أثارت تصريحات الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس "الدعوة السلفية" حول أن "البرلمان القادم يُمكن شرائه، وأن رجل أعمال يمتلك 100 أو 200 مليون دولار يُمكنه شراء البرلمان لحسابه، لأن الشعب المصري أرهقه الفقر"، انقسامًا في صفوف التيار المدني والليبرالي. إذ انقسم التيار المنافس ل "النور" إلى قسمين، أحدهما اعتبر أن "برهامي" أشار إلي الواقع بوضوح تام وكان صادقًا في التعبير لأن أكثر المواطنين يُمكن شراء أصواتهم بالمال، نظرًا لانتشار الفقر في مصر ، في حين اعتبر خصومه أنه يسعي لتفتيت البرلمان بعدما فشل حزبه في حصد نسبه معقولة من المقاعد البرلمانية. وقال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل المصري، ل"المصريون"، إنه لايرى أن تصريحات برهامي تُسبب أزمة، لأنها مناسبة للواقع، موضحًا أنه تحدث بواقعية، "فالشعب المصري يعاني بالفعل من فقر منتشر ويُمكن شراء أصواته". في حين، اعتبرت مارجريت عازر، عضو المجلس القومي للمرأة، والمرشحة علي رأس قائمة "في حب مصر"، أن "برهامي يُناقض نفسه، لأنه تحدث عن شراء الأصوات في وقت يجتهد فيه النور لشراء الأصوات"، وقالت إن "النور يحاول جذب الأنظار إليه بعد فشله في المرحلة الأولى". واتهمت عازر، أعضاء "النور" بأنهم "يُمارسون نوعاً من الابتزاز ولديهم إصرار علي التنازل عن كل شئ في سبيل الوصول إلي الكرسي"، وأشارت إلى أنهم لم يتعظوا من تجربة الإخوان في الحكم. من جانبه، قال الباحث في الشئون الإسلامية، هشام النجار، إن المشكلة الأساسية التي واجهت النور في الانتخابات البرلمانية، هي عدم القدرة على صناعة تكتلات انتخابية منافسة، فهو حزب وحيد في ظل انفضاض التكتل الإسلامي عنه وفى ظل مقاطعة الحركة الإسلامية للانتخابات في مواجهة تكتلات وقوائم تضم عدد كبير من الأحزاب والقوى، فالمشكلة ليست في القائمة المطلقة إنما في وضعية الحزب الحالية وتغير موازين القوى في المرحلة الحالية. وأضاف النجار، أن الحالة السلفية خلال الفترة الماضية حدث بها انشقاقات وانقسامات وتباينات في المواقف، والمشار اليهم في التقرير الأمني غالباً ما يكونون قد انشقوا بالفعل عن التيار السياسي التوافقي الإصلاحي داخل الحالة السلفية وتبنى رؤى وتوجهات صدامية وعنيفة. وأوضح، أنه "خلال الفترة الماضية انفض عن التعاطف مع التوجه السياسي التوافقي داخل التيار السلفي الذى تمثله الدعوة السلفية بالإسكندرية وذراعها السياسي حزب النور أكثر من 75 % من المتعاطفين والمؤيدين والمنحازين لهذا التوجه، إما وقوعاً تحت تأثير من انشقوا من المشايخ الكبار وانحازوا لخيارات الإخوان أو بسبب الدعاية السوداء ضد الحزب ووصمه بالخيانة والعار والنفاق أو لانهيار الثقة داخل الحالة الإسلامية عمومًا وفى جملتها التيار السلفي بإمكانية التغيير ونصرة قضايا الهوية والشريعة من خلال الديمقراطية والتمثيل الحزبي والاندماج في المشهد السياسي". و أستبعد الباحث في الشئون الإسلامية، وجود أعضاء حاليين داخل الدعوة السلفية - تيار السلفية العلمية - وحزب النور "ضالعين في العنف أو منخرطين بخلايا مسلحة"، قائلاً: "لو سكتوا على ذلك وأقروه فهم يقضون على مستقبلهم السياسي والدعوى أيضاً، ولا أظنهم يفعلون".