أيام قليلة تفصلنا عن بدء أولى جلسات برلمان 30 يونية غير أن هناك بعض الأمور مازالت عالقة فى أذهان المصريين، جراء تصرفات نواب حزب «النور» السلفى خلال انعقاد جلسات برلمان 2012 ومخاوف من عودتها مرة أخرى، شغلت الرأى العام المصرى فى برلمان ما بعد ثورة يناير، تمثلت فى مخالفة نواب الحزب للقوانين والدساتير والأعراف الدولية، حين قرر بعضهم عدم الوقوف أثناء تحية العلم وعزف النشيد الوطنى للبلاد، باعتبار أن الشريعة الإسلامية تحرم ذلك، ناهيك عن رفع الأذان داخل قاعة الجلسات. وعلى الرغم من المقابلات الكثيرة التى أجرها رئيس الحزب يونس مخيون مع وسائل إعلام مختلفة لم يجب إجابة قاطعة تؤكد عدم تكرار تلك المشاهد من جديد، مكتفياً بتوجيه اتهامات للقوى السياسية باعتبارها مسئولة عن تراجع الحزب فى الانتخابات المنتهية. الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر ورئيسة الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب، توعدت أعضاء حزب «النور» حيال أى تجاوز تحت قبة البرلمان قائلة: «طالما أن العضو أدى اليمين الدستورية يجب أن يلتزم بالدستور والقانون والأعراف الدولية وسيادة الدولة المصرية ولائحة مجلس النواب». واستطردت النائبة عن «فى حب مصر» بأنه لن تسمح كنائبة عن الشعب بتجاوز داخل البرلمان الذى يشاهده العالم ويمثل صورة مصر خارجياً وداخلياً، مؤكده أن المتجاوز لن يظل داخل المجلس سواء كان تابعا لحزب «النور» أو أى فصيل سياسى آخر من ناحية أخرى قال الدكتور مصطفى حمزة الخبير فى شئون الجماعات الاسلامية،أن حزب «النور» يدار بعقلية الدعوة السلفية التى مازال رئيسها الدكتور ياسر برهامى يرى ان مجلس النواب والديمقراطية حرام شرعاً. وأضاف حمزة، ان المنتمين ل«الدعوة السلفية» لديهم قاعدة قهرية تشير الى أن الانضمام للبرلمان غير جائز ولكنهم يتعاملون مع الوضع الحالى باعتباره وضعا مؤقتا، لافتاً إلى ان عدم وجود تمثيل ل«النور» بشكل كبير يجعله يسعى الى المناورة لحفظ ماء الوجه، وتابع الخبير فى شئون الجماعات الاسلامية، قائلاً إن حزب «النور» يسعى الى استعراض قوته بهدف الاستمرار على الساحة السياسية لفترة أطول. وقال هشام النجار الباحث فى الشئون الاسلامية، إن حزب «النور» يناقض نفسه لكونه يؤكد أنه حزب سياسي وليس دينيا، ثم يعود من جديد ويتحدث عن الشريعة الإسلامية. وأوضح النجار، إن كان «النور» يزعم انه حزب سياسي فلماذا لا يتناول موضوع المسيحيين في حدود مبدأ المواطنة وأنهم جزء من الوطن، ولا يدخل الشريعة الإسلامية والأديان في الموضوع، لافتاً الي أنه يسعى لكسب ثقة المواطنين بعد هزيمته فى الانتخابات المنتهية، مؤكداً ان تجاوزاته خلال البرلمان الماضى كانت بسبب حصوله على أغلبية. واستبعد ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل، أن يعود حزب «النور» الى تصرفاته الماضية، حيث إن المناخ أصبح غير ملائم لمثل هذه التجاوزات سواء من «النور» أو غيره، كما أن تصرفات «النور» وقتها كانت تتماشى مع أيديولوچيات حزب الحرية والعدالة الإخوانى. وأكد «الشهابى»، أن حزب «النور» يسعى الى كسب ثقة الشارع الذى فقدها خلال الانتخابات البرلمانية، وسوف يكون حريصا كل الحرص على تصرفات نوابه داخل جلسات البرلمان، لافتاً إلى أن «النور» السلفى احد الداعمين لخارطة الطريق وثورة 30 يونية وفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.