تعددت وتنوعت أشكال الجمال في أفريقيا، وكل قبيلة لها عادات وتقاليد خاصة بها، ففي قبيلة مانجبيتو التي تعيش في شمال شرق الكونغو، وضعوا مواصفات خاصة للجمال، وهي أن تكون مؤخرة رأس الشخص أسطوانيةً طويلة. اقرأ أيضا.. هجر الزوجة بعد الزفاف علامة الحب في قبيلة "جيو" طريقة عمل الرؤوس الطويلة تبدأ مع مرحلة الطفولة، لأن عظام الطفل في هذه المرحلة تكن سهلة التشكيل، فكانت الأمهات تربط رؤوس الأطفال بقوة بقطعةٍ من القماش تُعرف عندهم باسم "ليبومبو"، ويظل الطفل بها فترةً من عمره حتى تنمو رأسه على شكلها الأسطواني. الرؤوس الأسطوانية المميزة لقبيلة المانجيبتو ليست طفرةً جينيةً ولا مشكلةً وراثيةً، لكنها فكرةٌ جماليةٌ اصطنعوها ويعتقدوا فيها أن شكل الشخص يكون أكثر جمالًا وتميزًا وذكاءا عن بقية البشر، وأيضا إرضاء للاَلهة. في البداية كانت الأسرة الحاكمة في القبيلة المسموح لها فقط بالحصول على رؤوسٍ أسطوانية، وكان يتم تمييزهم وتفرقتهم عن البقية بهذه الطريقة، لكن مع مرور الوقت لم يقتصر الأمر على الطبقة الراقية فقط، بل شمل كل أفراد المانجيبتو بإعطاء أطفالهم تلك الرؤوس. انتشرت هذه العادة حتى خمسينيات القرن الماضي، لكنها بدأت تقل؛ بسبب توافد الأجانب، أما شعب مانجيبتو الأصليين مازالوا محتفظين بها. قبيلة مانجبيتو تسكن شمال شرق الكونغو، وتتوزع في الغابات وأرض السفانا، ويعملون في زراعة البن والفول السوداني والأرز والموز والذرة ونخيل الزيت، ويربون الحيوانات الصغيرة ، كما يعملون بصيد الحيوانات البرية وصيد الأسماك. قبيلة مانجبيتو لديهم نظام عقدي تقليدي خاص بأفكار السحر والشعوذة، إذ أنهم يعتقدون أن قوة ما تكمن في آخر نقطة من الأمعاء الدقيقة التي ترثها الفتاة من أمها ويرثها الولد من أبيه.