انتقلت عدوى الخلافات على مرشح رئاسى إسلامى، التى سادت صفوف جماعة الإخوان المسلمين، إلى باقى روافد الحركة الإسلامية فى مصر. وانقسمت الهيئات والحركات الإسلامية المختلفة، من دعوة سلفية مرورا بالجبهة السلفية وصولا إلى الجماعة الإسلامية على المرشح الرئاسى الذى ستدعمه تلك الحركات، فيما لايزال تيار داخل جماعة الإخوان على التصويت للمرشح عبدالمنعم أبوالفتوح، القيادى الإخوانى السابق، بالرغم من تسمية الجماعة رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسى مرشحا رئاسيا.
وقرر مجلس شورى العلماء السلفى، تأجيل الإعلان عن المرشح الرئاسى الذى سيدعمه، بعد خروج مرشحه حازم صلاح أبوإسماعيل من سباق الرئاسة، إلى الثلاثاء المقبل.
وكان مجلس شورى العلماء قد عقد اجتماعا، مساء أول أمس الخميس، لبحث المرشح الذى سيدعمه ويؤيده، إلا أن الخلافات التى نشبت بين أعضاء المجلس حالت دون الاتفاق على مرشح.
وقالت مصدر من التيار السلفى: إن عددا من مشايخ السلفية المستقلين يتجهون إلى دعم أحد المرشحين الذين ينتمون إلى الدولة، بحسب تعبير المصدر، موضحا «أحد كبار علماء التيار السلفى طالب أتباعه بالتصويت لأحد المرشحين الذين لهم وعلم ودراية بملفات الدولة، وقادرين على إدارة تلك الملفات فور وصولهم إلى سدة الحكم»، مبررا ذلك بأن «مصر لن تتحمل تجارب المبتدئين خلال المرحلة الحالية».
ورجح المصدر أن يكون المرشح الذى يسعى بعض مشايخ السلفية دعمه ولو بشكل غير معلن هو عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية.
ويضم مجلس شورى العلماء السلفى محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وأبوإسحاق الحوينى وجمال المراكبى، وعبدالله شاكر، وآخرين.
وبينما أعلنت «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، والتى يعد نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر أحد أبرز أعضائها، أنها ستدعم مرشح الإخوان محمد مرسى، ساد الخلاف بين جمعية الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور على المرشح الرئاسى الذى سيدعمه مشايخ الدعوة وقيادات الحزب.
ومن المقرر أن يعلن حزب النور السلفى عن المرشح الذى سيدعمه اليوم عقب اجتماع للمكتب التنفيذى لم يبدأ حتى مثول الجريدة للطبع عصر أمس.
أما موقف الجماعة الإسلامية فقد عرضه صفوت عبدالغنى عضو المكتب السياسى لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة من خلال كشفه عن نتائج الجمعية العمومية الطارئة للجماعة وحزبها التى عقدت أمس الأول، وقال: «تم توجيه الدعوة لعدد من المرشحين للرئاسة، منهم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وحضر عنه منسق حملته محمد الشهاوى، والدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحضر عنه الدكتور محمود حسين أمين عام الجماعة، وعرض كل منهما برنامج المرشحين، وناقشهما أعضاء الجمعية العمومية باستفاضة قبل بدء استطلاع الرأى».
وأضاف عبدالغنى أنه تم توجيه الدعوة لعدد من ممثلى شباب الثورة لعرض وجهة نظرهم فى معايير اختيار المرشحين، مؤكدا عدم ممارسة أى توجيه على أعضاء الجمعية العمومية.
وتابع عبدالغنى، فى المؤتمر الصحفى الذى عقد أمس الأول، بقوله إنه تم توزيع نموذجين للاستبيان: الأول خاص بالتوافق حول مرشح واحد، وصوت لصالح هذا الطرح 52% من أعضاء الجمعية العمومية، ودعا أصحاب هذا الاقتراح إلى إحداث توافق بين كل الهيئات والمؤسسات للتوافق حول مرشح إسلامى واحد. وبحسب عبدالغنى، فإن 27% من أعضاء الجمعية العمومية أيدوا دعم مرشح إسلامى واحد بغض النظر عن حالة التوافق الإسلامية، فيما طالب 14% بترك أعضاء الجماعة والحزب يصوتون حسب رؤيتهم الشخصية، وطالب 5% بدعم مرشح تتوافق عليه كل القوى الوطنية والثورية.
وقال عبدالغنى إن الاستطلاع الثانى أظهر أن 44% من الجمعية العمومية أيدوا دعم أبوالفتوح، و25% دعموا مرسى، بينما لم يحصد المرشح الرئاسى محمد سليم العوا سوى على 3% من الجمعية العمومية.
وأكد عبدالغنى أنه فى حالة عدم حدوث توافق بين القوى الإسلامية سيعاد التصويت بين مرسى وأبوالفتوح نظرا لأنهما أعلى الأصوات ولم يحصل مرشح منهما 50%+ 1 وفقا للائحة.
فيما أكدت مصادر ب«الدعوة السلفية» أن الأقرب لدعمه فى الانتخابات الرئاسية هو الدكتور محمد مرسى رغم أن هناك انقساما بين الدعوة السلفية وحزبها النور، حيث إن عددا القيادات يرى أن الدكتور محمد مرسى رهان خاسر وأن فرصته فى الفوز ضعيفة بسبب عدم شعبيته، مقارنة بشعبية أبوالفتوح.
بينما يرى آخرون أن خطاب مرسى الإسلامى وموقفه من قضية الشريعة الإسلامية واضح مقارنة بخطاب أبوالفتوح الذى يبتعد عن الخطاب الإسلامى، بحسب وجهة نظرهم.
وأشارت المصادر إلى أن هناك حالة استياء داخل الحزب والدعوة السلفية بسبب إعلان «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح» و«الجماعة الإسلامية» عن المرشح الذى سيدعمونه فى الانتخابات الرئاسية، بسبب أنهما قد أكدا مشاركتهما فى مبادرة الدعوة السلفية الخاصة بتشكيل «هيئة الشورى» تضم حركات وتيارات إسلامية مختلفة للإجماع على مرشح إسلامى موحد ودعمه فى الانتخابات الرئاسية، خاصة وأنهما قد حضرا الاجتماع الأول ل«هيئة الشورى» فى 13 أبريل الحالى.
وقال محمد نور، المتحدث الإعلامى لحزب النور «إعلان الهيئة الشرعية عن قرارها فى هذا التوقيت وبهذه الطريقة يعد خروجا على مبادرة التوافق التى تتبناها الدعوة السلفية واستباقا للجهود الرامية للاتفاق على مرشح إسلامى واحد»، مشيرا إلى أن الدعوة السلفية وحزب النور مصران على التمسك بالمبادرة.
من جهتها، طالبت الجبهة السلفية من مؤيديها دعم أى من الدكتور محمد مرسى أو الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، وقالت: «فى حال إجراء هذه الانتخابات فالجبهة ترى عدم جدوى إفساد الأصوات ولزوم التصويت لمرشح ينتمى جملة للتيار الإسلامى وأوفرهم حظاً الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المنفصل عن جماعة الإخوان المسلمين أيضا».
وفاضلت الجبهة بين مرسى وأبوالفتوح وذكرت مزايا ومساوئ كل منهما فعلقت على أبوالفتوح قائلة: «إن أبوالفتوح هو شخصية لها حضور ورجل دولة وله قدر من القبول الشعبى وغير منحاز الآن إلى جماعة، كما أنه منفتح على بقية التيارات السياسية، ومنها الليبرالية اقتناعا لا مواءمة، ورغم أن هذا خلاف ما نعتقده وندين لله به، فإن هذه النقطة تعنى إمكانية نجاحه وسقوط رموز النظام المترشحين للمنصب».
وحول مرسى قالت الجبهة السلفية «مرسى رجل ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين وهو أقل حضورا، من وجهة نظرنا على الأقل، من الدكتور أبوالفتوح ولكنه ينتمى لجماعة كبيرة متشعبة ولها قدرة كبيرة على الحشد ولها أفراد فى جميع مؤسسات الدولة وقبول عال للموازنات والمواءمات، وهذا يعطيه قبولا خارجيا وبعض القبول الداخلى من المؤسسات الحساسة، ولكنه يبقى خيارا فئويا محدودا بإطار الجماعة مما يعنى تحيز بقية الفئات السياسية ضده وعدم دعمه مما نخشى معه أن تقل فرصة فوزه وتنقسم الأصوات الإسلامية، والقريبة منها، بينه وبين الدكتور أبوالفتوح مما قد يوفر فرصة الفوز لأحد فلول النظام المرشحين».