امتزجت فيه الدموع بالدعاء، شيّعت قرية معصرة ضاوي التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم، جثامين 7 من أبنائها، الذين لقوا مصرعهم في حادث مأساوي بطريق الضبعة، أثناء عودتهم من يوم عمل شاق في جمع محصول الطماطم، بحثًا عن لقمة العيش. رحلة عمل تحولت إلى مأساة خرجوا مع شروق الشمس حاملين آمال يوم جديد، ولم يعلموا أن طريق العودة سيحمل لهم النهاية، سيارة سوزوكي تقلهم انقلبت فجأة بطريق الضبعة، قبل أن تشتعل بها النيران، ليتحول جسد السيارة إلى كتلة من اللهب، مخلفًا مأساة إنسانية هزّت قلوب أهالي الفيوم. تفحم الجثث وانتظار الحقيقة شدة الحريق أدت إلى تفحم الجثث، ما استدعى نقلها إلى مشرحة زينهم بالقاهرة، واحتجازها لإجراء تحاليل البصمة الوراثية (DNA)، حتى لا يُدفن أحد الضحايا في غير موضعه، في انتظار مؤلم عاشته أسر الضحايا بين الخوف والرجاء. أسماء رحلت قبل الأوان أسفر الحادث عن مصرع: أحمد سيد عزت عبد الكريم (15 عامًا) مصطفى رمضان شعيرة (16 عامًا) محمود محمد درويش (15 عامًا) حسن محمود أحمد محمود (14 عامًا) أحمد محمد حنفي أحمد (15 عامًا) ياسمين نادي فودة (24 عامًا) منال رمضان مبارك محمد روبي (44 عامًا) أعمار صغيرة وقلوب لم تعرف من الدنيا سوى الكد والعمل. وداع أخير بالدموع عقب ظهور نتائج التحاليل اليوم، وإنهاء جميع الإجراءات القانونية، صرحت النيابة العامة بدفن الجثامين. وخرجت الآلاف من أهالي قرية معصرة ضاوي والقرى المجاورة في جنازة مهيبة، ودّعوا خلالها الضحايا إلى مثواهم الأخير، وسط صرخات الفقد، ودعوات الرحمة، وحزنٍ ثقيل خيّم على القرية بأكملها.