«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عادل القاضي‮.. الثائر الملاك
نشر في الوفد يوم 27 - 04 - 2011

الاسم‮: عادل عبد العزيز القاضي‮- مواليد‮ 1964‮ المؤهل‮: بكالوريوس إعلام‮ - صحافة جامعة القاهرة‮ 1985‮ بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف‮.‬
بدأت حياته المهنية بالمساهمة في إصدار جريدة صوت الجامعة أثناء الدراسة‮
ساهم في تأسيس الوفد الأسبوعية مارس‮ 1984‮ والعمل بها خلال الدراسة،‮ ثم ساهم ساهم في تأسيس الوفد اليومية عام‮ 1987، ثم تفرغ‮ للعمل كمحرر وعسكري للجريدة‮.‬
انضم بعد ذلك للديسك المركزي ب"الوفد‮" خلال الفترة من‮ 1988‮ حتي نهاية1991، حيث انتقل للعمل في جريدة المدينة في جدة منذ نوفمبر‮ 1991‮ حتي يوليو‮ 1996،‮ حيث انتقل للعمل بجريدة البيان الإماراتية في دبي حتي فبراير‮ 1998‮ حيث عاد إلي القاهرة وعمل مساعدا لمدير مكتب البيان في القاهرة منذ فبراير‮ 1998‮ حتي أغسطس‮ 2000.‬
خلال نفس الفترة كان يعمل بالديسك المركزي في جريدة الوفد ومسئولا عن صفحة الشارع المصري‮.‬
منذ أغسطس‮ 2000‮ وحتي يونيو‮ 2004‮ سافر إلي الإمارات وعمل مسئولا للديسك المركزي بجريدة الاتحاد الإماراتية في أبو ظبي‮.‬
ساهم في تأسيس جريدة المصري اليوم وعمل مديرا لتحريرها ثم قدم استقالته منها في فبراير‮ 2005‮ بسبب الخلاف حول توجهات الجريدة وسياساتها،‮ ثم ذهب إلي العمل بجريدة الاتحاد الإماراتية في أبو ظبي كرئيس للديسك المركزي بالجريدة منذ سبتمبر‮ 2005‮ حتي فبراير2007،‮ حيث عاد للقاهرة وتولي إدارة المركز الصحفي للشركة السعودية للأبحاث بالقاهرة‮.‬
في بداية عام‮ 2008‮ تولي القاضي رئاسة تحرير‮ "‬شبكة الأخبار العربية محيط‮"‬،‮ ومع أواخر العام تولي منصب نائب رئيس تحرير موقع‮ "‬إسلام أون لاين‮"‬،‮ إلي جوار عمله في الديسك المركز ب‮ "‬الوفد‮".‬
ومع أواخر عام‮ 2009‮ بدأ القاضي في تأسيس بوابة‮ "‬الوفد‮" الإلكترونية وتولي رئاسة تحريرها؛ وذلك إلي جوار عمله التطوعي كأمين عام لمؤسسة‮ "‬وفد الخير‮" ورئيس لتحرير موقع‮ "‬أون إسلام‮"‬،‮ حتي وفاته في‮ 25‮ إبريل‮ 2011.‬
ارتبط الفقيد بصداقات واسعة في المجال الصحفي لما عرف عنه من كفاءته العالية التي جعلته يتبوأ أعلي المناصب في أقصر الأوقات،‮ ويشهد له الجميع بأدبه الجم والتزامه المهني والأدبي داخل الوسط الصحفي‮.‬
ملاك‮.. رحل مبكراً
صعقني‮ النبأ‮.. تجمدت اطرافي‮.. وانشطر جسدي‮ نصفين من شدة الصدمة التي‮ تلقيتها في‮ جوف الليل بوفاة اعز حبيب وصديق‮.. لم اصدق نفسي‮.. اغلقت الهاتف ودخلت في‮ نوبة صمت حتي‮ انفجر بركان دموعي‮ مردداً‮ بصوت عال‮ »‬الله‮ يرحمك‮ يا عدول‮« هكذا كنت انادية دائماً‮ »‬يا عدول‮« منذ ان جمعتنا مدرجات كلية الاعلام جامعة القاهرة عام‮ 1981‮ وتخرجنا في‮ 1985‮ وتزاملنا في‮ »‬الوفد‮« عام‮ 1987‮ قبل ان نغادر الوطن الي‮ السعودية ليتجه هو الي‮ صحيفة‮ »‬المدينة‮« وأنا الي‮ »‬عكاظ‮« دون ان ننقطع أو نتواصل إلا عندما قرر مغادرة السعودية ثائراً‮ علي‮ ما كان‮ يحدث لبعض الصحفيين المصريين من امتهان قد‮ يصل من البعض الي‮ حد الاذلال‮.‬
هكذا عادل القاضي‮ الذي‮ لم ترهبه الريالات الدولارات ولا أي‮ اغراءات‮ يزأر كالأسد في‮ وجه كل من‮ يحاول المساس بكرامة اي‮ مصري،‮ وما فعله مع مسئول كبير في‮ جريدة خليجية كبيرة أقوي‮ دليل‮..‬
فالقاضي‮ لم‮ يكن صحفياً‮ غيوراً‮ علي‮ وطنه ومهنته فحسب بل كان ايضاً‮ مدافعا شرساً‮ وقويا عن قضايا امته ودينه مهما كلفه ذلك من ثمن‮..‬
ولما لا وهو الذي‮ ترجل عن منصبه في‮ »‬المصري‮ اليوم‮« احتجاجاً‮ علي‮ اعلان‮ يسيء الي‮ المسلمين‮.. أنه القاضي‮.. عادل ومتزن ومخلص فذلك ديدنه منذ ان كان طالباً‮ نجيباً‮ ومتفوقاً‮ في‮ كلية الاعلام حتي‮ اصبح رئيساً‮ لتحرير بوابة الوفد الاليكترونية التي‮ تنطق حروفها وسطورها بكل ما بذله من عرق وجهد في‮ سبيل تطويرها بما‮ يليق بمكانة الوفد حزباً‮ وصحيفة‮..‬
وعادل الانسان لا‮ يقل قيمة عن‮ »‬عدول‮« الحبوب،‮ الودود،‮ الطاهر،‮ النقي،‮ المعطاء،‮ العزيز،‮ صاحب الخلق النبيل الذي‮ يشبه في‮ صفات كثيرة ملاك‮ يتحرك في‮ طرقات الوفد في‮ صورة بشر،‮ لا‮ ينطق لسانه إلا بطيب الكلام،‮ ولا‮ ينصح الا من القلب،‮ ولا‮ يخطو خطوة إلا ويسبقه ضميره‮.‬
ولن انسي‮ ما حييت تلك الدقائق التي‮ جمعتني‮ به عشية رحيله الي‮ دار الخلد ففي‮ ذلك المساء جلست امامه ابث له همومي‮ ومخاوفي‮ من خضوعي‮ لمشرط الجراح لاجراء عملية خطيرة في‮ ساقي،‮ واذا به‮ يخرج من درج مكتبه كيساً‮ مليئاً‮ بأنواع مختلفة من الدواء قائلاً‮ في‮ صوت هاديء‮.. كلنا مسافرون‮ يا‮ »‬أبو السام‮«.. لقد خلقنا للشقاء،‮ وان شاء الله ستجريها وتخرج منها سالماً،‮ وستترك هذا العكاز قريباً‮ ان شاء الله وتأبطني‮ الملاك حتي‮ ممر العدد الاسبوعي‮ بالدور الارضي‮ مودعاً‮ »‬أراك‮ غداً‮ يا جميل‮«.‬
وشاءت قدرة الله ان‮ يرحل عن عالمنا في‮ عيد الربيع،‮ تاركاً‮ لكل من استكثروا عليه المكانة الرفيعة التي‮ احتلها في‮ قلوب محبيه وردة جميلة في‮ بستان الاخلاق الحميدة التي‮ يندر ان تجتمع في‮ انسان‮ غير عادل القاضي‮ الملاك والقدوة والزميل الصديق الذي‮ سكن قلبي‮ ولن‮ يخرج منه حتي‮ أقابله ان عاجلاً‮ أو اجلاً‮ هناك في‮ الدار الاخرة لأسعد بجوار صحبته الطيبة‮..‬
رحمك اله‮ يا‮ »‬عدول‮« وأدخلك فسيح جناته‮.. وانتظرني‮ فما قضيته معك من سني‮ عمري‮.. لا‮ يكفي‮ فراقك وعذاب رحيلك‮.. يا ملاك‮.‬
سامي‮ صبري
كان محبوبا تقيا
مصطفي عبد الرازق‮
عرفته في‮ بداية التحاقي‮ بالوفد عام‮ 1986.‬‮. أذهلتني‮ لباقته وحسن استقباله ودماثة أخلاقه‮ .. في‮ الأيام الأولي لفت نظري‮ حرصه علي أن نتجمع سويا حول المائدة المستطيلة في‮ مبني الجريدة بالمنيرة لنأكل الفول والطعمية والجبنة البيضاء كأننا في‮ منزلنا بفضل القاضي‮. كانت لديه مقدرة‮ "‬آلهية‮" فذة علي اكتساب حب الآخرين وتقديرهم‮. ارتبط ذكره لدي‮ بالمسيرات الحاشدة‮.. ففي‮ زفافه أوائل عام‮ 1988‮ وجدت أن عربة المترو والذي‮ كان بدأ تشغيله حديثا تمتلئ بزملاء وأصدقاء الوفد وغيره الذين حرصوا علي حضور زفافه‮. تكرر المشهد حينما قرر الرحيل للعمل بجريدة المدينة السعودية‮.. كانت المرة الأولي التي‮ أري فيها تجمعا بهذا الشكل لتوديع مسافر‮ . كان مشهد أحضان وبكاء الفراق بالغ‮ الغرابة في‮ مطار القاهرة‮.
وفي‮ دبي‮ رحلة العمل الخليجية الثانية كان‮ يتمتع بحظوة‮ غير مسبوقة لدي الجميع‮.. وعندما قرر الرحيل باختياره كانت مظاهرة حب أخري ولكن هذه المرة في‮ ضيافة رئيس التحرير بمزرعته الخاصة في‮ موقف فريد‮ لم‮ يتكرر‮. كان‮ يغار علي الحق بشكل‮ يثير الدهشة حتي أن أحد محبيه من أصدقاء رحلة الغربة من السودانيين راح في‮ جلسة سمر وضحك أخيرة‮ ينشد فيه ما‮ يعتبره شعرا فأخذ‮ يقول‮ : عرفناك عادلا‮ ياقاضي‮ تنصر المظلوم علي المليان والفاضي‮.
‮ بعد عودتي‮ مؤخرا من الخارج،‮ وحينما اقتربت منه ضمن فريق العمل بالبوابة بدأت ألمس صفة جديدة تمكنت من شخصيته حتي أنني‮ قلت له ذات مرة مازحا إنك تستحق أن‮ يطلق عليك‮ "‬المستبد العادل‮". كان‮ يحاول أن‮ يسير علي اسس بالغة الموضوعية في‮ العمل لا عواطف فيها ولا مجاملات‮.. كان بالغ‮ الحزم والرقة في‮ الوقت ذاته‮.. حينما كان الأمر‮ يصل للأمور المادية بحكم إدارته للبوابة كان بالغ‮ الحذر‮.. كنت أشعر أنه‮ يزن الأمور بميزان من ذهب حتي لا‮ يتعرض أحد لمثقال ذرة من ظلم ولا‮ يشوب إنفاقه مثقال ذرة من هدر‮. وفي‮ مماته،‮ كما في‮ حياته،‮ أبي القاضي‮ إلا أن‮ يحشد الناس حوله‮.. حتي أن صحراء أكتوبر بآفاقها الواسعة،‮ ضاقت بالسيارات والبشر الذين أصروا علي أن‮ يودعوه إلي مثواه الأخير‮ . رحم الله القاضي‮.. الصديق الذي‮ من الصعب،‮ إن لم‮ يكن من المستحيل أن تجد له بديلا إلي أن تلقاه‮.‬
إلي جنة الخلد
مثلما كنت أدعو لك أستاذنا الفاضل في حياتك‮ ،‮ سأدعو لك بعد وفاتك،‮ وإن كانت الدعوات ستختلف من التضرع إلي الله بإطالة عمرك وأن يبارك لك في أبنائك،‮ إلي مناجاة المولي عزوجل ليتغمدك بواسع رحمته وأن يسكنك فسيح جناته‮.‬
‮.. إلي جنة الخلد أستاذي الفاضل،‮ وبصحبتك ملايين الدعوات من محبيك وأصدقائك وأقاربك‮.‬
‮.. إلي جنة الخلد،‮ وبصحبتك ملايين الدعوات من الفقراء الذين كنت ترعي شئونهم،‮ واليتامي الذين كنت تتكفل بتربيتهم‮.. ولهم الله من بعدك‮.‬
‮.. إلي جنة الخلد،‮ وبصحبتك ملايين الدعوات من تلامذتك الذين لم تبخل عليهم في يوم من الأيام بعلم أو نصيحة عملية أو أسرية‮.‬
‮.. إلي جنة الخلد،‮ مع شهداء ثورة‮ 25 يناير التي شاركت فيها منذ اللحظة الأولي بنزولك إلي ميدان التحرير رغم مرضك‮.‬
‮.. إلي جنة الخلد،‮ ولم لا،‮ وأنت كنت تردد أذكار الصباح والمساء،‮ وتساعد من تعرفه ومن لا تعرفه،‮ وكنت تضع نصب عينيك دائما أقوال الإمام علي بن أبي طالب،‮ والتي أعتقد أنها تلخص رؤيتك للحياة‮:‬
‮(‬اعمل لدار‮ غداً‮ رضوانُ‮ خازنها‮.. والجار أحمد والرحمن ناشيها،‮ قصورها ذهب والمسك طينتها‮.. والزعفران حشيشٌ‮ نابتٌ‮ فيها،‮ أنهارها لبنٌ‮ محضٌ‮ ومن عسل‮.. والخمر يجري رحيقاً‮ في مجاريها،‮ والطير تجري علي الأغصان عاكفةً‮.. تسبحُ‮ الله جهراً‮ في مغانيها،‮ من يشتري الدارفي الفردوس يعمرها‮.. بركعةٍ‮ في ظلام الليل يحييها‮)‬
‮.. إلي جنة الخلد إن شاء الله،‮ وإلي لقاء عساه أن يكون قريباً‮.‬
شريف عبد المنعم
إلي روح أستاذي‮.. عادل القاضي
أبو بكر خلاف‮
أستاذي‮ العزيز‮.. أعلم أنك الآن بين‮ يدي‮ رب رحيم،‮ وأنك بمنزلة وحال أفضل من الدنيا وأكاد أوقن أنك في‮ نعيم مقيم،‮ ولا نزكي‮ علي الله أحدا‮.. وإذا كان لكل إنسان نصيب من اسمه فكنت أستاذا وعهدناك عادلا،‮ فهذه سيرتك العطرة ترتيلا علي لسان محبيك وكل من تعاملوا معك،‮ لا‮ يذكر لك أحد إلا الخير والحب والمودة والروح الجميلة،‮ فهنيئا لك برضي الله ونعيمه‮.‬
‮ رحلت عن دنيانا أيها الأستاذ الكبير والمعلم الفاضل والأب الحنون‮.. غبت عن دنيانا الفانية وبقي أثرك في‮ قلوبنا نحن محبيك وزملاؤك وتلامذتك‮.. بروحك الجميلة المرحة،‮ ويدك الحانية المعطاءة،‮ وأفكارك البناءة،‮ وثباتك علي مبادئك وقناعاتك في‮ وقت كثر فيه التزلف والنفاق والتحول‮..‬
تعلمنا منك الكثير ولا زلنا نتعلم،‮ تذكرت كلماتك أستاذي‮ ودعابتك عندما التقينا في‮ ميدان التحرير عندما انقطع الإنترنت عن مصر،‮ وكنت تسهر بالميدان مع رفيق دربك الأستاذ عادل صبري‮ وتعانقا الثوار بمشاعركما الجميلة‮.. وتقول لنا بروح المحارب‮: "‬سجلوا‮ ياشباب كل ماترون من مشاهد‮.. سجلوا‮.. مصر تكتب التاريخ من جديد‮.. وانشروا عندما‮ يعود لمصر ارسالها واثرها‮..".‬
أستاذي‮.. إنها إرادة الله أن نفارق الأحباب وأن تأخذ منا الدنيا أفضل ما نحب ومن نحب‮.. لكن‮ يقيننا بأن ما عند الله خير وأبقي للذين آمنوا وعلي ربهم‮ يتوكلون‮ يعطينا وقودا للصبر‮.‬
حقا‮.. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما‮ يرضي‮ ربنا‮.. إنا لله وإنا اليه راجعون‮.. أسكن الله أستاذنا عادل القاضي‮ فسيح جناته ورزقنا علي فراقه الصبر والسلوان‮.‬
ثائراً‮ بقلب عليل‮..‬
عذرا‮ ياعادل الاطراء في‮ سيرتك العطرة لايكفيك حقك لقد تخطيت كل ماقيل ويقال عنك ولا تحتاج شهادة من أحد‮..
عرفتك منذ اكثر من‮ 27‮ عاما عندما حضرنا أول اجتماع للزملاء برئاسة فؤاد باشا سراج الدين وكان‮ يحضرها الراحل العظيم الاستاذ مصطفي شردي‮ رئيس تحرير الوفد آنذاك‮.. وعهدت فيك البسمة الممزوجة بالحنان وعشنا سويا رحلة نجاحات جريدة الوفد بشباب مقبل علي الدنيا بصدر عار من خلال التحقيقات الصحفية التي‮ هزت أركان مصر من اقصاها الي اقصاها‮.. رحلة طويلة تحتاج الي صفحات وصفحات‮..‬
كنت أعلم ان قلبه عليلا ولم‮ يعد‮ يحتمل أي‮ مجهود وقابلته علي كوبري‮ قصر النيل من ناحية ميدان التحرير مشاركا في‮ ثورة‮ 25‮ يناير في‮ الاول من فبراير وكان بصحبته رفيق عمره الزميل عادل صبري‮ ووقفنا سويا وامتزج الحلم بالواقع وكأن لسان حاله‮ يقول فعلها الشباب وقال لي‮: "‬الولاد عملوا اللي‮ محدش قدر‮ يعمله‮" والتقط الزميل عادل صبري‮ مجموعة من الصور وانصرفا في‮ اتجاه جريدة الوفد لأخذ قسط من الراحة ثم العودة مرة ثانية الي الميدان‮..‬
لم‮ يبال ان قلبه به علة وأراد ان‮ يشاهد كتابة التاريخ لانه الآن‮ يكتب أمام أعيننا وأراد ايضا ان‮ يشارك في‮ صناعته،‮ واستمر عادل القاضي‮ المناضل الثائر‮ يبيت في‮ ميدان التحرير الي ان تخلي مبارك عن الحكم وكان‮ يذهب الي منزله لتبديل ملابسه فقط‮.. كنت أدخل عليه مكتبه أجد امامه عدداً‮ من علب الزبادي‮ وكسرة خبز بلدي‮ فيدعوني‮ ونلتف حوله جميعا نشاركه‮..
رأيت العزيزعادل في‮ الأيام الأخيرة من بعد اجتماع عقده الدكتور السيد البدوي‮ شحاته رئيس مجلس الادارة ورئيس الحزب مع كافة الصحفيين كان علي وجهه مسحة جميلة بشوشة مسحة ملائكية وكأنه‮ يودعنا جميعا في‮ هدوء وأمان ويبدو اننا لا نلاحظ هذه العلامات إلا بعد ان‮ يحدث حدث جلل‮ يذهب بمن نحب‮ ..
عادل‮.. سبقتنا الي دار الخلد وأعلم انك سعيد بما فعلته في‮ الدنيا‮ فهنيئا لك بما أتاك المولي عز وجل‮..‬
محمد مهاود
وداعاً‮
لم‮ يكن رحيل الأخ والصديق عادل القاضي مفاجأة فمثله لا‮ يعمر كثيراً‮ في هذا الزمن،‮ فعادل القاضي كما عرفته كان خلوقاً،‮ عف اللسان،‮ مثالاً‮ للصدق والأمانة والنزاهة،‮ باراً‮ بأهله،‮ مخلصاً‮ لأصدقائه،‮ متفانياً‮ في عمله،‮ لم‮ يسع‮ يوماً‮ لتولي المناصب ولكنها كانت تأتي إليه،‮ ولحسن حظي عرفته عن قرب في مكتب جريدة البيان الإماراتية بالقاهرة وتعلمت منه علي مدار خمس سنوات الصبر والتفاؤل والتسامح،‮ كان القاضي زاهداً‮ عابداً‮ طاهر اليد لا‮ يخشي في الحق لومة لائم،‮ باختصار كان عادل القاضي رحمه الله عملة نادرة قلما جاد الزمن بمثله‮.‬
هشام الهلوتي
‮.. ورحلت البسمة الطيبة
أشعر بحزن شديد وأعتقد أن القلم الذي‮ أكتب به‮ يشاركني‮ الألم ذاته‮.. حزنت عندما أخبروني‮ بأنه‮ يمكنني‮ كتابة بعض الكلمات في‮ رثاء ذي‮ البسمة الطيبة ولكن تحولت الي‮ حيرة وألم عميق‮.. فكيف أكتب عن أستاذي‮ الراحل ومن أين أبدأ؟ وإلي‮ ما الذي‮ سأنتهي‮ اليه؟‮!‬
فجأة ودون سابق إنذار‮ يخطف الموت البسمة الطيبة الحنونة داخل الوفد،‮ ولكن إرادة الله ولا رادّ‮ لقضائه وإنا لله وإنا إليه راجعون‮.. أتوجه إلي‮ الله بالدعاء بقلب خالص أن‮ يتغمد فقيدنا بواسع رحمته وأن‮ يجعل مثواه الجنة وأن‮ يلهم أهله الصبر والسلوان‮.‬
أستاذنا العزيز سوف تظل روحك بيننا نهتدي‮ بها ونتعلم منها كيف تكون الأخلاق النبيلة والأدب الجم والإخلاص في‮ العمل والابتسامة الحنونة والاخوة الصادقة والزمالة المخلصة فإلي‮ جنة الخلد حتي‮ نلتقي‮ يا أعز الناس‮.‬
محمد أمين الخميسي
‬شهيد الثورة
كانت أجواء القاهرة تختنق بدخان قنابل الغاز التي‮ أطلقها الأمن المركزي‮ يوم‮ 28‮ يناير،‮ عندما دخل علينا أخي‮ وحبيبي‮ وصديقي‮ المغفور له بإذن الله عادل القاضي،‮ وكان قادما لتوه من إحدي‮ مظاهرات الثورة وهو‮ يكاد‮ يختنق من الغاز المسيل للدموع،‮ فبرغم أنه رئيس تحرير،‮ ويعاني‮ من اختناق سريع من مثل هذه الغازات فقد سارع ليشارك في‮ احدي‮ هذه المظاهرات في‮ ميدان الدقي‮ لينال شرف المشاركة في‮ الثورة‮.‬
فقد عاني‮ رحمه الله‮ - كما عاني‮ غالبية المصريين‮ - من الظلم والفساد والطغيان ويتمني‮ أن‮ يري‮ الحرية للشعب المصري‮ كله،‮ وأكرمه الله بتنفس جو الحرية قبل أن‮ يتغمده الله بواسع رحمته‮. كان الراحل الغالي‮ نسمة رقيقة من هذا الصنف من البشر الذي‮ تعشقه بمجرد أن تلقاه بابتسامته التي‮ تدل علي‮ معدنه،‮ وتحترمه لصدقه مع نفسه وتدينه الفطري‮ الجميل وحرصه علي‮ إسعاد أبنائه وأسرته‮.‬
عملنا معا في‮ "‬إسلام أون لاين‮" سنوات و"أون إسلام‮" وفي‮ "‬بوابة الوفد‮" وكانت أسرتي‮ لا تحب السفر إلا مع أسرته لأنه أحسن تربية أبنائه علي‮ الإسلام والخلق القويم والتفوق معا،‮ وكان أولادي‮ وأولاده‮ يحزنون لو ذهب أي‮ منا مع أسرته وحدهم في‮ رحلة ويشعرون أنها بلا طعم‮.‬
كنت اعتبره توأم روحي‮ أبث له همومي‮ وحزني‮ وكان‮ يعاكسني‮ دوما بعباراته اللاذعة ليشجعني‮ علي‮ الكتابة،‮ ولسان حاله‮ يقول لي‮ أحسنت،‮ واليوم اشعر كأنني‮ فقدت روحي‮ .‬
عندما‮ يصلك نبأ وفاة إنسان‮ غال عليك تقف‮ غالبا مصدوما‮ غير مصدق،‮ وتشعر أنك أنت الذي‮ مت لا هو وتظل هكذا ساعات وأياماً‮ حتي‮ يرخي‮ الله علينا صبره الجميل‮.‬
وعندما تعلم ما جري‮ له في‮ ساعاته الأخيرة تدرك أن الله سبحانه وتعالي‮ توفاه وهو راض عنه‮.. فقد وعد الراحل كعادته أسرته بفسحة‮ يخفف بها عنهم هموم الدنيا ويحاول أن‮ يعوضهم بعضا من انشغاله عنهم،‮ وفور تناول طعام الغداء معهم جلس ليقرأ القرآن وهم‮ ينظرون له مستغربين إمساكه بالقرآن في‮ هذا الوقت‮ ،‮ وما أن ختم قراءة القرآن حتي صعدت روحه إلي‮ بارئها‮!.‬
رحم الله أخي‮ وحبيبي‮ وصديقي‮ وغفر له ولنا‮.. فقد جاءه الموت وهو في‮ قمة شبابه وتألقه المهني‮ والأخلاقي‮ وعطائه لنتعلم في‮ وفاته الدرس القرآني‮ العظيم‮: "‬إذا جاء أجلهم لا‮ يستأخرون ساعة ولا‮ يستقدمون‮" .. صدق الله العظيم‮.‬
محمد جمال عرفة
وداعاً‮ يا صديقي‮ العزيز
وداعاً‮ يا صديقي‮ العزيز،‮ كلمات الرثاء لا تكفيك حقك‮. الموت علينا حق‮. لكن‮ يعز علينا فراقك‮ ياشقيقي‮. كنت نعم الأخ والصديق ابتسامتك لم تغب عنا‮. أشقاؤك وأبناؤك في‮ الموقع الالكتروني‮ والجريدة الأم‮ يدعون لك أن‮ يدخلك الله فسيح جناته‮. لم أرك‮ يوماً‮ تعبس في‮ وجه زميل أو عامل‮. كنت نعم المثل والقدوة للصحفي‮ المتميز‮. لم‮ يشعر الزملاء بأنك رئيس تحرير الموقع الإلكتروني‮. لأنك كنت تعمل بيديك كأصغر محرر‮. والفضل لله في‮ نجاح الموقع ولك أيضاً‮. فلقد استطعت أن تضع بصمتك في‮ هذا المكان وتعيد ترتيب هذا الموقع حتي‮ أصبح‮ ينافس أكبر المواقع الإلكترونية في‮ مصر‮. بأسلوب مميز وإمكانيات متواضعة إذا ما قورنت بالمواقع الأخري‮.‬
لقد علمت بنبأ وفاتك عن طريق أحد الأصدقاء بالجريدة‮. لم أصدقه لأنك مفعم بالحيوية والنشاط وحب كل من‮ يتعامل معك‮. كنا نشعر أنك ملاك تتحرك بيننا علي‮ الأرض‮. لا أستطيع أن أنظر إلي‮ مكتبك وأنا أعلم أنك لن تجلس عليه مرة أخري‮ بالأمس قمنا بتشييع جنازتك وكأنها جنازة مسئول كبير‮. لم أكن أتخيل هذا الكم من البشر‮ يودعونك‮.‬
صديقي‮ العزيز،‮ نم قرير العين فأشقاؤك وأبناؤك سيواصلون مسيرة كفاحك التي‮ بدأتها‮.‬
أولادك في‮ أعيننا‮. نعاهدك بأن نكون لهم إخوة وفي‮ خدمتهم لرد جزء من جمايلك علينا وأخيراً‮. أقول‮: لقد خسرت كتيبة الوفد مناضلاً‮ شرساً‮ في‮ الحق‮. لا‮ يخاف لومة لائم‮.‬
كما خسرت الصحافة المصرية فارساً‮ نبيلاً‮. وفي‮ النهاية أقول لك وداعاً‮ يا صديقي‮ العزيز‮.‬
أحمد راضي
يا عادل‮!‬
اختطف الموت،‮ زميلي‮ وأستاذي‮ عادل القاضي،‮ من أوائل من استقبلوني‮ في‮ جريدة الوفد عام‮ 87،‮ شجعني‮ الفقيد واستمع إليّْ،‮ ونصحني،‮ كان رحمه الله قليل الكلام،‮ وقلبه كبير،‮ لا‮ يغضب مهما كان مشغولا أو مهموماً،‮ كنت أسأله في‮ وقت ذروة عمله فكان‮ يريحني‮ ويرد عليّْ،‮ وعندما صدر قرار توليه رئاسة تحرير الموقع الالكتروني،‮ كنت أول المهنئين،‮ وشكرت وقتها أستاذي‮ المرحوم سعيد عبدالخالق رئيس التحرير علي‮ الاختيار الموفق،‮ كان رحمه الله صوت العقل،‮ والميزان العادل في‮ ضبط الأمور،‮ ولعل قدر الله عز وجل أن‮ يكون اسمه علي‮ مسمي‮ ليس ذلك فقط بل اسم عائلته فهو عادل بين الناس،‮ وقاض بينهم بكلمة الحق‮.‬
أثق أن الحزن الشديد‮ يسود أروقة الجريدة والموقع الالكتروني‮ والحزب وكل تلاميذ وأصدقاء وزملاء المرحوم عادل،‮ ولكن عزاءنا في‮ أعماله الصالحة،‮ والتزامه في‮ الحياة الدنيا بكل الصدق والاخلاص والتفاني‮ في‮ خدمة الأهداف السامية،‮ فقد كان محباً‮ للخير،‮ ولا‮ يكره أحدًا وأقسم أنني‮ كلما رأيته بوجهه البشوش أرتاح وأري‮ الدنيا‮ »‬لسة بخير‮« لم‮ يتعال‮ يوماً،‮ وكلما صعد اسمه في‮ عالم الصحافة ازداد تواضعاً،‮ وبساطة‮.‬
في‮ كل المشاكل التي‮ أخذت رأيه فيها،‮ كان‮ ينصحني‮ بالرأي،‮ ثم‮ يدفعني‮ إلي‮ السعي‮ في‮ المسألة وترك النتيجة‮ »‬والباقي‮ علي‮ الله‮« عندما كان في‮ الدسك المركزي‮ كنت أرسل الشغل من مجلس الوزراء وأكتب عليه عنايته حتي‮ ولو كان‮ غائبا،‮ وعندما سئلت،‮ أجبت إجابة احتفظ بها لنفسي‮ حالياً‮!‬
يا عادل،‮ عدت إلي‮ ربك راضياً‮ مرضيا،‮ تركت هموم المهنة،‮ وكنت أبرز ضحايا،‮ لأنها مهنة القتل البطيء قتل الأعصاب،‮ وحرق الدماء،‮ والنرفزة،‮ وأمراض الضغط والسكر والقلب وغيرها من الأمراض التي‮ لازمت هذه المهنة،‮ وأصبح الصحفيون أكثر الفئات ترددًا علي‮ المستشفيات،‮ وأذكر هنا احصائية رسمية دولية تقول إن الصحفيين من أول الفئات المهنية التي‮ يقصر متوسط عمر أفرادها‮.. وفي‮ النهاية نقول انها إرادة الله،‮ الذي‮ يختار الصالحين إلي‮ جواره في‮ جنة الخلد بإذنه تعالي،‮ وإلي‮ أن نلقاك نقول كما أمرنا الله في‮ مثل هذه المصيبة‮ »‬إنا لله وإنا إليه راجعون‮«.. ألهم الله الأسرة والأهل وألهمنا الصبر والسلوان‮.‬
ناصر فياض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.