رصدت الصحف العالمية المناورات التي بدأت أمس بين الصينوالولاياتالمتحدة في جزيرة هاواي وتستمر 3 أيام وهي المرة الأولي التي تقوم فيها بكين بإرسال جنود إلي واشنطن للمشاركة في مناورة عسكرية تشمل عرض المعدات والأسلحة وتبادل المهارات الدفاعية والعمل المشترك وغيرها من التدريبات فيما يعد تطورا لافتا للعلاقات الثنائية بين البلدين بعد حالة من الفتور أدت لها التخوفات الأمريكية من تنامي نفوذ التنين الصيني إضافة لعدم ثقة بكين في نوايا الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه منطقة شرق آسيا. حيث أوضحت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية أن التحالفات العسكرية والشراكات الدبلوماسية التي تقوم بها واشنطن مع دول شرق آسيا كانت تتسبب في المزيد من التوترات في العلاقة مع بكين خاصة بعد العديد من المناورات العسكرية بالمنطقة مع الهندواليابان وكوريا الجنوبية والتي كانت تهدف بها تثبيت تواجدها بالمنطقة للحد من النفوذ الصيني المتزايد وهو ما يثير شكوك عميقة لدي بكين فيما رأي العديد من الخبراء الاستراتيجيين والنخب السياسية أن هناك قلق إقليمي بسبب الاهتمام الأمريكي الحالي والمثير للجدل في نفس الوقت وتحويل سياستها للنظر إلي آسيا بدلا من الشرق الأوسط وهو الأمر الذي يمكن أن يتسبب في احتكاك وتوتر مع الصين حيث تخشي باقي دول شرق آسيا من استفزاز جارتها والتي تعد واحدة من القوي العسكرية المهيمنة بالمنطقة. ووفقا للصحيفة فإن أوباما يحاول تعديل سياسته والإمساك بالعصا من المنتصف والبعد عن العدوانية في العلاقات الخارجية بعد ثبوت فشله في عدة قضايا وبخلاف التعاون الدفاعي الذي تمثل في المناورات الحالية أصدرت مؤسسة التبادلات بين الصينوالولاياتالمتحدة تقريرا عن العلاقات بينهما في السنوات العشر المقبلة حيث ستوقع كل من الصين وأمريكا علي اتفاقية تجارة ثنائية حرة بينهما والتي يتوقع المراقبون أنها ستؤثر سلبيا علي اليابان والاتحاد الأوروبي عندما يحدث تحالف رسمي بين اثنين من أكبر اقتصاديات في العالم. ومن جانبها رأت مجلة الدبلوماسي الآسيوية أن الخطط الأمريكية السابقة للحد من الهيمنة الصينية في المنطقة كانت ستؤثر علي الاستقرار الإقليمي وتخل بالتوازن الاستراتيجي وتتسبب في إشعال التوترات بين اليابانوالهند وكوريا الجنوبية من جانب والصين من جانب أخر ويؤدي إلي العدوانية في الإجراءات من الجانبين حيث قامت الصين في الأسابيع الماضية بزيادة دوريات بالقرب من الجزر المتنازع عليها بالمنطقة وفي المقابل أكد العديد من المراقبين أن استمرار الولاياتالمتحدة في سياسة الاستفزاز سواء سرا وعلانية في منطقة شرق آسيا بالإضافة إلي زيادة الفتور بين اليابانوالصين ليس في مصلحة واشنطن. وأضافت المجلة أن تلك الاتفاقات الأمريكية مع الصين في المجالات الدفاعية والاقتصادية تؤكد تغيير سياسة ادارة اوباما لتقليص الاهتمام في الشرق الأوسط وتحويل التركيز الأمريكي إلي منطقة آسيا والمحيط الهادئ ونشر مزيد من القوات علي نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة وربما لمواجهة روسيا أيضا بعد خطفها للأنظار في الشهور الماضية بسبب مهارة ودهاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تناوله للقضايا الدولية الساخنة والتي كانت الصين تتخذ نفس موقفه حيث يري المراقبون أن الصين لديها الكثير لتكسبه من الحفاظ علي روسيا كشريك من أجل السيادة في المحيط الهادئ وعدم ثقتها في واشنطن لهذا تواصل الصين تولي اهتماما كبيرا لتحديث أسطولها البحري وعلاقاتها مع الدول في شرق آسيا استجابة للتطورات الخارجية بالمنطقة وتخوفا من محور الولاياتالمتحدة والذي إذا استمر ستكون له عواقب هامة في قصة صعود التنين الصيني. رابط دائم :