قال اللواء وضاح محمد الحمزاوي، مدير المخابرات العامة السابق أن عدم دستورية قانون الانتخابات منح جماعة الاخوان الارهابية الأمل في تأجيل الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق وبالتالي الاستمرار في جرائمهم وتفجيراتهم، وأوضح حمزاوي الذي انضم إلى حزب الوفد مؤخراً ليخوض الانتخابات القادمة مرشحاً مستقلاً عن الوفد أنه لم ينضم الى الوفد من فراغ مشيراً الى أنه يعتبر جميع قيادات الوفد قدوته، مطالباً الجميع وخاصة حكومة الوفد الموازية النزول الى الشارع والاهمام بالبسطاء والفقراء حتى لا يعطوا للإخوان وأنصارهم فرصة العبور الى مجلس النواب عبر أصوات هؤلاء المعدمين. وأكد الحمزاوي في حوار أجرته معه «الوفد» أن هدفه تعويض أهل دائرته البدرشين عما عانوه من إهمال طيلة السنوات الماضية، لافتاً الى أنه سيركز على مشروعات الصرف الصحي والمياه والتعليم والصحة للتخفيف من معاناة المواطنين.. وإلى الحوار: نص الحوار: بداية حدثنا عن نفسك؟ - اسمى وضاح محمد فرج الحمزاوى وشهرتى وضاح الحمزاوى، كنت ضابط قوات مسلحة تخرجت عام 1970، واشتركت فى حرب 1973 ثم نقلت إلى المخابرات العامة وظللت بها حوالى 35 سنة ووصلت إلى درجة مدير المخابرات العامة، وبعد سن الستين عينت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير محافظا لسوهاج حتى حلول حكم الإخوان واستبعادى من منصبى. هناك خبرات تراها فى نفسك لكى تؤهلك لأن تكون عضواً فى البرلمان القادم؟ - الفترة الكبيرة التى قضيتها فى القوات المسلحة، ثم المخابرات العامة وكذلك الاتصال الجماهيرى اثناء منصبى كمحافظ لسوهاج جعلتنى أكتسب الكثير من الخبرات واندماجى مع المواطنين ومشاكلهم والاحساس بمعاناتهم وحل الكثير منها، كل ذلك جعل لدى رصيد كافى من الانجازات التى تؤهلنى كي أكون نائباً للبرلمان فضلا على أن خوضى فى الماراثون الانتخابى جاء من دفع وضغط الأهالى على، فهم يرون أننى أفضل من يمثلهم فى البرلمان الذين يعقدون عليه آمالهم وطموحاتهم كوسيلة لانقاذهم من الحالة المتردية وحياتهم البائسة. ولماذا انضمامك إلى حزب الوفد؟ - حزب الوفد أفضل وأعرق حزب فى مصر، وهو رائد الحركة الوطنية المصرية منذ أيام الاحتلال الانجليزى، لذلك عندما انتويت أن أنضم إلى حزب سياسى، لم أجد أفضل من حزب الوفد، وخاصة بعد انهيار الحزب الوطنى فهو الحزب الأقوى حاليا، بالاضافة الى خلفيته التاريخية العريقة ومبادئه ورصيده من انجازات التى لا ينكرها أحد. هل انتهيتم من وضع البرنامج الانتخابى الذى تنتوى طرحه على أهالى الدائرة؟ - البرنامج الانتخابى أصبح نغمة يرددها الكثيرون، متسائلاً: «كيف أقر برنامجاً انتخابياً دون توافر امكانيات تنفيذه؟، هل توجد امكانيات فى الوقت الحالى لبناء المستشفيات مثلا وغيرها من المشروعات؟ أفضل أن أقول لدى طموحات ووعود الى أهل دائرتى أتخذها على نفسى وسأبذل اقصى ما لدى لتحقيقها. وماذا عن هذه الوعود التى اتخذتها على نفسك، وستجعل أهل دائرتك يعطونك أصواتهم خاصة أن مشاكل البدرشين عديدة؟ - سأطالب داخل البرلمان القادم باستكمال مشروعات الصرف الصحى، فهى مشاكل لم تتواجد فى البدرشين فقط ولكنها تنتشر فى الريف بأكمله، والمياه الصالحة للشرب، فالعديد من المناطق حتى وقتنا الحالى لا توجد بها مياه صالحة للشرب، فهى مشروعات أهدرت فيها الكثير من الأموال فى عمليات الحفر دون جدوى. وسأواجه الفوضى التى صنعها «التوك توك»، وظاهرة التعدي على الترع، والشوارع الممتلئة بأكوام القمامة. وسأبذل قصارى جهدي لمكافحة مشكلة تدنى مستوى التعليم فى المدارس فالطلاب الآن فى جميع المدارس الحكومية والخاصة يعانون من الكثافة الطلابية داخل الفصول، فلذلك سأطالب ببناء الكثير من المدارس لتخفيف العبء فى الفصول، وكذلك التوسع في المستشفيات المركزية، وحلمي الأكبر هو اختراق الظهير الصحراوى وبناء مدينتي سقارة والبدرشين الجديدة، وهدفي أيضاً تعويض أهل دائرتي عما افتقدوه من خدمات خلال السنوات الماضية. باعتبارك عضواً بحزب الوفد، هل هناك من الرموز والثوابت الوفدية التى تنتوى السير على نفس خطاها ونهجها السياسى؟ - الوفد له ثوابت قائم عليها ويدافع عنها وكلها فى خدمة مصر ويضم قيادات مشهوداً لها بالوطنية، وعظماء لا ننكر دورهم فى العمل السياسى، فجميعهم قدوة يجب أن يحتذى بهم. ما رأيك فى سقف الدعاية التى حددتها اللجنة العليا للانتخابات؟ - المبلغ المحدد من قبل اللجنة العليا للانتخابات مبالغ فيه بشكل كبير، وإذا كان سقف النفقات الانتخابية التى أقرتها اللجنة جاء بهذا الشكل لتقييد رجال الأعمال من دخول الماراثون الانتخابى فإننى أؤكد انهم لم يستطيعوا السيطرة على هذه النقطة. ما أول طلب إحاطة سوف تقوم بتقديمه بمجلس النواب القادم؟ - لا داعى لاستباق الأحداث، فقد تكون مجريات الأمور حين فوزى بالماراثون الانتخابى على ما يرام، ولكن إذا وجد ما هو مقصر أو يتخد من مكانه صورة رمزية، لا أتردد أن أقوم بطلب إحاطة عنه فنائب البرلمان يقف على مجريات الأمور وتوصيل أصوات أهالى دائرته إلىالدولة. وما رأيك في اداء الحكومة؟ - نريد حكومة قوية تسرع بالمشاريع وتلبي احتياجات الجماهير، فالحكومة الحالية تقوم بتفعيل المشاريع القديمة التي لم تنفذ لعدم الاستقرار ويذكر للمهندس ابراهيم محلب أنه ينفذ القرارات ويزيل العراقيل التي كانت تعطل تنفيذها. فى السياق ذاته ما الأسباب الحقيقية للاقالة من منصبك كمحافظ لسوهاج؟ - لا توجد أسباب غير أنها كانت وسيلة من مرسى لأخونة الدولة، فكل التوقعات كانت فى صالحى، واستمرارى فى منصبى كمحافظ لسوهاج، فكل التقارير أثبتت أن فترتي كمحافظ لسوهاج بأنى أفضل محافظ وفى الوقت نفسه هيئة الاستثمار أعلنت أن محافظة سوهاج من أكثر المحافظات الجاذبة للاستثمار، بحوالى 86 مشروع استثمار، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل لإصرار مرسي على أخونة الدولة وكان الشعب المصرى واعياً وقادراً على التغيير واختار لنفسه مسارا للديمقراطية بعد ثورة 30 يونيه، وكان نجاح مؤتمر مصر المستقبل القشة التى قصمت الاخوان. ما رأيك فى المؤتمر الاقتصادى وهل حقق جميع أهدافه؟ - كان المؤتمر الاقتصادى اكثر من رائع وحقق كل أهدافه بدقة بالغة، فنجاحه فاق كل التوقعات، بالاضافة إلى أنه استطاع أن يحول «رابعة من رمز الصمود» إلي «رابعة رمز البنكنوت»، اشارة إلى قيمة المبالغ التي تبرعت بها كل من المملكة العربية السعودية والامارات والكويت وهى (4 مليارات دولار أمريكي) لكل منها على حدة لدعم الاقتصاد المصرى القومى، فكان آخر مسمار فى نعش جماعة الإخوان الإرهابية. فى حال فوزك بالماراثون الانتخابى، ما هى أهم الملفات والقوانين التى تنوى التركيز عليها وستساهم فى تشريعها تحت قبة البرلمان المصرى القادم؟ - فى مقدمة تلك الملفات «الصحة والتعليم والطرق» بالاضافة إلى العديد من الخدمات التي لها الأسبقية الأولى من البرلمان بداية من مناقشة القوانين التى صدرت فى ظل غياب المجلس والتى أصدرها الرؤساء السابقون طيلة السنوات الأربع الماضية بدءاً من المجلس العسكرى مروراً ب «مرسى» و«عدلى منصور» ثم الرئيس «السيسى»، ثم مناقشة القوانين الخاصة بتفعيل مواد الدستور، وكذلك من طموحاتى التشريع وإصدار القوانين التى تقضى على الفساد ثم القوانين الخاصة بتشجيع وجذب الاستثمار. هل يستطيع البرلمان القادم أن يناقش القوانين الكثيرة التى تم تشريعها خلال 15 يوماً فقط؟ - إذا لم يناقشها ستلغى كافة القوانين، وسيكون هناك آثار على الناتج العام، مجلس النواب مجبر على أن ينظر الى كافة القوانين التى صدرت فى الفترة الأخيرة حتى القوانين التى أقرها الرئيس السيسى، لافتا إلى أن من حق البرلمان المقبل إقرارها كما هى أو تعديلها أو إلغاءها. نائب البرلمان له دور تشريعى ورقابى ما الذى ستقوم بطرحه فى كلا المجالين وأبرز ما يقلقك من القضايا؟ - الدوران الرقابى والتشريعى كلاهما مكمل للآخر أولاً الرقابى لمكافحة الفساد والفوضى وكذلك متابعة أداء الحكومة اذا كانت تعمل أم مجرد حكومة رمزية وهناك العديد من الصور لتطبيق مثل هذا الدور الرقابى، وعن الدور التشريعى فمثل ما تحدثت انه مكمل بالاضافة إلى تشريع القوانين التى أشرت إليها من قبل، فنواب البرلمان هم من يشرعون أيضاً. من وجهة نظرك ما رأيك فى تأجيل الانتخابات البرلمانية، ولماذا كل برلمان يمر علينا يصاب بعوار دستورى، وما الحلول لتفادى تلك الأزمة مجددا؟ - تأجيل الانتخابات البرلمانية جاءت من أخطاء السلطة التنفيذية فى شكل الدعوة أو الأمور الإدارية الأخرى، ومن المفترض كل هذه الخطوات يتم تحصينها عن طريق الرقابة السابقة للمحكمة الدستورية العليا، وليس الرقابة بعد الدعوة للانتخابات. وفى هذا الإطار لدي تحفظ على كل من قوانين الانتخابات وتقسيم الدوائر والتى أصدرها الرئيس الأسبق عدلى منصور، وكان وقت ذلك رئيسا للمحكمة الدستورية، متسائلا: «كيف يقوم بالتصديق على هذه القوانين التى يشوبها العوار، ومن المعروف أن الذين أعدوا هذه القوانين أساتذة فى القانون الدستورى، لماذا وضعوا قانوناً به عوار، هل تعمدوا هذا العوار فى هذه القوانين من أجل الطعن لاحقا على دستورية القوانين؟ وكيف أيضا مرت هذه التعديلات على عدلى منصور، جميعها أسئلة يطرحها حتى المواطنون فى الشارع، لافتا إلى أن الذين قاموا بالطعن على دستورية القوانين أكثر كفاءة من الذين أعدوها وإذا كانوا هكذا، لماذا لم يستعن بهم فى وضع القوانين، كل ذلك يثير القلق، بالاضافة الى أن هذا العوار الدستورى نفذ رغبة جماعة الاخوان الارهابية فى تأجيل الانتخابات، وبالتالي اعاقة التجربة الديمقراطية. هل من الممكن أن يتم الطعن على القوانين الانتخابية مرة أخرى وتتأجل الانتخابات مره ثانية؟ - بكل تأكيد، فهناك الكثير من المرشحين الذين أقروا بعدم دستورية القوانين ويؤكدون عدم وجود عدالة فى توزيع الدوائر، وبالتالى سيكون تأجيل الانتخابات هو الفيصل، ولذلك أناشد رئيس الجمهورية بإصدار قرار جمهورى بالرقابة السابقة واللاحقة من المحكمة الدستورية على القوانين الخاصة بانتخابات رئيس الجمهورية والبرلمان حتى لا يصاب البرلمان بالعوار مرة أخرى. هناك مخاوف من محاولة أعضاء تنظيم الاخوان التسلل للبرلمان من خلال طرح وجوه جديدة فما رأيك؟ - بدون شك، جماعة الاخوان تحاول أن تمنع الانتخابات البرلمانية لتعطيل خارطة المستقبل، فالاخوان مثل الصدأ الذى يأكل الحديد، تحاول دس عناصر منها للدخول الى البرلمان بكافة الطرق سواء مستقلين أو قوائم حتى تضمن لها دخول المجلس وتحاول من جديد عرقلة الأمور السياسية فى مصر، ولكن أراهن على وعى المواطن المصرى عند اختياره للمرشح الذى يوجد فيه خير ما يمثله لأنه تعلم الدرس جيدا، مشددا على أن توضع ضوابط قانونية لمنع تسللهم للبرلمان القادم، والقضاء على من تسول له نفسه العبث بالأمن القومى المصرى. كيف ترى قرار خوض مزدوجى الجنسية فى الانتخابات القادمة؟ - السماح لمزدوجى الجنسية بخوض الانتخابات أقل ما يقال عنه «تهريج»، فهو يمكن كل من يحمل جنسية اخرى اسرائيلياً كان أو قطرياً أو داعشياً أو حمساوياً خوض الانتخابات والاطلاع على زمام الأمور الخاصة بالأمن القومى فلم نعلم النوايا الخبيثة لهؤلاء، مزدوج الجنسية مشكوك فى ولائه ووطنيته لبلده، ولذلك فاني أطالب الحكومة إسقاط الجنسية عن هؤلاء، مثل هولندا على سبيل المثال فهى تسقط الجنسية على أى مواطن يتخذ جنسية دولة أخرى، ويجب تطبيق هذا القرار فى مصر فنحن على أعتاب مصر جديدة. هل تتوقع مشاركة كبيرة من الناخبين فى الانتخابات؟ - لن تكون بالكبيرة، ولكنها لا تتعدى نسبة ال 50%، لأن هناك الكثير من المرشحين الذين سيدفعون بالمواطنين إلى صناديق الانتخاب، فضلا عن أن عمليات الانتخابات العديدة أصابت الناس بشىء من الملل، والوعود التى لم تتحقق ولذلك كما تحدثت انى لم أملك برنامجا انتخابياً ولكن أحمل طموحات أسعى إلى تحقيقها. كيف ترى مستقبل مصر بعد انتخاب البرلمان القادم؟ وهل سيحقق لمصر عافيتها وقوتها أمنياً وسياسياً ودوليا؟ - بالتأكيد، ولو لم أكن مؤمناً بذلك ما تقدمت للانتخابات، يجب أن أضيف لأى مكان أعمل به، وبالتالى ينعكس الجهد فى قوانين وبيئة تشريعية مناسبة للخطوات التى نريد للوطن أن يخطوها بعيداً عن فترة عدم الاستقرار التى نمر بها منذ مدة طويلة نسبياً، بإرادة المصريين سنستطيع تخطى العواقب الحالية ونواب المجلس القادم يمثلون علامة فارقة فى تاريخ مصر، مشددا على أهمية وجود معارضة ايجابية وليست هدامة لتحقيق الأمن والاستقرار وفى شتى النواحى المختلفة. الرسالة التى توجهها للناخبين المصريين بوجه عام ولأهل دائرتك بوجه خاص؟ - أقول للناخب «صوتك أمانة واعرف جيداً من تعطيه صوتك، اطلع على كل ماضيه وتطلعاته لحل المشكلات الحالية، وابتعدوا عن الشعارات الرنانة والوعود الجذابة، كن حريصاً على المشاركة وبناء وطنك من جديد، لأن المجلس القادم سيستمر خمس سنوات ولا يملك أحد حله إلا رئيس الجمهورية. ما الرسالة التى تحب أن توجهها إلى حزب الوفد؟ - حزب الوفد عليه التواجد فى الشارع أكثر مما هو عليه فى الوقت الراهن، فالمواطنون يتطلعون الى الوفد لقيادة شئون البلاد مستقبلاً، وأطالب الوفد وحكومته الموازية بالاهتمام بالبسطاء والفقراء لأنهم القوة الضاربة فى المجتمع المصرى.