كل يوم تطالعنا أخبار غريبة وشاذة بشأن طرح مبادرات صلح على جماعة الإخوان الإرهابية، وطبعاً مصدر هذه المبادرات هو الجماعة الإرهابية نفسها، وكأن هذه «الجماعة» التى اختفت من الوجود أصلاً وارتكبت فى حق نفسها والمصريين جرائم لا تعد ولا تحصى، من حقها أن تطلق مبادرات.. وبصراحة شديدة فإن الترويج لهذا كارثة بكل المقاييس سواء من الإعلاميين أو الصحفيين الذين ينشرون أخبار الصلح التى تطلقها «الجماعة» بين الحين والآخر.. «الجماعة» الإرهابية لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يعقد معها أى صلح فهل المجرمون ينفع الجلوس معهم والحديث إليهم، وبأى منطق يتم ذلك؟، ومع من يجلسون؟!... لقد انتهى الشعب المصرى وفوض الدولة فى الحرب على الإرهاب واقتلاع جذوره والحرب على أصحابه الذين أوصلوا حال البلاد إلى ما نحن فيه الآن من كوارث، ولذلك ليس من حق الجماعة وأشياعها وأنصارها ولا من حق الحكومة أصلاً أن تتحدث فى أية مبادرات صلح أو ما شابه ذلك.. ولأن الحكومة رخوة وضعيفة ويوجد من بين وزرائها من يتعاطفون مع هؤلاء الإرهابيين، فليس معنى ذلك أن هذه الحكومة تعبر عن رأى المصريين الذين قالوا رأياً منذ ثورة 30 يونية ولا يقبل أى تفاوض من أى نوع على الاطلاق، فالمصريون أعلنوا الحرب على الجماعة وأتباعها ولن تهدأ لهم سريرة أو تلين لهم قناة حتى يقتلعوا جذور الإرهاب من أساسها. ثم إن أعمال العنف الغاشمة التى تمارسها الجماعة وإصرارها على الاستقواء بالخارج تزيد المصريين إصراراً على الحرب على الإرهاب فكيف إذن يتم الجلوس إلى هؤلاء الخونة الذين يقبعون فى السجون الآن وتتم محاكمتهم لقيامهم بجرائم الخيانة والتخابر وخلافها من أعمال البلطجة والقتل وإسالة دماء المصريين بالشوارع، بالإضافة إلى حالة الفشل الذريع وضياع مصر على أيديهم طيلة إثنى عشر شهراً.. ولا تزال هذه الجماعة بمرشدها والرئيس الذى وصل إلى سدة الحكم فى غفلة من الزمن يواصلون الجرائم فى حق الوطن والناس. الذين يطرحون هذه المبادرات خاطئون لأنهم لا يزالون يعتبرون المصريين بلهاء أو أنهم مازالوا يصرون على التعامل مع الشعب على أنه غبى ولم يبلغ بعد الفطام السياسى، أو أن الجماعة مازالت تصر على معاملة المصريين على أنهم نعاج أو قطيع من الحيوانات، وهيهات أن يكون الشعب المصرى هكذا، ولن يكون أبداً، إنما هؤلاء الشرذمة خوارج العصر الذى نعيشه يجب أن يعلموا أن ما يطرحونه من صلح ما هو إلا شبيه بعشم إبليس فى الجنة.. فلا المصريون سيقبلون مبادرات، ولا أفكار «الجماعة» الإرهابية الفاشلة ولا من الممكن أن تضعف من العزيمة ضد حرب الإرهاب وأعوانه. وبالنسبة للإعلاميين أو الصحفيين الذين يرددون مبادرات الإرهابية أو طلبهم الصلح فهذا هراء ولا يجب المشاركة فيه أو الخوض فيه، لأنه بمثابة استهتار بالمصريين وثورتهم التى شهد لها القاصى والدانى.. نحن الآن فى دولة ديمقراطية حديثة تحترم حقوق الإنسان ولا مكان فيها أصلاً للمجرمين والخونة والإرهابيين الذين يروعون الناس صباحاً ومساء.. ومازلت أكرر ندائى الى زملائى الإعلاميين ألا ينخدعوا بما تفعله الجماعة الإرهابية، ويكفى البعض الذى باع ضمائره لإعلام قطر والمساخر التى يرتكبها من أجل أموال زائلة.