لم يكن العالم الحديث الذى أصبح كالقرية الصغيرة، يتخيل أن هناك بعض القبائل لا تزال تعيش فى العصر الحجرى بتقاليدها العجيبة والمخيفة، وبينما يظن الكثيرون أن آكلى لحوم البشر أسطورة فى أفلام الرعب، إلا أنها حقيقة موجودة فعلياً فى بعض القبائل التى تعيش فى غينيا الجديدة حتى الآن، وتقيم طقوسًا مثيرة للرعب والاشمئزاز. فآكلو لحوم البشر وجثث الموتى مازالوا موجودين حتى الآن بغينيا الجديدة ويدعون قبيلة بابوا، والتى تتمسك بأسوأ طقوس حيث يقوم أقارب المتوفى بالاجتماع حول الجسد ويأكلون جثته، أما قبيلة «الأنديز» فهى تأكل لحم المتوفى من قبل الأقارب والأصدقاء تكريمًا له والاستفادة من حكمته فى الحياة التى ستنقل لهم من خلال الجسد. ووفق الاعتقاد السائد، فإن طقوس أكل لحوم البشر تعبر عن الطاعة حيث تقوم النساء والأطفال بأكل لحم رجال القبيلة، وهو ما يعد بروتوكولًا صارمًا مفروضًا عليهم. وتعيش قبيلة البابوا أو كما يطلقون عليها «اسارومودمين» فى عزلة عن العالم حيث تعيش فى أرض غينيا وتحديدًا فوق المرتفعات الشاهقة لمقاطعة البابوا ذات التضاريس القاسية، حيث يستخدمون أقنعة طينية مرعبة الشكل وذلك لترويع أعدائهم وحتى ترضى عنهم الآلهة، وفق اعتقادهم. ويعتبر المخ هو الجزء الشهى فى جسم الإنسان، حيث تقوم القبيلة بالتهامه حارًا طازجًا. وتنتشر فى غينيا مئات القبائل البدائية، التى مازالت تعيش فى أدغال وأحراش غاباتها المطرية الكثيفة بمعزل عن العالم لآلاف السنين، وتتميز كل قبيلة بعاداتها وتقاليدها ولغتها أيضًا حيث كانت هناك أكثر من 850 لغة مختلفة فى هذه الرقعه الصغيرة، وقد ساعدها ذلك على الاحتفاظ بنمط حياتها البدائى القائم على جمع الثمار وصيد الحيوانات وأكل لحوم البشر. ويأتى السبب فى عزلة أبناء تلك القبائل، البشر حتى الآن من خوف الناس من التوغل فى مناطق الغابات خوفًا من القبائل المتوحشة القاطنة فى الغابات، حيث يتناقل الناس الكثير من القصص حول ولع السكان بأكل لحوم البشر وتعليق الرؤوس البشرية كزينة على البيوت. وحين يموت أحد أفراد القبيلة، ويلفظ أنفاسه الأخيرة تتجمع النساء من أقاربه حوله ويفصلن اليدين والرجلين والرأس عن الجسد، ويقمن بشوى اللحم والتهامه، وكذلك القلب والكبد والأحشاء ويكسرن الجمجمة لإخراج المخ اللذيذ. ويجب أن تكون الجثة خالية من الأمراض إذ لا يأكلون لحم المريض خوفًا من العدوى، وتقول قبيلة البابوا إنها تعشق لحم البشر مثل البطاطا الحلوة أو لحم الخنزير، حيث إنه سهل الهضم و خفيف على المعدة، على العكس من لحم الحيوان الذى يعتبر ثقيلاً على المعدة، وأدت هذه العادات إلى تفشى الأمراض وموت عدد كبير من القبيلة مما أدى إلى محاولة ترك هذه العادات من أكل لحوم البشر واختفائها تدريجيًا لكن لا يزال هناك بعض البشر يمارسون هذه العادة سرًا.