قبل ساعات انطلقت مباريات النسخة 32 من بطولة كأس أمم إفريقيا تحت سماء المحروسة، وتشارك فيها 24 دولة من القارة السمراء التى تتميز بتنوعها الثقافى والحضارى بمختلف قبائلها وحضارتها، وتعزف الشعوب الإفريقية على أرض مصر سيمفونية شعبية تتناغم فيها العادات المختلفة، بعض هذه العادات والثقافات يظهر فى أرض الملعب والآخر يظل حكرًا على القبائل. ويذكر التاريخ أن الشعوب الإفريقية هى أول من عرفت الرقص واعتبروه من أساسيات الحياة ولاتزال حتى الآن الرقصات الإفريقية التى تعتمد على المزج بين الطبل والحركة هى الأكثر قدرة على التعبير، كما ابتكرت الشعوب الإفريقية رقصات خاصة لكل مناسبة مثل رقصات الزواج والأعياد والحصاد وصيد الفرائس وحتى الجنائز ومباريات كرة القدم أيضًا. وفى القارة السمراء تعد الموسيقى هى شكل من أشكال التواصل كما تلعب دورًا وظيفيًا فى المجتمع الأفريقى، إذ ترافق الأغانى الزواج والولادة والصيد وحتى الأنشطة السياسية، إضافة لدورها الروحانى فى درء الأرواح الشريرة، وتمتلك كل قبيلة معتقدات تؤسس عليها عاداتها المختلفة، ويكون البحث لمعرفة تلك العادات أشبه بدخول مدينة سحرية وركوب آلة الزمن. اعتاد الأفارقة المحترفون فى الدول الأوروبية الرقص الفردى فى الملعب من أجل نشر ثقافتهم فأدوا عددا من الرقصات الأفريقية التقليدية أشهرها رقصة اندريه ايو عندما سجل هدف الفوز من ضربة جزاء أمام أوغندا والرقصة الثانية كانت لاسمواه جيان عندما سجل هدفًا فى مرمى المنتخب المالى. وانتظر نجما غانا بقية زملائهما من أجل الاحتفال بالهدفين عن طريق تأدية حركات متفق عليها تدل على جماعية الفريق ومدى انسجام اللاعبين وهى مستوحاة من إحدى الرقصات الإفريقية القديمة المعروفة فى الاحتفالات وخاصة بعد صيد الفرائس أى أن نجوم غانا حققوا المطلوب بالفوز فى مباراتين مؤكدين أنهم الأكثر تنظيما وجماعية فى أرض الملعب. كما رقص لاعب بوركينا فاسو بنجامين موكاندج رقصة بوركية شهيرة بعدما سجل هدف التعادل أمام منتخب الكاميرون قبل النهاية بعشر دقائق وتوجه اللاعب نحو مقاعد البدلاء وقام بعمل بعض الحركات التى يؤكد من خلالها أنهم استطاعوا قلب موازين المجموعة وانتزاع نقطة من الأسود الكاميرونية. «قتل أسد» مهرًا للعروس فى تنزانيا هناك العديد من القبائل البدائية التى تعيش فى تنزانيا، والتى تنغلق على نفسها ولا تسمح لأى تطور أن يمسها أو يطرأ عليها، ولهم معتقداتهم وشروطهم لإتمام الزواج، إذ تشترط بعض القبائل فى تنزانيا على المتقدم لخطبة العروس أن يقوم بقتل أسد ليتأكدوا من شجاعته ومهارته القتالية، لضمان قدرته على حماية ابنتهم، ويطلب من المتقدم للزواج هدية لا تقل عن ثلاث أبقار على أن يتم ذبحها وتزيين ثوب العروس بدم الذبيحة. فى أوغندا «قبيلة بانيانكول» وفى العديد من الثقافات الإفريقية، تلعب العمة العديد من الأدوار من بينها تقديم المشورة لأخواتها الشابات عند اجتيازهن مراحل الحياة بما فى ذلك المراهقة والزواج، كما تتولى العمة وضع العريس أمام عدة اختبارات للقوة الجسدية للموافقة عليه. أغرب طرق التقدير فى كينيا تعيش فى مناطق واسعة من دولة كينيا، وتملك القبيلة طريقتها الخاصة والغريبة فى التحية والتعبير عن التمنيات بالحظ السعيد، كما يعتبر دليلا على الاحترام والتقدير، ويقوم شباب القبيلة بالبصق على أيديهم قبل مصافحة شيوخ القبيلة احترامًا لهم، كما يقومون أيضًا بالبصق على الأطفال حديثى الولادة ووصفهم بكلمات سيئة لحمايتهم من الأرواح الشريرة، وفى اعتقادهم أن وصف الطفل بصفات حسنة يجلب إليه اللعنات. ولدى قبيلة المساى تعليمات صارمة بشأن قتل الحيوانات البرية، رغم أنهم يعتمدون على تناول الخراف والماعز والأبقار فى طعامهم، يرفضون قتل أية حيوانات برية سواء كانت مفترسة أم لا، وهم يعيشون فى وسط بعض أكثر أنواع الحيوانات خطورة مثل الفهود والنمور. ومن الرقصات المبهجة المرتبطة بالمشجعين رقصة Odi الكينية، والتى بدأ رقصها أول مرة الفنان تيمليس نويل لجذب المزيد من الشباب إلى الإنجيل. الزار على الطريقة الإفريقية من بين كل التقاليد القبلية، يمكن القول أن هذا التقليد هو الأكثر سحراً بالنسبة لشعب سان فى جنوب إفريقيا وناميبيا وبوتسوانا وأنجولا، إذ يعتبر الرقص قوة مقدسة، وأحد التقاليد القبلية الأكثر تكاملا هو الرقص المنتشى. إذ تلتف القبيلة حول نيران مشتعلة لعدة ساعات أو حتى ليلة كاملة ويقودها المعالجون والشيوخ، ويرقص المعالجون حول النار وهم يهتفون ويفرطون فى التنفس حتى يصلوا لحالة تشبه الغيبوبة. ساعتها يتم منحهم حسب الاعتقاد إمكانية الوصول إلى عالم الروح ويكونون قادرين على السير فوق النار. لا يقوم المعالجون فى سان بهذا فقط لعلاج الأمراض الجسدية فى مجتمعهم فهم يحاولون أيضًا طرد ما يسمونه «مرض النجمة»وهى قوة تسبب الغيرة والغضب والخلافات. رقصة عالمية بأصول نيجيرية احترف مشجعو منتخب نيجيريا رقصة الشاكو شاكو الأفريقية التى دائما ما يؤدنها داخل المدرجات والشاكو شاكو هى أسلوب من أساليب رقص شوارع المعروف فى نيجيريا وهى عبارة عن خطوات سريعة مختلفة تشبه خطوات شخص مخمور وتنطوى عادة على حركة الجسم كله بما فى ذلك الذراعين والساقين وهى من الرقصات الحرة التى انتشرت بشكل كبير فى القارة الأفريقية وأيضا معظم أنحاء أوروبا وتعرف اليوم باسم Gangnam Style. مدرجات الكونغو «مسرح متنقل» يقدم مشجعو منتخب الكونغو عروض رقص كاملة داخل المدرجات وصنفت رقصاتهم من أفضل أساليب الرقص التى تم تأديتها على الإطلاق من الشمال إلى الجنوب وخاصة فى بطولات كأس الأمم الأفريقية كما جذبوا مشجعى باقى الفرق الأفريقية بسبب تطويرهم لأنماط الرقص التقليدى وإدخال حركات جديدة وعصرية عليه ليشكلوا عرض رقص جذاب ومن أشهر رقصاتهم رقصة روزالينا الشهيرة التى نشأت من أغنية روزالينا التى نشأت من جمهورية الكونغو الديمقراطية والتى تعنى كسر ظهرك. كما يتم رقصها أيضًا فى عدد من الاحتفالات وتحديات الرقص، وتعتبر رقصة عالية الأدرينالين تؤدى مع حركات سريعة، ممنهجة يستخدم فيها الراقص الساقين والذراعين والخصر والجسم كله وترقص على قرع الصنوج السريعة. «النساء الحمراء» فى ناميبيا من عادات قبيلة الهيمبا فى ناميبيا أن المرأة الحامل حينما يأتى موعد وضعها تقوم بمغادرة القرية برفقة امرأتين لتولد فى الخارج ومن ثم تعود مع مولودها لتبدأ عندها الاحتفالات التطهيرية له، ويُعتبر ولادة التوائم أمراً منبوذاً عندهم فحيث إنه يُنظر للأمر على أنه غضب من الأجداد ولعنة على المرأة والتى يُعتقد وفقاً لأفكارهم إنها قد حملت من رجلين فى آن واحد. وتتميز نساء هذه القبيلة عن غيرهن من النسوة هو استعمالهن لخليط يصنعنه بأنفسهن من دهن الماعز وأكسيد الرصاص وبعض أنواع النباتات مع خلطها ببعض الروائح الذكية، للاحتماء من أشعة الشمس المحرقة وكذلك لحماية أنفسهن من الحشرات. وهذا المزيج يعطى لأجسادهن لوناً أحمر والذى بدوره يرمز إلى بركة الأرض التاريخية التى يعيشون عليها، وإلى دم الإنسان والذى هو رمز الحياة واستمراريته. أقدم رقصة فى العالم من جنوب إفريقيا تعد جنوب إفريقيا موطنا لمزيج غنى من العادات و التقاليد الثقافية التى تعكس التنوع الحيوى والتاريخ المعقد والإبداعى لما يقرب من 56 مليون مواطن ومن المعروف أن شعب جنوب افريقيا من أكثر الشعوب الأفريقية اهتماما بالرقص وأشكاله. إذ إن أقدم ما وصل إليه العالم من أشكال الرقص الإفريقى المدون تلك الرقصة التى عثر على لوحة منحوتة بإحدى صخور جنوب أفريقيا و التى قلدها الرسام جورج ستاو وعرضها فى عام 1867 وفيها رجل يرقص وهو ممسك بعصا رفيعة طويلة وخلفه خمسة من الرجال يقلدونه فى حركاته رافعين أرجلهم اليمنى وأيديهم قليلا إلى الأمام مثله بينما يوجد أسفل الصوره حيوان يرمز إلى الغزال الذى يعبر عن مصدر الحركة الراقصة وقد أدخل مشجعو منتجب جنوب إفريقيا عدة رقصات إلى المدرجات ومنها رقصة الديكى التى رقصها المشجعون احتفالا بالفوز بكأس الأمم الإفريقية على أرضهم وكلمة الديكى تعنى بالعامية الجنوب إفريقية كرة القدم. رقصة الأفيال أدخل مشجعو منتخب ساحل العاج رقصاتهم التقليدية ضمن خطة تشجيع المنتخب حيث يصطحبون معهم طبولهم وأقنعتهم ويقومون بتأدية رقصة مابوكا وهى الرقصة التقليدية ويقوم الإيفواريون برقصها دائمًا فى الاحتفالات الكروية وخاصة الكبار أما الشباب الافواري فيؤدي رقصة زوالى و هى أيضا رقصة تقليدية لشعب جورو فى ساحل العاج وتعتمد الرقصة بشكل أساسى على ارتداء الأقنعة. وكانت هذه الرقصة فى الماضى مخصصة للاحتفال بموسم الخير والحصاد كما أن الإفواريين قديما كانوا يعتقدون أن الرقص يزيد من إنتاجية القرية التى يتم تقديمها فيها كما يعتبرونها أداة لوحدة مجتمع جورو.