عبدالرحمن أبوزهرة، فنان قدير بمعني الكلمة أعماله تتحدث عن نفسها، رحلة فنية طويلة استمرت أكثر من خمسين عاماً، يهتم فقط بفنه عازف تماماً عن الظهور في وسائل الإعلام. عندما تتأمل أدوار هذا الفنان تجد أنك أمام فنان كبير أجاد في جميع أدواره تقريباً. الأستاذ «أبوزهرة» يطل علينا في شهر رمضان بشخصيتين مختلفتين تماماً، الأب الحنون جداً علي ابنتيه في مسلسل «فرح ليلي»، والقلق علي مستقبلهما، أب مصري بمعني الكلمة كل أمنيته أن يري ابنته الكبري عروساً ترتدي فستان الزفاف. وفي مسلسل «فض اشتباك» يقدم شخصية مختلفة تماماً، زعيم عصابة، يضحي بكل شيء حتي لو اضطر للتضحية بأحد رجاله. في المسلسلين أقنع «أبوزهرة» الجميع بالشخصيتين رغم الاختلاف الشديد في النمط. ويعرض أيضاً لعبدالرحمن أبوزهرة حالياً علي قناة نايل كوميدي مسلسل «صيام صيام» الذي قدمه منذ 33 عاماً في شخصية موظف محترم في زمن الدراما الجميل. علي مدي تاريخه شارك عبدالرحمن أبوزهرة في بطولة العديد من المسلسلات، تنوعت أدواره في معظمها، من ينسي دور المعلم «سردينة» في مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، والوزير الخائن في مسلسل «ألف ليلة وليلة»، والرئيس محمد نجيب في مسلسل «جمال عبدالناصر». وأدوار رائعة في مسلسلات «الملك فاروق» و«السقوط في بئر سبع» و«الجماعة» و«عمر بن عبدالعزيز». ولا ننسي أعماله السينمائية وإن كانت قليلة بالنسبة لأعماله الدرامية لكنها تركت بصمة، وهي «بئر الحرمان» و«النوم في العسل» و«الشوارع الخلفية» و«ديل السمكة». عبدالرحمن أبوزهرة حالة فنية جميلة ومختلفة، فنان مصري حتي النخاع لم يحصل علي حقه في التكريم لأنه لا يهوي الظهور أو الشو الإعلامي، رجل يعيش لفنه، التكريم الحقيقي لعبدالرحمن أبوزهرة هو حب الناس.