«السجيني» يلتزم الصمت .. و«نجيدة» يتغيب والمحصلة تدفق أكبر في الواردات الصينية..أمريكا تفرض رسوم إغراق علي الصيني بنسبة 110٫25٪ بأثر رجعي مدته ثلاثة أشهر عقد منير فخري عبدالنور، وزير الصناعة والتجارة الأسبوع الجاري لقاء مهما مع كبار صناع الحديد في مصر بعد المذكرة التي قدمها الصناع الي رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب يطالبونه فيها بسرعة التدخل لحماية الصناعة من غول الإغراق الداهم، المذكرة التي تم إرسالها في 28/8/2014، وحملت توقيع جمال الجارحي رئيس غرفة الصناعات المعدنية، وحصلت «الوفد» علي نسخة منها كانت عنيفة للغاية وكأنها تشبه إحدي مرثيات الأدب العربي. 70 مليار جنيه استثمارات جاء في مذكرة «الجارحي»، أن صناعة الصلب المصرية وصلت الي حالة يرثي لها مما يستوجب التدخل الفوري والحاسم لإنقاذ صناعة استراتيجية تقوم عليها مئات الصناعات المكملة والمغذية والمستخدمة، وصلت الاستثمارات في صناعة مصانع الصلب الي أكثر من 70 مليار جنيه ويعمل بها نحو 50 ألف عامل ومهندس، فندت المذكرة كافة المشاكل والحلول المقترحة للصناعة ومنها علي سبيل الذكر لا الحصر، تفعيل قانون الصناعة رقم 21 لسنة 58 لسرعة الحصول علي التراخيص وعدم فرض مقابل مادي لها أو عرض التراخيص للبيع في المزاد، إلغاء شرط بناء المحطات الكهربائية من رخص الحديد، وقف العمل بشرط استهلاك كامل الكمية أو دفع كامل القيمة في عقود الغاز وإعادة النظر في تسعير الغاز المستخدم كمادة أولية في اختزال خام الحديد، وشددت المذكرة علي أن الصناعة غير قادرة علي المنافسة مع المنتجات الواردة من الخارج مع عدم وجود أي رسوم حمائية أو جمركية. كما شددت المذكرة علي أن إنتاج المصانع وصل لأكثر من 10 ملايين طن من حديد التسليح سنويا، فيما لا يزيد الاستهلاك المحلي علي 7٫5 مليون طن سنويا مما يجعل الصناعة قادرة تماما علي كفاية السوق المحلي حتي التصدير، وكشفت المذكرة التي تلقاها رئيس الوزراء ويقوم بدراستها في الوقت الراهن أن هناك بلدانا تقوم بإغراق مصر بمنتجاتها من حديد التسليح والبيليت، مستغلة في ذلك الدعم الكبير المباشر وغير المباشر الذي تمنحه حكوماتها وطالب الصناع في المذكرة رئيس الوزراء بفرض رسوم حمائية علي جميع واردات الصلب لفترة ثلاث سنوات علي الأقل. الوزير يطلب بيانات لقاء الوزير مع صناع الحديد حضره كبار المصنعين في مصر أمثال جمال الجارحي ورفيق ضو، وونيس عياد وسامي بشاي وآخرين وتغيب عن الاجتماع رئيس شركة الحديد والصلب المصرية محمد سعد نجيدة ربما لمعرفته المسبقة بالنتيجة التي سيسفر عنها الاجتماع مع الوزير وهي أن الوضع سيبقي علي ما هو عليه. تكلم صناع الحديد في حضور الوزير وكان رأيهم بالإجماع أنهم يطلبون حماية صناعتهم المصرية التي يعمل بها طوفان من العمالة، مؤكدين للوزير أن هناك تدفقا من واردات الحديد الصيني بشكل كبير، وأن هناك ممارسات يرتكبها المستوردون للتحايل علي القانون والهروب من تسديد مستحقات الدولة، حيث تخرج البضائع من الصين علي أنها مربعات صلب للاستفادة من دعم الحكومة الصينية، وتدخل مصر علي أنها بيليت ليتم إعفاؤها من جمارك ال10٪ التي تفرضها الدولة علي الواردات من مربعات الصلب، علما بأن الحديد الصيني يأخذ 18٪ دعما من الحكومة الصينية ويتم تصديره الي مصر بأسعار تقل عن الحديد المصري بنحو 700 جنيه! لم يستمر لقاء الوزير مع صناع الحديد طويلا لتعارض وجهة نظر الطرفين في الوقت الذي التزم فيه إبراهيم السجيني، رئيس جهاز مكافحة الدعم والإغراق الصمت وهو الذي قال بالفم المليان للصناع عندما اجتمع بهم في غرفة الصناعات المعدنية في وقت سابق حيث قال بالنص: «لو شركتين تمثلان من 20٪ الي 25٪، من الصناعة قدمتا شكوي هناخد قرار والحماية هتتعمل في أيام»!! خلاصة القول إن اجتماع الوزير مع الصناع انفض دون الخروج بأي نتائج لصالح الصناعة عندما حسم الوزير الموضوع برمته في جملة واحدة «لو عايزين حماية هاتولي بيانات!! وخرج الصناع من اجتماعهم مع الوزير والحزن يكتسي وجوههم»! المارد الأمريكي يقهر الصينيين خلال الثلاثة أشهر الماضية سجلت الواردات المصرية من الحديد نحو 300 ألف طن منها 200 ألف طن تركي و20 ألف طن صيني والطوفان قادم في الطريق و80 ألف طن أوكراني، وفي الوقت الذي تتدفق فيه الواردات الصينية الي مصر دون رادع، يقوم المارد الأمريكي بإصدار قرار ينص علي فرض رسوم حمائية نسبتها 110٫25٪ فورا وبأثر رجعي لمدة 3 أشهر علي وارداتها من الحديد الصيني علي أن يسري القرار حتي 3 يناير 2015 لحين اتخاذ قرار نهائي في القضية.. وصل الولاياتالمتحدةالأمريكية نحو 614 ألف طن حديد صيني قيمتها أكثر من 313 مليون دولار، لم يتوقف الأمر عند المصانع الأمريكية بل اشتكت أيضا المصانع في دول الهند، وماليزيا وكوريا الجنوبية وهي التقارير التي أشارت اليها المؤسسات البحثية المتخصصة في مجال الصلب أمثال «استيل تايمز انترناشيونال» و«ميتال بوليتان» و«سي. آر. يو»، المثير في قضية الإغراق الصيني أن مؤسسة Nietal Expert، أكد في تقرير له أن البيليت الصيني يستحوذ علي اهتمام قوي في مصر!! الأمر الذي يبرهن علي أن هناك طوفانا صينيا قادما لا محالة من الحديد والبيليت الي مصر، ومنتظر أن يصل الي مصر خلال أيام 11 ألف طن بيليت قام باستيرادها أحد المصانع المصرية باستثمارات قطرية عبر ميناء السويس أو بورسعيد لتصنيعها وتوريدها الي مشروع وطني كبير علما بأن هناك 5 آلاف طن تم استيرادها من الصين خلال الأيام الماضية بسعر 520 دولارا للطن، وهو ما أشارت اليه تقارير «استيل اوربس»، خلاصة القول الصناعة تعاني ومعرضة للانهيار في الوقت الذي تصمت فيه الحكومة صمت القبور!!