اهتمت وكالة "بلومبرج" الأمريكية بمشروع قناة السويس الجديدة المقرر افتتاحه غداً الخميس. وأشارت الوكالة إلي أن بناء قناة السويس القديمة استغرق حوالي 10 سنوات، ومات الآلاف من العمال عند حفرها، لافتة إلي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض اقتراح المخططين بأن مدة بناء القناة الجديدة تكون ثلاث سنوات، وأمر بإنجاز المشروع في سنة واحدة. ولفتت الوكالة إلي أنه بعد مرور عاماً، سيحتفل السيسي غداً بأكبر توسعة للقناة منذ عام 1869 بحضور كبار الشخصيات بدءاً من الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى نائب زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون. وزعمت الوكالة عدم وضوح الفوائد الاقتصادية للمشروع والتي تصفها اللوحات الإعلانية في القاهرة وساحة تايمز سكوير في نيويورك ب"هدية مصر للعالم"، التي ترفع قدرة قناة السويس، وتُقصِّر مسافة إبحار على السفن طولها 193 كيلومتر تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط. وادعت الوكالة أن الحكومة المصرية لم تصدر دراسات جدوى حول كيفية كسب عائدات من القناة الجديدة التي تكلفت استثماراتها 8.2 مليار دولار، مشيرةً إلي ماقاله مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس :" إن التوسيع يلبي الطلب في المستقبل، مع توقع مضاعفة حركة المرور إلى 97 سفينة يوميا بحلول العام 2023". ونقلت الوكالة ما قاله رالف يشيشينسكي، رئيس قسم الأبحاث بمؤسسة "بانشيرو كوستا بروكريج": "من وجهة نظر صناعة النقل البحري، كانت مبادرة توسيع قناة السويس غريبة بعض الشيء، فلم تكن هناك حاجة ملحة لهذا المشروع على حد علمي". وذكرت الوكالة أن قناة السويس لم تعمل بكامل طاقتها حتى الآن منذ أن تسببت الأزمة المالية العالمية في هبوط معدل الشحن في عام 2009، وعلى الرغم من ازدياد معدلات الحمولة، فإن السفن التي تستخدم القناة تمثل 20% فقط من سعتها. وأكدت الوكالة أن هذه الإحصائيات تدل على انخفاض معدل نمو التجارة العالمي، الذي يتوقع صندوق النقد الدولي بلوغه نسبة 3.4% في الفترة ما بين 2007 و2016، مقارنة بنسبة 7% خلال العقد الماضي. وقد تراجع مؤشر البلطيق للشحن الجاف - الذي يقيس معدلات شحن خام الحديد والفحم والحبوب، ويعد مؤشرا للاقتصاد العالمي – إلى أدنى مستوى قياسي بمعدل 509 نقطة في فبراير الماضي، ولا يزال منخفضا بحوالي 90% عن أعلى مستوى قياسي وصل المؤشر له بمعدل 11793 نقطة في عام 2008.