في إحدى نواحي قرية ميت حبيب في قلب محافظة الغربية، تقع منازل عائلات "أبو إسماعيل" في شارع كبير يربط بين مجمع مدارس لجميع الصفوف التعليمية والوحدات الصحية الريفية ومكتب البريد الخدمي، حيث يقطن أكثر من 20 أسرة من عائلات الضحايا الذين سقطوا في التفجير الإرهابي الذي وقع محيط معهد الأورام بالقاهرة. عمدة "ميت حبيب": جارٍ التعرف على هوية أقارب عائلة أبو إسماعيل.. الجثث تفحمت انتقلت "الوطن" إلى منزل عمدة القرية السيد الحماقي، الذي أكد أن القرية فقدت 3 عائلات بأبنائهم من صغار السن وهم كل من طارق شوقي أبو إسماعيل وزوجته نجوى رفع السعيد عطا الله وبنتين وسامح فرج أبو إسماعيل وزوجته وولدين تراوحت أعمارهم بين 4 و7 سنوات، فضلا عن وفاة فرج سيد فرج أبو إسماعيل وزوجته وولدين ومحمد هيثم طلخان أبو إسماعيل. وقال الحماقي: "كبار عائلات القرية تواصلوا مع أسر المقربين من الضحايا أثناء تواجده أمام مشرحة زينهم بالقاهرة لتحديد هوية ذويهم، وإجراء تحاليل الDNA ، وسنقوم بدفن ما يقرب من 12 جثة متفحمة وأشلائهم بمقابر العائلة". وأكد أن هناك تنسيق كامل من جانب مسؤولي الجهات التنفيذية، تحت إشراف اللواء هشام السعيد محافظ الغربية ورئيس مجلس مدينة سمنود اللواء علاء يوسف، لتنظيم جنازة جماعية للأسر الضحايا المرجح دفنهم بمقابر عائلاتهم في القرية. وأضاف: "فقدنا 3 عائلات بأبنائهم صغار السن وحسبنا الله، ربنا ينتقم من الإرهاب الخسيس ولن تسقط مصر وكلنا إيد واحدة للحفاظ على هوية الوطن، وإن شاء الله دولتنا قادرة على القصاص لأبنائها، وحسبي الله ونعم الوكيل، ربنا يصبرنا على فراق ذوينا". نجل عم أقارب العائلة: ننتظر الجثامين لتشييعها في جنازة شعبية بعد صلاة العشاء وعلى بعد خطوات جلس إسماعيل حسين أبو إسماعيل نجل عم العائلات الثلاثة، وقد انهار من البكاء، قائلا: "ربنا يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته ويلهمنا الصبر، وكلنا مؤمنين بقضاء الله والفرح بقى جنازة، وكل من في الميكروباص بمن فيهم أحفادنا ماتوا.. لله الأمر من قبل ومن بعد" . وأضاف: "عائلاتنا تعيش في القاهرة منذ 15 سنة، وسندفن 12 جثة في مقابر عائلتنا وربنا على الظالمين اللي فجروهم"، مشيرا إلى أن جميع أفراد العائلة وشباب القرية أكدوا على ضرورة انتظار وصول الجثامين لتشييعها في مشهد جنائزي جماعي، عقب صلاة العشاء. من جانبه قال محمود علي أبو إسماعيل: "كل أهالي القرية خيرين بطبعهم حرصوا على التبرع بصدقات جارية لإنشاء مسجد جديد على روح كافة أفراد عائلة، الذين استشهدوا في الحادث الغاشم". وتابع: "كل أبناء القرية سيزفون شهداءنا في جنازة شعبية، ملفوفين في العلم المصري، وسنعلن الحداد على مستوى منازل عائلات القرية لحين القصاص". واختتم حديثه، قائلا: "تحاليل ال DNA أثبتت وجود جثث مشوهة بالكامل، ولا يمكن تحديد هويتها، وسيجري جمع بعض أشلاء ضحايا العائلة ودفنها كرفات مجمعة في مقابر مجمعه بوسط القرية تقع على 4 قراريط".