قال جهاد حرب، مدير مركز «ثبات» للبحوث، إن المشهد الحالي يقوم على طرفين متناقضين في الأولويات؛ إذ ترى إسرائيل أن نزع السلاح هو الهدف الأساسي، في حين تعتبر حركة «حماس» أن الأولوية تتمثل في الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وبدء عملية إعادة الإعمار، وهو تناقض مرشح للاستمرار خلال المرحلة المقبلة. وأوضح حرب، خلال مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، في برنامج «منتصف النهار»، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، أن الوسطاء الأربعة الذين اجتمعوا مؤخرًا في ميامي يناقشون سبل تفكيك الأزمات أو التوصل إلى حلول قابلة للاستمرار، وربما حلول وسط فيما يتعلق بملف السلاح، مشيرًا إلى أن هذا الملف يواجه تعقيدات بالغة، لا سيما مع مرور نحو شهرين على المرحلة الأولى من الاتفاق، وظهور مقترحات متعددة تتعلق بنزع السلاح أو تجميده أو تخزينه. وأضاف أن إسرائيل تركز بشكل أساسي على نزع السلاح من قطاع غزة، في حين ترى الدول الوسيطة إمكانية التعامل مع هذا الملف بشكل تدريجي وعملي، بحيث يشمل تسليم أو تدمير الأسلحة الثقيلة، خاصة ما تبقى من الصواريخ القادرة على الوصول إلى مناطق داخل إسرائيل، إلى جانب وقف وتفكيك مصانع وورش تصنيع الأسلحة والمتفجرات. واعتبر أن هذه الخطوات قد تكون ممكنة خلال المرحلة الثانية من الاتفاق. وشدد حرب على أن نزع السلاح بشكل كامل يظل أمرًا بالغ الصعوبة في ظل غياب ضمانات دولية حقيقية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي أو منع تكرار الاجتياحات العسكرية لقطاع غزة. كما أشار إلى أن إسرائيل تبدي تخوفًا من دخول قوة دولية للاستقرار، لما قد تمثله من قيد فعلي على تنفيذ عمليات عسكرية برية أو اجتياحات جديدة داخل القطاع.