أصابنى الفزع والفجيعة ليلة أمس الأول عندما تلقيت خبر وفاة الصديق العزيز اللواء عبدالوهاب خليل عضو الهيئة العليا لحزب الوفد ورئيس لجنة الوفد العامة بمحافظة الجيزة.. لقد جمعتنى بهذا الراحل العظيم علاقة حب ومودة لم أعهدها مع أحد من ذى قبل.. عبدالوهاب خليل الذى أفنى حياته فى خدمة مصر من خلال عمله بوزارة الداخلية، لم يدخر جهداً إلا وفعله وكان دؤوباً بشكل يدعو الى الشفقة عليه من كثرة نشاطه.. ربطتنى علاقة قوية مع عبدالوهاب خليل عندما انضم إلى حزب الوفد وبدأ يمارس نشاطه السياسى داخل الوفد، لم أجد إنساناً واحداً اختلف على شخصية هذا الرجل الذى كان يتمتع بخلق رفيع وحس وطنى يتعدى الحدود والوصف. عبدالوهاب خليل كان يجبر أى متعامل معه أن يكون صديقاً حميماً له، وأذكر أننى من خلال نشاطه الدؤوب فى لجنة الوفد العامة بالجيزة، كنت حريصاً على حضور اجتماعاتها للجلوس إلى جوار هذا الرجل صاحب الخلق الكريم والرفيع.. وبابتسامته المعهودة وهدوء أعصابه وتصرفاته كان يجمع حوله الأحباء والمريدين من أعضاء اللجنة. برحيل عبدالوهاب خليل يكون الوفد قد خسر قامة مهمة، ليلحق بمن سبقوه من رجالات الوفد العظام.. لقد أصابتنى غصة وأنا أكتب رثاء فى هذا الرجل الكريم الذى كان يتمتع بخلق رفيع ندر أن تجده فى شخصية خدمت فى المجال الشرطى.. وأذكر أن آخر لقاء لى مع عبدالوهاب خليل كان منذ أيام قليلة، تحدث معى فيها عن أمنيته أن يتحقق الأمن لمصر، وتعود الحياة المستقرة للبلاد ويتحقق حلم المصريين فى الحياة الكريمة الهانئة وتهدأ حملات التشويه التى تطلقها الجماعات الإرهابية المخربة بالبلاد.. وقال لى عبدالوهاب خليل إنه يتمنى أن ينعم الله على مصر بالهدوء والاستقرار وتحقيق مطالب المصريين بعد الثورتين العظيمتين. وتناول لقائى مع الراحل الكريم جانباً من هموم الوطن والمستقبل السياسى للأحزاب والعديد من القضايا الوطنية المهمة.. ومهما تحدث المرء عن شخصية عبدالوهاب خليل لن يوفيها حقها من الثناء والمديح، فهو أهل لها، لأن الخلق الكريم لا يمكن أن يتمتع أى أحد به، ولا الصفات الحميدة يمكن أن ينالها أى أحد، وهذه المحامد كلها كانت من نصيب الراحل الكريم عبدالوهاب خليل.. رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح الجنان، وأعزى نفسى على فراقه، والصبر والسلوان لأهله ومحبيه ومريديه فى قريته بأطفيح وحزب الوفد وجهاز الشرطة.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.