فقدت الأمة الإسلامية أحد أبرز علمائها ورموزها الدعوية برحيل الشيخ الدكتور أحمد عمر هاشم، الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، الذي وافته المنية فجر الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد حياة حافلة بالعلم والدعوة والوسطية. الشيخ أحمد عمر هاشم وقد ترك الشيخ خلفه مواقف إنسانية وعلمية خالدة، جعلت جنازته مشهدًا وطنيًا مهيبًا اجتمع فيه العلماء والمحبون لتوديع رجل من رجالات الأزهر الذين أثروا في وجدان الملايين. رحيل عالم جليل جمع بين العلم والزهد والتقوى عرف الشيخ أحمد عمر هاشم ببلاغته وعمق علمه، فكان من أكثر الدعاة تأثيرًا في وجدان الناس عبر خطبه ودروسه التي جمعت بين قوة البيان وصفاء الروح، وتميز بأسلوب هادئ يدعو إلى التسامح ونبذ التطرف، مما جعله أحد رموز الخطاب الديني المعتدل في مصر والعالم العربي، وقد تولى رئاسة جامعة الأزهر لسنوات، وأشرف على مئات الرسائل العلمية في علوم الحديث والسيرة النبوية. مواقف لا تُنسى في حياة الشيخ أحمد عمر هاشم قدّم الشيخ نماذج إنسانية نادرة في التواضع والعمل الخيري، إذ واصل دعم طلاب الأزهر المحتاجين حتى في سنوات مرضه الأخيرة، وكان يزور قريته "بني عامر" بالشرقية بانتظام ليتفقد أحوال أهلها ويساهم في ترميم المساجد وبناء دور تحفيظ القرآن. كما ارتبط بعلاقة ود واحترام مع قيادات الدولة، إذ كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يحرص في كل مناسبة دينية على تقبيل رأسه تقديرًا لعطائه العلمي والدعوي. مشاهد من جنازة الشيخ أحمد عمر هاشم شيّع آلاف المواطنين والعلماء جنازة الشيخ من الجامع الأزهر بعد صلاة الظهر، في مشهد وصفه كثيرون بأنه "يليق بعالم جليل"، وتقدم الموكب عدد من قيادات الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، فيما علت أصوات الدعاء له بالرحمة، ونُقل الجثمان إلى مسقط رأسه بمحافظة الشرقية حيث وُري الثرى بعد صلاة العصر وسط دموع محبيه وتلاوة آيات القرآن. وروى بعض الحاضرين أن نعشه كان مغطى بغطاء مزخرف بآيات من سورة "يس"، أهداه له أحد محبيه من المدينةالمنورة، في لفتة رمزية تجسد مكانته في قلوب الناس، وتحوّلت الجنازة إلى مشهد وطني جامع، شارك فيه أبناء القرى المجاورة الذين حرصوا على وداعه رغم بعد المسافات. رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم.. لحظة غيّرت مسار الشيخ أحمد عمر هاشم من أبرز المواقف التي رواها الشيخ بنفسه، أنه رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المنام وهو في السنة الرابعة بكلية أصول الدين، وقال إنه رآه يطوف بالكعبة المشرفة، فوقف خلفه في الطواف، وشعر بنور يملأ المكان، فاستيقظ بقلب مفعم بالسكينة والرهبة، وحين قصّ الرؤية على والده، أخبره أنها بشارة بأنه سيحج شابًا وسيتخصص في السيرة النبوية، وهو ما تحقق لاحقًا في حياته العلمية والعملية. كان الشيخ دائمًا يردد حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من رآني في المنام فقد رآني حقًا، فإن الشيطان لا يتمثل بي"، ويؤكد أن من أراد رؤية النبي فعليه أن يكثر من الصلاة عليه ويتبع سنته ويبتعد عن المعاصي، وظل هذا الموقف من الرؤى الأكثر تداولًا بين طلابه ومحبيه، لما حمله من دلالات روحانية عميقة عن صدق إيمانه وصفاء قلبه.