استغلت "الدعوة السلفية"، الحرب ضّد تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف باس "داعش" وتصويره على أنه "تنظيم إرهابي متطرف يهدف إلى قطع رؤوس المخالفين له في الرأي والعقيدة ويسعي إلي تطبيق الشريعة الإسلامية بقوة السيف"، للترويج لنفسها باعتبارها "المنقذ من هذا الفكر التكفيري". وقال الشيخ عادل نصر المتحدث باسم "الدعوة السلفية"، إن "الدعوة تقوم بمجهود كبير في الشارع لمواجهة الفكر التكفيري الذي أصبح منهجًا للعديد من الحركات التي تحسب نفسها على التيار الإسلامي، وأنهم لا ينطلقون إلى الشوارع ولا يجتمعون بالناس من أجل مصلحة دنيوية، في إشارة إلى "مقاعد برلمانية" ولكنهم ينطلقون من قاعدة شرعية. فيما أكد محللون أن"الدعوة السلفية تسعى لحصد الأصوات في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في أوائل العام القادم. وقال الدكتور يسري العزباوي، الخبير السياسي بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، إن "إطلاق الدعوة السلفية لبرنامج ضّد داعش يفرض احتمالات منها أن الدعوة السلفية تستغل "الدولة الإسلامية" (داعش) كنوع من التنصل من الاتهامات الموجهة إليهم بأنهم ينتموا لجماعات إرهابية أو يتبنوا هذا الفكر من قريب أو بعيد ويأخذوا لأنفسهم شكلاً مختلف عن الجبهة السلفية التي دعت لأحداث 28 نوفمبر". وشدد العزباوي على أن "الدعوة السلفية حريصة على أن تظهر بمظهر الفكر المعتدل والبعيد عن التطرف كما شنت علية الأحزاب العلمانية والليبرالية مسبقًا"، وتابع قائلاً: "من المحتمل أن الشعار الذي ترفعه الدعوة السلفية "محاربة الفكر الداعشي" نوع من الستار الدعوي ولكنه في حقيقة الأمر دعاية انتخابية لنوابها". وأضاف، أن "مخططات الدعوة السلفية مكشوفة للجميع، فالدعوة تنزل الشوارع وتعقد الندوات والمؤتمرات وتنزل إلى المحافظات وتروج لنفسها على أنها تمثل الفكر الإسلامي الوسطي، وبذلك تكون ضربت عصفورين بحجر واحد". من جانبه، اعتبر وليد البرش، الباحث في الشئون الإسلامية، أن "كل التيارات الإسلامية من مشرق العالم إلى مغربه تنتمي لفكر "داعش"، ورأى أن "الدعوة السلفية غير منوط بها ولا معول عليها تبيين الفكر الخاص بالجماعات المختلفة وعلى رأسها داعش". وأشار إلى أن "السلفيين منتمين لنفس الفكر الذي خرجت منه داعش "الفكر الوهابي" غير أن الاختلاف الوحيد الذي يميز السلفية في مصر أنها حريصة على الدماء ولاتبيحه"، لافتًا إلى أن الأزهر هو المؤسسة الدينية الرسمية التي يمكن أن تواجه فكر داعش، فكل شيء يجب أن يكون تحت مظلة الأزهر. وأضاف، "السلفيون يسعون إلى تحسين صورتهم في الشارع خاصة، إلا أنهم لن يحصلوا على مقاعد برلمانية إلا بشق الأنفس"، متوقعًا أن أكبر حزب سلفي على الساحة حاليًا "النور" لن يحظى بمقاعد مماثلة كما في مجلس الشعب السابق. يُذكر أن "الدعوة السلفية" كانت قد أطلقت برنامجًا لمحاربة الفكر الداعشي والتكفيري الذي بدأ يهُاجم الشباب المصري مؤخرًا، ونزلت على إثره الشوارع وعقدت المؤتمرات والندوات لتوضح أن الإسلام برئ من هؤلاء "الدواعش".