تساءلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم "الأربعاء" عن كيفية منع الصين من أن تصبح روسيا ثانية. وذكرت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني - أن حلفاء الولاياتالمتحدة في آسيا يتخوفون من أن قدرة الصين على معاقبة واشنطن اقتصاديا قد يثني الأخيرة عن اتخاذ رد فعل، وهي تخوفات تفاقمت عقب تردد واشنطن والعواصم الأوروبية في فرض عقوبات ضد روسيا بعد أن قامت بضم شبه جزيرة القرم إلى أراضيها. وأفادت الصحيفة بأن هناك العديد من الأصوات أعربت بشدة عن قلقها ومخاوفها بشأن السياسة الخارجية لواشنطن إزاء آسيا، ومن بين هذه الأصوات زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي الجمهوري إريك كانتور، الذي أصدر بيانا حول هذا الشأن، قائلا "إننا نرحب بزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لليابان ومنطقة آسيا - المحيط الهادئ، إذ أن زياراتنا المتلاحقة تعكس إلتزاما قويا من جانب كل من الفرعين التنفيذي والتشريعي في الولاياتالمتحدة تجاه هذه المنطقة.. ونعتقد أن رخاء الولاياتالمتحدة مرتبط في حقيقة الأمر بنمو واستقرار آسيا - المحيط الهادئ، وأن حجر الاساس لدمج واشنطن في المنطقة يتمثل في تحالف الولاياتالمتحدة مع اليابان". وأضاف:" أن الولاياتالمتحدة تواجه، مع ذلك، العديد من التحديات فيما يخص قضايا المجتمع الدولي، فنحن جميعا قلقون مما يحدث في إيران ومساعيها لتطوير قدراتها النووية، كما نشعر بقلق بالغ من النزاع المسلح في سوريا، وكذلك من عدوان بوتين على أوكرانيا". ومع ذلك؛ أردف كانتور يقول "إن هذه القضايا لن تثنينا عن توجيه اهتمامنا لآسيا - المحيط الهادئ، فنحن جميعا أمة واحدة تطل على المحيط الهادئ؛ بيد أن إلتزام الولاياتالمتحدة تجاه أصدقائها وحلفائها في جميع دول العالم ينطوى على أهمية حاسمة من أجل تعزيز وقوفنا بجانب حلفائنا في منطقة آسيا - المحيط الهادئ". من جانبها، دعت (واشنطن بوست) الولاياتالمتحدة إلى توضيح موقفها بشأن الدفاع عن مصالحها الحيوية في آسيا، وبالنسبة للوضع الراهن في جنوب آسيا، قائلة "إنه لا شئ يصبح أهم من احترام واشنطن لإلتزامات التحالف تجاه دول المنطقة، ولكي تمنع سوء تقدير موقفها، فإنه يجب على الإدارة الأمريكية الحفاظ على مصداقية إلتزامات تحالفاتها، من خلال الكلمات والتصريحات - كما فعلت حينما أعلنت أن جزر سينكاكو تخضع لبند يلزم واشنطن بمساعدة طوكيو من خلال اتفاقية أمنية مشتركة وبالأفعال أيضا". وأوضحت أن هذا لا يعني أن واشنطن سوف تشهر سيفها إذا تصاعدت حدة التوترات بسبب تحركات الصين بالقرب من جزر سينكاكو أو الجزر المتنازع عليها في بحر الصينالجنوبي، ولكن يجب على واشنطن فرض تكاليف باهظة إذا تم تجاوز الخطوط الحمراء، الأمر الذي يفسر حقيقة أن الرد على أفعال روسيا في أوكرانيا سيساهم في تشكيل وبلورة الموقف في جنوب آسيا.