الانفجار الذى نفذته جماعة «الإخوان» فى مدينة المنصورة لا تفسير له سوى أن هناك إصراراً شديداً من عصابة تريد تعطيل عملية الاستفتاء على الدستور فى منتصف «يناير» القادم، وتعطيل خريطة المستقبل المرسومة لعبور البلاد الى بر الأمان بعد نهاية الإخوان إلى الجحيم. والهدف الرئيسى من هذا الانفجار هو ترويع الناس وتخويفهم وإشاعة الخوف والفزع والقلق بينهم، ورغم أن هذا التصرف يزيد المصريين إصراراً على إصرار فى القضاء على الإرهاب من جذوره، إلا أن «الجماعة» لاتزال لديها قناعات خاطئة بأن هذا الطريق الذى تسلكه هو الأنفع لها. الأمر الثانى أن عملية التفجير التى حدثت فى المنصورة وأودت بأرواح أبرياء، وإصابة العشرات، قد تكون نتيجة أن «الجماعة» تتخلص من المواد المتفجرة لديها والأسلحة بعد أن تم تضييق الخناق على أعضائها المجرمين، بالإضافة الى وجود قيادات الصف الأول وجزء من الصفين الثانى والثالث فى السجون بتهم ارتكاب أعمال إجرامية.. وهذا يذكرنا تماماً بما حدث قبيل وبعد ثورة 23 يوليو، عندما كانت «الجماعة» تخبئ كميات هائلة من الأسلحة فى مخابئ كثيرة، لدرجة أن أسر أعضاء «الجماعة» كانت تقوم بعمليات تخليص لهذه الأسلحة سواء بإلقائها فى النيل أو تفجيرها.. وشهدت البلاد إبان ثورة 23 يوليو عمليات كثيرة على هذه الشاكلة. وهذا ما يدفع المرء إلى الجزم بأن «الجماعة» ليست فى النزع الأخير فحسب وإنما هى فى طريقها للذهاب الى الجحيم ونهايتها أصبحت محتومة.. والقادم من تصرفات «الجماعة» لن يكون أكثر مما مضى، فالمتبقى من هذه الأفعال الإجرامية بات قليلاً، جريمة هنا وأخرى هناك، فى محاولة لإشاعة الفزع والرعب فى نفوس المصريين ظناً من الجماعة أن هذا سيؤثر على الإرادة المصرية المتينة التى اتخذت قراراً لا رجعة فيه بإبادة الإرهابيين. وقد تكون عملية إبادة هؤلاء الخونة تستغرق بعض الوقت لأنه مع عظيم الأسف هناك تجمع إرهابى قد تكدس فى مصر، خاصة سيناء بعد تولى «الجماعة» سدة الحكم.. يعنىأنه لم تعد مقصورة على الحرب على الإرهاب من أفراد «الجماعة» الضالين داخل البلاد، وإنما خلال فترة تولى محمد مرسى الحكم، تحولت البلاد إلى مرتع لجميع إرهابيى العالم.. وهى الخطة التى رسمها الرئيس الأمريكى باراك أوباما وخدع بها شعوب المنطقة العربية جمعاء.. ويوم زيارته للقاهرة وإلقائه خطابه الشهير داخل الجامعة الأم، لم يأت من فراغ، وإنما كان الهدف الرئيسى هو تنفيذ مخطط، وبعدها اندلعت ثورة المصريين فى «25 يناير» وغزت أمريكا كل الاتجاهات المناهضة لنظام «مبارك» الذى ارتكب من الأخطاء الكثير.. كان كل ذلك لترتيب صعود الإخوان الى الحكم.. وفى «28 يناير» بدأ مخطط «أوباما» بالاتفاق مع «الجماعة» لتوصيلهم الى الحكم وفى المقابل تخلص أمريكا وأوروبا من الإرهابيين وزرعهم فى الشرق الأوسط وخاصة مصر.. وهذا هو سر عملية الاستقواء التى تقوم بها «الجماعة» مع الخارج. إذن الإرادة المصرية لا تحارب جرائم الإخوان فحسب وإنما تحارب كل الإرهابيين الذين تم زرعهم بالبلاد طبقاً للمخطط الصهيوأمريكى الذى نفذته «الجماعة» وقد يستغرق بعض الوقت كما قلت وأمام مهاترات وجرائم الإخوان تزداد عزيمة المصريين على التخلص من هذا الإرهاب المروع.