د. ياسر الهضيبي أستاذ ورئيس قسم القانون الدستورى بكلية الحقوق جامعة القاهرة حفيد مرشد جماعة الإخوان المسلمين الراحل مأمون الهضيبى مساعد رئيس حزب الوفد، من مواليد قرية كفر الصوالحية بشبين القناطر ومرشح حزب الوفد عن دائرة مركز شبين القناطر. وفى حواره مع «الوفد» أكد أهمية دور الشباب الذى يتحتم على مؤسسات الدولة والتيارات السياسية الوقوف والارتقاء بهم فهم طاقات كاملة يجب استغلالها مؤكداً أن الدورة البرلمانية القادمة سيكون دور الشباب مؤثراً على العملية الانتخابية، لافتاً إلى أنه لابد من البحث باستفاضة عن هموم الشباب والعمل على فرض حلول جذرية لها ولن تكون هناك نهضة حقيقية بمصر فى شتى النواحى والعلوم دون سواعد أبنائها. يثار العديد من الأقاويل حول حكم الدستورية العليا بتأجيل الانتخابات البرلمانية بخبرتكم القانونية.. ما رأيك؟ - نحترم الحكم الصادر فى هذا الشأن وكان لابد من تأجيلها وأتوقع تأجيلها مرة أخرى وأحمل فى ذلك رئيس الوزراء إبراهيم محلب المسئولية فى عدم دستورية قوانين الانتخابات والحكومة هى من تقوم بإعاقة تشكيل البرلمان خوفاً من الإطاحة بها لأن البرلمان القادم لن يقوم بترشيحها مرة أخرى، ولا يجب أن تتحكم السلطة التنفيذية فى السلطة التشريعية وهذا ما يحدث فى مصر حالياً. وينبغى على القيادة السياسية حسم الموقف وإقرار الاستحقاق الثالث والأخير من مكتسبات ثورة 30 يونية ولكى نجنى ثمار المؤتمر الاقتصادى، فأغلب الاتفاقيات التى أبرمت فى مؤتمر شرم الشيخ لن يتم إقرارها إلا فى وجود مجلس نواب منتخب. وعدم وجود برلمان منتخب يستنزف من شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسي وتؤدى إلى إبداء الرغبة فى القيادة بدون برلمان. ما الحلول المقترحة من وجهة نظرك لتفادى تلك الأزمة مجدداً؟ - هناك ضرورة لتحصين قانون الانتخابات، وتعديل المادة «25» من قانون المحكمة الدستورية وتحصينها لمنع الطعن عليها مرة أخرى على القانون وإتمام الاستحقاق الثالث والأخير من مكتسبات 30 يونية. ولابد أن يكون هناك رقابة سابقة للمحكمة الدستورية على قانون الانتخابات فهى ضرورة لعدم الطعن على مجلس النواب ولتفادى العوار الدستورى الذى أسقط وأفقد شرعية العديد من المجالس النيابية فيجب ألا تغيب الحصانة مرة أخرى. هناك مخاوف من محاولة أعضاء تنظيم «الإرهابية» التسلل إلى البرلمان القادم من خلال طرح وجوه جديدة.. فما رأيك؟ - لا أخشى الإخوان المسلمين وتواجدهم قد انتهى سياسياً وقد أثبتت تلك الجماعات أنها لا تستطيع العمل من خلال قنوات شرعية فهم لا يعملون إلا تحت الأرض مثل «الديدان» إذا ما خرجت واستنشقت نسيم الحرية ماتت وأهدروا فرصة ثمينة سعوا من أجلها قرابة قرن بأكمله، وغباؤهم السياسى هو ما قضى عليهم، والشعب هو الحكم وهو صاحب السيادة وهو من سيختار وسيتحمل نتيجة خياره فى النهاية. هل تتوقع قيام فلول الإخوان المسلمين بتنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية لتأجيل الانتخابات البرلمانية مرة أخرى؟ - العمليات الإرهابية والتفجيرات مستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار داخل البلاد ولن ترضى الجماعة عن حكم أي فصيل سياسي سواء كان انتماؤه للمؤسسة العسكرية أو انتماء حزب ولو حكمت مصر على سبيل المثال «إسرائيل» ستكون راضية، فهم يسعون لمصالح شخصية وليس للصالح العام، ومع اقتراب بدء العملية الانتخابية من الصعب حدوث مثل هذه الأعمال الإرهابية لتأهب الأمن ورفع حالة الاستعداد. إذاً فما الحل الأمثل من وجهة نظركم للتصدى لمثل هذه الأعمال الإرهابية؟ - تنظيم جماعة الإخوان قائم منذ قرابة 90 عاماً واجهته جميع الأنظمة الحاكمة بالعنف والسجن والاعتقال ولم تنجح القوة فى القضاء على تنظيم أو فكر الجماعة بمصر إلى الآن، لذا ينبغى علينا اللجوء إلى الحل الأمثل والأكثر فاعلية وهو تفعيل لغة حوار فكرى والقيام بعمل مراجعة فكرية مع الجماعات الإسلامية فمثل هذه القضايا المهمة الحل الأمنى وحده غير كاف ويجب على الدولة تفهم ذلك جيداً. كيف ترى إمكانيات استثمار وجهود الشباب وطاقاتهم؟ - الآن جاء دور الشباب المجلس القادم مختلف تماماً عما سبق من مجالس نيابية سائغة والغالبية العظمى من المثقفين لن يقبلوا بعد اليوم أن يمثلهم نائب جاهل أو فاسد أو سبق اتهامه فى قضايا مخلة بالشرف والشباب لن يقبل بعودة «مجلس موافقون» مرة أخرى شباب اليوم مختلف تماماً عن شباب الأمس الذى كان يقف عاجزاً امام ما يحدث من افتراءات، وقد منّ الله على مصر بقيادة سياسية رشيدة تسعى لخلق فرص قيادية وأشارك الشباب فى الحياة المجتمعية والسياسية والخروج من نفق التهميش. وما برنامجك الانتخابى الذى تنتوى طرحه على أهالى الدائرة؟ - ملتزم برؤية حزب الوفد والذى يتضمن العديد من التشريعات التى سأقوم بطرحها داخل أروقة البرلمان القادم، فضلاً عن الدور الخدمى المنوط به تجاه أهالى دائرة شبين القناطر فهم من عشت معهم آلامهم وفرحهم وهم من أعطونى صوتهم ووثقوا بى ولن أتخلى عن مشاكلهم داخل البرلمان أو خارجه وتطوير البنية التحتية لها. ما رؤيتك ورؤية حزب الوفد لمواجهة مشكلات الصحة والتعليم؟ - متى اجتمع الفقر والجهل والمرض فى دولة كفر الشعب بالدولة ومات فى النفوس كل شعور وطنى فحق الانسان مقدم على حق الدولة، العلاج والدواء هم أبسط حقوق المواطن المصرى وكذلك التعليم نحن نعانى من نقص فى الخدمات الصحية والتعليمية داخل دائرة شبين القناطر إلى جانب غياب الأمن وعدم الاستقرار الأمني داخل الدائرة الذى أدى لنمو عصابات السطو المسلح وسرقة السيارات فى وضح النهار على مرأى ومسمع من الجميع. والأجندة الانتخابية الخاصة بالبرنامج الانتخابى على رأس أولوياتى الحقوق المشروعة للمواطن محدود الدخل وأهمها الصحة والتعليم فهى أبسط الحقوق. ذكرت أن لديك رؤية تشريعية لك ولحزب الوفد.. فما هى؟ - العديد من القوانين انتوى طرحها داخل أروقة البرلمان القادم حال فوزى، أهمها هو سن قانون تشريع العدالة الانتقالية وإعادة محاكمة المسئولين والمتورطين فى قضايا ثورتى 25 يناير و30 يونية حتى لا نهدر حق الشهداء من زهرة شباب مصر الذين دفعوا الغالى والنفيس من أجل أن نستشق الحرية التى نعيش أجواءها حالياً وهذا حق أصيل لضحايا الثورة البيضاء. ما الوعود التى قطعتها على نفسك أمام أهل دائرتك لكي يعطوك أصواتهم؟ - هى ليست وعوداً بقدر ما تكون جزءاً لا يتجزأ من المهام التى يتحتم عليّ تنفيذها وهى باختصار إعادة بناء البنية التحتية لدائرة مركز شبين القناطر والقرى المحرومة من الخدمات فهى على رأس أولويات برنامجى الانتخابى. وماذا عن الفلاح البسيط وما تنتوى تقديمه له؟ - لست راضياً عن أوضاع الفلاح المصرى بوجه عام وليس فى دائرة شبين القناطر فقط الفلاح الفئة الوحيدة التى لم تقم بوقفات احتجاجية أو إضرابات أو أى مطالب فئوية وعلى الرغم من هذا لم تقم الدولة بدعمه أو الوقوف بجواره اللهم سوى تدعيم الرئيس عبدالفتاح السيسي بإعفاء المتعثرين من قروض بنك الائتمان الزراعى، لدى مشروع خاص أنتوى طرحه وتقديمه فى البرلمان القادم يهدف لتقنين أوضاع الفلاح المصرى بوجه عام وليس فى دائرة شبين القناطر فقط، فيجب أن تراعى الدولة الاوضاع المتردية الصعبة التى يعيشها والنهوض بالزراعة مرة أخرى فهى عصب الدولة المصرية وهى المحرك الرئيسي لعجلة الإنتاج. ختاماً.. اليوم هى الذكرى الأولى لمضى حكم عام على تقلد الرئيس عبدالفتاح السيسي لحكم البلاد.. فما رأيك؟ - مصر أصبح لديها رئيس جديد بطموحات عالية وروح وطنية صافية وإيقاع عمل سريع استطاع أن يحقق عودة الثقة مع الأشقاء العرب وتنفيذ مشروع قناة السويس وعودة مصر لريادة أفريقيا مرة أخرى.