بقلم عماد سالم وجب على كل من أساء الى اللجنة العليا للآنتخابات أن يعتذر .. وسأبدأ بنفسى وأقدم الأعتذار إلى لجنة تحملت مالا يتحمله البشر من أتهامات تنال من نزاهتها وشرفها فقد قيل عنها ماقيل وصورت على أنها شيطان رجيم وأنها لعبة فى يد العسكر يلعبون بها وبنا ليمرروا سيناريو شفيق لأستمرار نظام الحكم العسكرى وأستنساخ النظام البائد . وجب الأعتذار لقضاة مصر الذين لايخشون فى الله لومة لائم , الذين لايرتجون وعدا ولايخافون وعيدا.. ولأنهم ضمير هذه الأمة تحملوا ضغوطا لايتحملها الا الأشراف الأطهار بين ترهيب وترغيب من مجلس أراد ألتهام سلطة كانت مع مستبد فثورنا عليه وأسقطناه وأستأمنا عليها العسكر فأرادوا الأستحواذ والغلبة لكن القضاء الشامخ أبى أن يكون جزءا من لعبة قذرة لاتليق بشرفاء عاشوا والعدل مبدؤهم والنزاهة سمة غالبة على باقى سماهم الطيبة أعلن سلطان بكلمته المتوازنة ولغته الصحيحة ( التى أعادت كرامة لغة القضاء بعد أن لوثها رفعت فى حيثيات حكم مبارك والعدلى ) عن براءته هو ورفاقه , جاء سلطان معاتبا , واثقا , محللا لما حدث , ساردا كل التفاصيل التى تعكس جهدا كبيرا بذل , وعناءا ثقيلا تحمله هو ورفاقه من أجل قسم أقسموه فى بداية حياتهم القضائية , وأحترموه فأحترمهم العالم كله. علينا أن ننحنى إكراما وإجلالا وإعزازا بقضاة مصر الشرفاء الذين أبوا أن يخونوا ضمائرهم ويبيعون وطنهم رغم كل الضغوط التى مورست عليهم ولكن لم تنل من جباه خلقها الله عالية فأرادت أن تظل عالية مهيبة أمام شعب أهتزت صورة القضاء أمامه فشعر بالخوف والحزن لأنه كاد أن يفقد ملاذه الأخير . أعلنت اللجنة فوز مرسى وبراءتها فى نفس الوقت فى لحظة تاريخية أختار الشعب رئيسه بحرية وبانتخابات نزيهة لم تشهدها البلاد من قبل ثورة أعادت الحق لاصحابة فصار الشعب هو السيد. أعتذر لقضاة مصر كلهم وأقبل جباههم واحدا واحدا فقد أسأت الظن بهم ولكنهم أثبتوا أنى كنت مخطئا فى قناعاتى بأن المجلس العسكرى أستطاع أن يسيطر على القضاء ولن يسمح لديمقراطية تأتى بعضو جماعة محظورة ليكون رئيسا لوطن ثائر ولثوار مصرين على أن يكملوا مسيرتهم فى تحقيق أهداف ثورتهم , والقصاص لشهدائهم ومحاسبة القتلة والمحرضين والمشاركين ولو بالصمت. أنتصر القضاء العادل وفتح الباب الى دولة مدنية ولرئيس منتخب أنتخابا حرا نزيها إيذانا بميلاد دولة العدل والقانون والحرية. أشعر أنى فخور بقضائنا وتملئنى السعادة بأنى كنت على خطأ فأحيانا تأتى الأشياء بعكس المتوقع فيكون الأنسان سعيدا أذا توقع شرا فجاء خيرا وأذا انتظر ظلما فجاء عدلا واقعا وحلما جميلا هزم كابوسا كان يريد أن يقبع على الصدور وينال من أحلام ورديه بغد أجمل لأبنائنا فلنحتمى بقضائنا الشريف وقضاتنا الأجلاء الذين لا يرتجون وعدا ولا يخافون وعيدا