اعتبرت قيادات سياسية وحزبية أن الوعد الذى قطعه حزب «النور»، الذراع السياسية ل«الدعوة السلفية»، أمام قواعده بأنه سيعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية حال وصوله لمجلس النواب، يعد استكمالاً لنفس طرق الإخوان فى مغازلة الناخبين لا سيما من المنتمين لتيار «الإسلام السياسى»، والخلط بين السياسة والدين، مشيرين إلى أن «النور» وتياره، بشكل عام، لن يتمكنا مرة أخرى من السيطرة على البرلمان.وقال الدكتور على بكر، الباحث فى «الإسلام السياسى» بمركز الأهرام للدراسات، إن حزب النور يستمد أهدافه من الدعوة السلفية بالإسكندرية، فيما يتعلق بتطبيق الشريعة، وتُعد هدفهم الأسمى والأعلى، مضيفاً: حزب النور بدلاً من أن يحقق ذلك بصورة دعوية يسعى لتطبيقه بشكل سياسى.وأكد «بكر» أن عودة طرح كلمة «الشريعة» من قبل السلفيين مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية تهدف فى المقام الأول إلى اكتساب شريحة من الناخبين ممن يسهل الوصول إليهم من خلال الدين، معتبراً أن الأمر لن يُمثل أزمة داخل مجلس النواب المقبل، لا سيما أن التشريعات التى يعدها البرلمان ويقرها تمس حياة المواطن بشكل مباشر وتتعلق بالأمور التنظيمية فى الحياة وليس لها علاقة بالحلال والحرام. «العلايلى»: تكرار لأسلوب «الجماعة الإرهابية».. و«أبوبكر»: يريدون تطبيق فكرهم الوهابى المتطرف وقال الدكتور مختار غباشى، مدير مركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن حزب النور ما زال يراهن على أرضية موجودة فى الشارع السياسى يُعد الدين مدخلها الأساسى، ومن ثم يجدد عرضه أمامهم بأنه ما زال متمسكاً بالشريعة رغم ظروف المرحلة الحالية. ووصف محمود العلايلى، أمين اللجان النوعية بحزب المصريين الأحرار، تصريحات «النور» بشأن تطبيق الشريعة الإسلامية، بأنها تلاعب بالألفاظ وتكرار لأسلوب جماعة الإخوان الإرهابية فى الدعاية الانتخابية، بهدف دغدغة مشاعر الناخبين وكسب أصواتهم بالشعارات الدينية، مضيفاً: هؤلاء لن يتمكنوا من تطبيق ما يسمى الشريعة الإسلامية ولن يحصلوا على نسبة كبيرة من مقاعد البرلمان كما يُخيل لهم، لا سيما أن المواطن أصبح أكثر وعياً، وشدد على أن قيام «النور» باستخدام الشعارات الدينية فى دعايته الانتخابية، أمر مخالف للدستور وقوانين الانتخابات، مطالباً إياهم بتوضيح معايير تطبيقهم للشريعة وشرح مفاهيمها للمجتمع المصرى.وقال حسام الخولى، مساعد رئيس حزب الوفد، إن هذا التصريح ليس غريباً على حزب النور، رغم أنه غير متناسب مع الوضع الحالى، ولكن عليهم أن يعلموا أن الشعب لن يسمح لهم بالعودة للبرلمان المقبل ليتمكنوا من تطبيق الشريعة من الأساس. وقالت مها أبوبكر، القيادية بحركة «تمرد»، إن هذه التصريحات لا تخرج عن كونها مغازلة للناخبين مع اقتراب موعد الانتخابات، ومجرد معركة زائفة يحاولون من خلالها المزايدة على القوى المدنية والسياسية، وأتحدى حزب النور أن يطبق الشريعة الإسلامية بالفعل على أرض الواقع، و«النور» لا يريد تطبيق مبادئ الدين الإسلامى السمحة وإنما فكرهم الوهابى المتطرف.