تعيش قرية معصرة صاوى بمركز طامية بمحافظة الفيوم واحدة من أقسى لحظات الحزن فى تاريخها، منذ وقوع حادث طريق الضبعة المروع الذى أودى بحياة 7 من أبنائها وأصاب 6 آخرين، جميعهم من عمال اليومية، أثناء عودتهم من أحد مزارع الطماطم بمنطقة الضبعة، بعدما اشتعلت النيران فى السيارة السوزوكى التى كانت تقلهم، لتتحول فى لحظات إلى كتلة لهب أودت بحياة ركابها. مأساة إنسانية بالغة القسوة الحادث، الذى خلف مأساة إنسانية بالغة القسوة، لم يكتف بانتزاع الأرواح، بل ترك وراءه مشاهد تفوق الوصف، حيث تفحمت الجثامين بالكامل، حتى فقدت ملامحها، ما استدعى تدخل النيابة العامة، التى قررت تحويل الجثث إلى مشرحة زينهم لإجراء تحليل البصمة الوراثية (DNA)، كإجراء وحيد للتعرف على هوية كل ضحية، تفاديا لدفن جثة فى غير موضعها. أكثر القصص إيلاما ومن بين أكثر القصص إيلاما، نجا طفل من ألسنة اللهب فى اللحظات الأولى، لكنه عاد إلى السيارة مرة أخرى حين شاهد والدته تحترق أمام عينيه، ظنا منه أنه سيتمكن من إنقاذها، لتلتهمه النيران مجددا، ويصاب بحروق خطيرة بلغت 75٪ من جسده، بينما فارقت والدته الحياة متفحمة، فى مشهد إنسانى بالغ القسوة هز مشاعر أهالى القرية. الجثامين داخل مشرحة زينهم ومنذ يومين، لا تزال الجثامين داخل مشرحة زينهم فى انتظار انتهاء تحاليل الDNA، بينما تعيش القرية بأكملها فى حداد كامل، البيوت اكتست بالسواد، والأهالى يعيشون على أمل خروج الجثامين لدفنها ووداع أبنائهم، بعد أيام ثقيلة من الانتظار والقلق. تحركات رسمية عاجلة ومنذ اللحظات الأولى للحادث، جرت تحركات رسمية عاجلة، حيث تواصل الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم ونائبه الدكتور الدكتور محمد التونى، مع مستشفى 6 أكتوبر المركزى لبحث نقل المصابين إلى مستشفى الفيوم العام بسيارات إسعاف مجهزة طبيا، إلا أن قرار النيابة العامة حال دون نقل المصابين فى ذلك التوقيت، لحين الانتهاء من التحقيقات ومعرفة ملابسات الحادث، قبل أن يصدر القرار بتحويل الجثامين إلى مشرحة زينهم لإجراء تحاليل البصمة الوراثية، وهو إجراء يستغرق وقتا بطبيعته. مصادر مطلعة وأكدت مصادر مطلعة أن نائب محافظ الفيوم يتابع الملف على مدار الساعة، حيث يجرى تواصلا مستمرا مع نائب وزير العدل لتسريع الإجراءات، إلا أن تحاليل الDNA لا تزال تحتاج إلى مزيد من الوقت لضمان الدقة الكاملة، مع ترجيحات بخروج الجثامين غدا حال الانتهاء من التحاليل. حصر أوضاع الأسر المتضررة وفى السياق ذاته، بدأت مديرية التضامن الاجتماعى، تنفيذا لتوجيهات محافظ الفيوم، فى حصر أوضاع الأسر المتضررة، تمهيدا لتقديم المساعدات والتعويضات اللازمة، خاصة أن الضحايا والمصابين جميعهم من أسر بسيطة، كانوا يعملون رغم صغر سنهم لتأمين لقمة العيش لأسرهم. إنهاء الإجراءات القانونية وتطالب أسر الضحايا، وأهالى قرية معصرة صاوى، بسرعة إنهاء الإجراءات القانونية، والإفراج عن الجثامين لدفنها بكرامة، إلى جانب صرف تعويضات عادلة للضحايا والمصابين، فى ظل حالة الحداد التى تخيم على القرية بأكملها. ويبقى الأمل معلقا بانتهاء الإجراءات فى أقرب وقت، حتى يتمكن الأهالى من توديع أبنائهم، ووضع حد لانتظار قاس طال أكثر مما يحتمل القلب.