعشرون ربنا معاك يا ريس ما يجرى الآن على الساحة المصرية من تصعيد خطير يتبناه بعض المرشحون الفاشلون في صراع رئاسة الجمهورية يعد رقصاً رخيصا على مسرح الحياة السياسية بميدان التحرير يطلق عليه "رقص الإستربتيز Srtiptease" وفيه تقوم الرقاصة بالتخلص من ملابسها قطعة تلو الأخرى على أنغام الموسيقى بطريقة استعراضية وكلما خلعت قطعة انهالت عليها عطايا الجمهور و صياحه حتى تستنزف جمهورها تماماً،وكلما تأخرت تزداد الإثارة لتصل إلى قمتها مع التخلص من أخر ورقة توت تستر عورتها،ثم تمشى تتمخطر أمام المشاهدين حتى تصل بهم إلى درجه ما من الاستمتاع الجنسي من خلال المشاهدة،ويستمر عطاء هؤلاء الساقطات حتى يمل منهن الجمهور ويظهر أخريات،فيكون موقعهن الرفوف حيث يغطهن التراب للأبد!! وبعد الثورة قمنا كمصريين باستيراد هذا الاستربتيز وأدخلناه فى شتي حياتنا الاجتماعية،فلم لم يعد قاصراً على النساء بل زاحمهم فيه الرجال،لم يعد يمارس ليلاً بل تحول إلى ممارسة على مدار ال 24 ساعة،لم يعد أسلوباً لقضاء وقت ممتع،بل أصبح أسلوب حياة فنجد الاستربتيز الوظيفي،الاستربتيز التجاري، الاستربتيز السياسي،وهلم جرا ليصبح الاستربتيز متغلغلاً في حياتنا ويمارس على أوسع نطاق،ونحن مجبرين على مشاهدته بل والتعامل معه،قد نشمئز ونتضايق أو حتى نتقيأ ولكن المؤامرة مستمرة ونجاح ساحق على جميع الفضائيات بلا استثناء بما فيها الفضائيات الحكومية!! ويعد أقذر أنواع الاستربتيز هو ذلك الذي يمارس على قارعة الشارع السياسي العربي والأحداث المتلاحقة التي نعيشها والأقلام البارزة التي نقرأ لها والمواقف الثورية التي نشاهدها تبرهن وتدلل على ذلك،فتجد من يوزع الاتهامات بالجملة يمينا ويسارا،فهذا قومجي،هذا عروبيى،هذا ليبرالي،أما هذا فعميل إيراني ارهابى ،وقد يكون سلفي أو إخواني،إن هؤلاء الآكلين على كل الموائد كل الموائد هم سبب الفتنة والنفاق والعهر السياسي الذي نعيشه الآن وما يترتب عليه من . نتائج كارثية تقع فواجعها على عاتق البسطاء والأبرياء من أبناء هذا الشعب وقواته المسلحة الذين ليس لهم في كل هذا العبث ناقة ولا جمل. لابد من رفع درجة الوعي الجماهيري بكل الطرق المتاحة لأنه السبيل الوحيد لمواجهة أخطر مؤامرة حُكت ضد مصرنا الحبيبة والتي بدأت بعد الإطاحة بمبارك بانقلاب أمني صامت وناعم،حيث أصدرت سي آي إيه _ وكالة المخابرات الأمريكية_ تعليمات لمبارك بالتنحي مع توفير ضمانات أمنية ومالية له ولعائلته،وذلك استعدادا لتكوين مجلس أمني سري مصري أمريكي يتألف من أعضاء بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز المخابرات العامة المصرية،لتنفيذ انقلاب سري وحكم مصر فعلياً على أن يكون هناك مجلس عسكري يحكمها ظاهرياً كواجهة،مع تدبير أحداث فوضى تمهيداً لأحداث كبرى متفق عليها سلفاً،أيضا لإثارة الترهيب في نفوس المصرين وجعل عقولهم مشغولة بأحداث خارجية تمس أمن الوطن القومي،بعيداً عن مطالب الديمقراطية. يحضرني الآن قول مأثور يؤكد أن اغلب حقائق التاريخ أكاذيب ولكن الإصرار عليها جعلها حقائق،لذا لابد أن تضع يدك على قلبك وأنت تقرأ التاريخ لأنك قد ترى أو تسمع عكس ما يقال تماماً حيث في دهليز الحكم التي تموج بالخطط والمؤامرات السياسية والنفسية لتصفية الخصوم قد ترى العجب العجاب،فهل رموز نظام مبارك السابق متحفظ عليهم في أماكن خاصة يعيشون بها حياة عادية بعيداً عن عامة الناس؟ ولا يمنع ذلك استدعائهم أمام الكاميرات لفترات وجيزة من أجل تضليل الرأي العام الثائر،وهل بالفعل توفى عمر سليمان أم إنها شائعة لإبعاده عن أي اتهامات بإشعال الموقف في مصر بعد تحذيراته المتتالية والتي تتحقق تدريجيا؟!! وقد تكون لبث رسالة مفادها أن الأخوان المسلمين هم من قتلوه في صفقة مع الولاياتالمتحدة،ويستمر مسلسل الأكاذيب كوجود لتنظيم القاعدة في سيناء، بالرغم من أنه ليس هناك تنظيم حقيقي لهذا الاسم أو تنظيمات فرعية له،بل هم مجموعة خارجة عن القانون دربها الأمن المصري والإسرائيلي والأمريكي،فضلاً عن مجموعة من العملاء المجندين،كل هذا يمهد لإحداث فوضى ودمار يمس مصر كدولة مما يدفع جموع الشعب للقيام بثورة ضد من في الواجهة الآن وهم الأخوان،فيتدخل القضاء تارة والجيش تارة أخرى– بشكل متفق عليه – لسلب شرعيتهم تدريجياً،ودفع الشعب المصري لقبول أي شخص آخر يأتي بإرادة أمريكية،قد يكون البرادعى أو عمرو موسى،فأمريكا وابنتها المدللة إسرائيل لن يقبلا أن تصبح مصر دولة ديمقراطية مستقلة،ربنا معاك يا ريس. إلى اللقاء في المقال السابع والعشرون مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن