ذكرت وكالة «اسوشيتدبرس» الامريكية ان العمل في قناة السويس الجديدة يجري علي قدم وساق علي مدار الساعة لتوسيع الممر المائي الاستراتيجي بسرعة لزيادة المرور الملاحي في الاتجاهين، في المشروع الذي ينظر إليه علي انه مجد قومي ويعول عليه الرئيس السيسي لاحياء الاقتصاد المتضرر. وقالت الوكالة في تقرير مطول أمس ان هدف الحكومة من المشروع هو مضاعفة عائدات القناة السنوية الي نحو 13 مليار دولار في أقل من عقد من الزمان، وهو ما يبدو هدفا طموحا للغاية. واضاف ان توسيع القناة يعني ان المزيد من السفن لن تكون مضطرة للانتظار ولكن الزيادة الكبيرة تعتمد علي أمر غير وارد حدوثه قريبا وفقا لمحللين ومختصين في حركة الشحن، قالوا ان القفزة الكبيرة في الطلب الاوروبي تتطلب المزيد من الشحن من آسيا. ونقلت الوكالة عن «شو تسيبن» العضو المنتدب للفرع المصري من شركة «كوسكو» الصينية، وهي واحدة من أكبر شركات شحن الحاويات في العالم قوله : «احياء الاقتصاد المصري يتوقف علي حجم التجارة بين الشرق والغرب وليس علي القدرة الاستيعابية للقناة، وارتفاع نسبة التجارة إذا ازدهر الاقتصاد الاوروبي وبالتالي سيزيد حجم الشحنات التجارية ومرورها من خلال القناة». واضافت الوكالة ان اهمية توسيع الممر الملاحي علي المدي البعيد سيجعل القناة في وضع افضل وتحافظ علي شهرتها في المستقبل، وعلي المدي القصير فإن المشروع علي مايبدو سيكون مصدرا للهيبة وتعزيز الفخر الوطني بعد 4 سنوات من الاضطرابات، وايضا سيعزز صورة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يعد منفذا للأمة. وقالت «اسوشيتدبرس» ان الحكومة جمعت تمويلا من المصرين معظمه من الافراد عبر طرح سندات ذات ربع سنوي وتمكنت من جمع اكثر من 8 مليارات دولار في اسبوع واحد. واشارت الوكالة الي ان قناة السويس بالنسبة للمصرين هي مصدر فخر قومي منذ افتتاحها في عام 1869 لربطها بين البحر الابيض المتوسط والبحر الأحمر، والسماح بوجود حركة ملاحية بحرية بين اوروبا وآسيا عبر طريق مختصر بديلا عن الالتفاف حول افريقيا، واستعرضت «اسوشيتدبرس» تاريخ قناة السويس وقرار التأميم الذي اصدره الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1956 وهي اللحظة التي اعتبرها المصريون نصرا كبيرا في وجه الاستعمار. واضافت ان القناة تعد من أكبر مصادر العملة الاجنبية لمصر، وادخلت للبلاد في عام 2014 نحو 5.5 مليارات دولار، ومع المشروع الجديد سيتضاعف مرور السفن، وبحلول عام 2023 سيصل الدخل الي 13٫2 مليار دولار، ومن المتوقع ان تساعد التوسعة الجديدة في مرور 97 سفينة يوميا، ولكن مشروع قناة السويس يتطلب قفزة في النمو الاقتصادي العالمي لتشغيل القناة وتحقيق الهدف المرجو منها.