• قبل ليلتين من تنحي الرئيس مبارك اجتمع نائبه المرحوم اللواء عمر سليمان مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، ومن بين ما قاله في هذا الاجتماع ان الرئيس مبارك لن يترك البلد ولن يغادره وهو باقٍ في بلده سوف يدير خارطة الطريق نحو التغيير. وهو ما يفسر تدليل مبارك وتباطؤ محاكمته وتعثر مطالب الثورة في التغيير. ورغم مرور ثلاث سنوات علي الثورة إلا اننا لم نصل بعد إلي مرحلة التصنيف الزمني لأحوالنا ونقول بعد الثورة أو قبل الثورة لأننا مازلنا نعيش أجواء نظام مبارك بشكل أو بآخر ويتسلل رجاله كالسرطان الخبيث . لجنة السياسات بالحزب الوطني ووكيلها المعتمد في مجلس الشعب المهندس أحمد عز، رئيس لجنة الخطة والموازنة أعدوا دراسات اقتصادية وتقارير برلمانية تتضمن توصيات بزيادة أسعار الكهرباء والبوتاجاز والغاز والبنزين ورفع الدعم عن رغيف العيش وكذلك مشروع قانون التأمين الصحي، فما الجديد الذى قدمته لنا حكومات ما بعد ثورة يناير سوى تطبيق سياسات مبارك والمحروس ابنه والتي تم تأجيلها إلي ما بعد انتخابات 2010 ولو لم تندلع الثورة لوجدت طريقها الي التنفيذ علي يد الدكتور أحمد نظيف وليس المهندس إبراهيم محلب. • بينما كان مبارك وأسرته وأصدقاؤه العشرون الذين اختارهم بنفسه يحتفلون في المستشفي بعيد شم النسيم كان المهندس إبراهيم محلب وسحرته من أحفاد فرعون بالحكومة يحتفلون بيوم الزينة علي طريقتهم إذ انتهزوا والناس محشورين ضحي في الميادين والحدائق ومشغولين بفسيخهم وفرحتهم ليعلنوا رفع سعر الغاز الطبيعي للمنازل، وكان المبرر المعتاد هو المساواة مع الأسعار العالمية وثمن أنبوبة البوتاجاز .والمعروف أن سعر الغاز أرخص من سعر البوتاجاز والتوسع في توصيله للمنازل والمصانع والسيارات اعتمد علي هذه الميزة النسبية التي ينكرونها الآن .أقول لمن يحاولون استغفالنا بذرائع واهية أين كنتم والحكومة باعت ولاتزال الغاز لإسرائيل والأردن وإسبانيا برخص التراب وفشلت المحاولات لتعديل السعر الي المستوى العالمي لكن وبما اننا الحيطة المايلة فقد ارتأت حكومة محلب رفع أسعار الخدمات لزيادة إيراداتها وتعويض عجز الموازنة وستر عجزها دون أن تلجأ الي ترشيد الانفاق الحكومي وتحارب الفساد وتوقف مسلسل النهب المنتظم للمال العام وتسترد الاموال المنهوبة وتحاكم اللصوص من كبار القوم الذين تحولت محاكماتهم إلي وسيلة لإضفاء الشرعية علي أموالهم الحرام. وأثبتوا انهم من القوة والنفوذ ما لا يستطيع أحد أن يضربهم علي بطونهم لأن ظهورهم محمية ومحصنة. كان أولي بالحكومة أن تتخذ خطوات جادة وثورية لإصلاح منظومة الأجور والمرتبات فلا نجد شخصا يتقاضي مليونا واثنين وآخر يفتً علي الدخان . • علي أى نحو من الأنحاء ما كان لحكومة محلب الذى احترمه وأقدره ان تتعجل وتتسربع في تطبيق سياسات سابقة التجهيز في عهد مبارك من شأنها مصادرة حق الحكومة القادمة وفقا لخارطة الطريق في تنفيذ برنامجها وسياستها وتجريدها من أية بدائل ولا مفر لها سوى الارتضاء بأمر واقع فرضته حكومة مؤقتة!!. ليس ثمة مغزى من الخطوات الاستباقية التي يتخذها المهندس محلب فيما يتعلق برفع الدعم وزيادة الأسعار إلا تطهير المشير السيسي حال نجاحه في الانتخابات من المسئولية السياسية عن هذه القرارات وإنقاذه من الاحتجاجات أو الاحباط الشعبي المتوقع. يارئيس الوزراء كان يمكن تجعل بينك وبيننا موعدا غير يوم الزينة.. يوم فرعون وسحرته فما يدريك ان تغرق وحكومتك في بحر الغضب وغضب الشعب ليس ببعيد ولا تأمن مكر الثائرين . مصر عفية ولم تبلغ سن اليأس بعد الحق نفسك واختر ما بين خريطة مبارك وخارطة طريق ثورة يونيو .