توقع عدد من خبراء الحركات الإسلامية انقسام حزب النور لحزبين منفصلين نتيجة الأزمة الأخيرة، وأوضحوا أن الصراع داخل الحزب قوى ولن ينتهى بغير ذلك، وحمّل بعضهم المهندس خيرت الشطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين المسئولية عما يحدث لتفتيت أصوات الحزب خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة أو انتقال أعضائه لحزب الحرية والعدالة الجناح السياسى للإخوان. وقال الدكتور ناجح إبراهيم، المفكر الإسلامى وأحد مؤسسى الجماعة الإسلامية، إن الأزمة التى يتعرض لها حزب النور ستؤثر عليه سلباً فى الانتخابات التشريعية المقبلة، وأوضح أن سبب الأزمة هو الانتقال الفجائى للدعوة السلفية من رفض للسياسة والديمقراطية والبرلمان إلى الانغماس الكامل فى السياسة دون إعداد للحزب وتكوين تدريجى يراعى فيه سنّة التدرّج وتأهيل أفراد الدعوة سياسيًا. وأضاف ل«الوطن» أن قيادات النور لم يراعو عند تشكيل الحزب الاختيار الدقيق للأفراد، بل إن الكثير من الأعضاء أساءوا له، سواء فى البرلمان، أو بعض من تحدثوا إعلامياً عن الحزب، وأوضح أن حصول النور على مركز الوصيف فى الانتخابات البرلمانية السابقة أصابه بنوع من الانتشاء منعه من أن يراجع مواقفه وأداء أعضائه. وحسب إبراهيم، فإن النور سيخسر كثيراً من هذه المحنة، حيث سيتجه الكثير من أعضائه إلى حزب الحرية والعدالة، وقواعد كثيرة ستتجه لحزب الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل إذا أنشئ، وقد ينقسم الحزب ويصبح حزبين سلفيين. وأيّده فى الرأى الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، وتوقع أن ينقسم النور لحزبين، كل منهما له أتباع داخل الدعوة السلفية، وينتهى الأمر عند ذلك، بينما يكون الفائز الأكبر هو جماعة الإخوان المسلمين. واتهم ربيع، المهندس خيرت الشاطر، بالوقوف وراء خلافات النور، وأنه صاحب الدور الأكبر فى هذه الأزمة، وحمّله هو وأتباعه داخل الدعوة السلفية سبب إشعال الفتنة داخل الحزب. وأيّد المهندس خالد حربى، المنسق العام والمتحدث الرسمى للتيار الإسلامى العام، تصريحات إبراهيم وربيع بشأن انفصال النور، وقال إن الحزب السلفى سينتهى لحزبين، بل إن أعضاءه فى المحافظات ربما ينشقون ويشكلون أحزاباً أخرى، أو ينفصلون ويتخذون خطوات جديدة وينضمون لأحد الأحزاب الإسلامية الأخرى. وكشف عن أن هناك خطوات أخذت من أجل إنشاء حزب جديد منذ فترة من قِبَل عادل عزازى وهشام أبوالنصر، عضوى الهيئة العليا للنور، إلا أن قيادات فى الدعوة السلفية تدخلوا لإثنائهما عن ذلك، ووعدوهما بحسم الخلاف قريباً، محملاً الدعوة السلفية مسئولية ما يحدث فى النور. وأضاف: هناك جبهتان داخل حزب النور، الأولى تابعة للدكتور عماد عبدالغفور رئيس الحزب وهم الإصلاحيون، والأخرى تابعة للدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، وأشرف ثابت عضو الهيئة العليا للنور، وكل منهما لن يترك الآخر يستأثر بالحزب، حسب قوله.