حينما تخطو قدماك إلى داخل دور المسنيين .. ينقبض قلبك .. تقول علي الدنيا السلامة .. اغلبيتهم اناس كافحوا وتعبوا في حياتهم وجزائهم القذف من أبنائهم .. سيدة مريضة قلها غاضب علي ابنها .. ورجل يحتسب ما فعله مع اولاده عند الله .. وسيدات فقدن النطق من صدمتهن بفعل اولادهن .. نماذج عديدة تجعلك تبكي .. تلعن الزمن الذي رفع شعار عصيان وقذف الولادين عند ضعفهم .. جريدة الواقع ألتقت ببعضهم في دار احمس خليفة للمسنين بسموحة . اغلب القصص التي قابلناها قصص جحود الابناء بآبائهم ، وفي كانت هناك قصة ترتعش لها الابدان تحمل حرقة دموع خيانة الأزواج .. هانم أحمد من صدمتها فقدت الإدارك بالحياة ، دموعها تنهمر بلا إنقطاع .. انزوت في مقعد بمفردها تحدث نفسها " كنت عايشة معه علي الحلوة والمرة " " يرميني 45 سنة عشرة من أجل خادمة " .. هي سيدة تحمل فوق اكتافها عمر يتجاوز 70 عاما .. من وضعك هنا ؟ لفظني هنا زوجي العجوز المتصابي الذي يبلغ من العمر 75 عاما ، بعد ان عشت معه اكثر من 45 عاما على الحلوه و المره ، تحملت كل ظروف حياته القاسيه ، كافحت معه الى ان وصل لاحدى المناصب المرموقة باحدى الشركات و حقق كل ما يتمناه من احلام وايه السبب ؟؟ لأنه يريد الزواج من الخادمة التي خدمتنا 15 عاما ، وكانت حجته التي اعتبرها من وجهه نظري "عذر اقبح من ذنب" ، أنه يريد الانجاب مرة اخرى ، واندفع ورائها كأن هذه الزوجة الصغيرة ستعيد له شبابه الذي ولى منذ زمن بعيد. وطبعا لأن الزوجة الجديدة التي كانت خادمتي في يوم من الايام لا تريد أن اذكرها بنفسها كلما رأتي في المنزل، فكنت كبش الفداء لارضائها ، و لأنني في هذا العمر ليس لي اقارب في المحافظة التي اعيش فيها، فكانت دار المسنين هى الماوى الوحيد لي. هل يزورك ؟ نفت بالقطع والدموع تملأ عينيها ، انها خيانة لعمر كامل امضيته مع شخص معدوم الضمير لكني احمد الله انه لم يلقي بي في الشارع ، وأنه يتحمل نفقات اقامتي في هذه الدار. هذه قصه ضمن مئات القصص المحزنة تداريها هذه الحوائط لدار المسنين ، ممن ينتظرون زيارة أو يد تملس علي اكفهم ..