يعتبر الزار شكلاً من أشكال الشعوذة وهو عبارة عن حفلات تعقد فيها حلقة الزار فيطلق المشاركون فيه البخور ويدقون على الطبول ويهتزون رقصاً مع ترديد بعض التمائم غير المفهومة أو عبارات مثل "الله حي….الله حي"، أو "يا شيخ محضر… يا شيخ محضر اللى عليه عفريت يحضر"، فتحضر الروح الشريرة وتتحدث على لسان المريض بصوت مختلف عن صوته، وتطلب طلبات يسرع الحاضرون بإحضارها لطرد الجان والعفاريت التي تتلبس بعض الناس وإرضاء (الأسياد ) فهو من أشباه الطقوس الشعبية، لها رقصات خاصة، وعبارات خاصة، تصاحبها دقات معينة صاخبة على الدفوف وإطلاق البخور. – لم يتفق لغوياً على أصل كلمة (زار) إذ يرى المستشرق (زويمر) أن أصل الكلمة يأتي من الكلمة العربية " زيارة " أو "زائر النحس"، بينما يرجع كثير من الباحثين أصل الكلمة الى اللغة الأمهرية (لغة أهل الحبشة) وهى تعنى"أسياد شريرة". ومنهم من يرى ان لفظ "زار" مُحرّف من "جار"، وهو إله وثني عند الكوشيين تسلل الزار الى الثقافة العربية عن طريق العبيد من الأحباش و طرأعليه تغيير في سماته فهو في المعتقد الشعبي وسيلة للشفاء من امراض نفسية وجسمية على حد سواء كالاكتئاب والصداع أو ولادة اطفال مشوهين او ميتين وهو بذلك يختلف عن اصله بكونه لا يستنطق (الأسياد) عن أمور الغيب. وشهدت هذه العادة انتشاراً ملحوظاً إبان فترة الحكم العثماني و السبب في ذلك يرجع إلى أن ابنة أحد الباشاوات أصيبت بمرض وكان علاجها عن طريق الزار مما جعلها تعلي من مقام صاحبات الزار وتغدق عليهم الأموال مما أدى إلى إنتشار هذه العادة . وقد تقدم قرابين لتلك الروح فيذبح خروف أو طير كدجاجة أو حمامة مذبوحة ويوضع قليل من دمائها على ملابس المريض وعليه أن يشرب قليلاً من هذه الدماء وتستمر هذه الأعمال حتى تسقط المريضة على الأرض وبمجرد سقوطها تبدأ الكودية بممارسة طقوس إخراج الزار حيث تقوم بالصراخ بصوت مرتفع على الجن والشياطين والعفاريت وتطلب منهم الخروج من جسد المريضة والكودية او الشيخة او عريفة السكة كلمة عربية فصيحة معناها التسول، ، وهى تقوم بطقوس الاستحضار والطرد. وتكون الكودية فى الغالب امرأة سوداء ترث دور الوسيط بين الملبوسين والأسياد وغالبا ماترث هذا الدور عن امها فان لم يكن لها بنت تورثه لإحدى مساعداتها اللائى يطلق عليهن ( العرائس ) وتلبس الكودية مجموعة كبيرة من التمائم المصنوعة من القطع المعدنية التي تعلقها حول رأسها فوق منديل الرأس، وهناك مجموعة من التمائم والمُعلقات المصنوعة من معادن أخرى أو من صدف أو البلاستيك، وهي ذات أشكال وتنويعات وكتابات متباينة. من التمائم بعدد الأسياد تقيم الكودية ثلاثة أنواع من حفلات الزار زار أسبوعي: ويقتصر الاحتفال فيه على إظهار الاحترام للسيد واسترضائه، وحاضرات هذا الحفل يُطلق عليهن "كريس"، وهن فئة مُدمنات الزار، حيث يعتقدن عدم قدرتهن على الحياة بدون المشاركة في حفل الزار والحفل الكبير: الذي تُمارس فيه طقوس كل عناصر الزار "موسيقى، رقص، ملابس، تمائم، بخور، أغاني"، ويستهدف شفاء المريض بمعرفة الأسياد ومحاولة إرضائها وتقديم القرابين لها . والحفل الحولي : ويقام في شهر رجب من كل عام، وتُخصصه الكودية لكافة الأسياد المعروفة لها، ولكن تتوقف حفلات الزار بلا استثناء طوال شهر رمضان. يُعتبر العنصر الأهم في حفل الزار هما " القرابين" و"الأضاحي"، لأن كل سيد له مطالب مُحددة، منها أنواع من التمائم متنوعة في أشكالها ومضمونها وحجمها، ومن أبرز هذه التمائم: الخلخال، وله شروط في الُمعتقد الشعبي ليكون له فاعلية، فيجب أن يكون مصنوعًا من الحديد، وأن يشتريه صاحبه بمال شحذه من الناس، وأن يكون صانعه قد ورث مهنة الحدادة عن آبائه وأجداده إلى سابع جد. أما الأسياد " وينقسم الأسياد في الزار إلى مجموعات مختلفة من اشهرها المجموعة الإسلامية التي يتم التوسل بذكرها وتضم "عليّ، والحسين، وفاطمة، ونفيسة، وسكينة، وأبا بكر"، كما تضم مشاهير الأولياء "السيد البدوي، والدسوقي، والرفاعي، والبيومي، والقطب المتولي، وأبي العلا، والشافعي، والليث"، ولكل سيد من الأسياد جنس، وجنسية، وأغانٍ ملائمة، وملابس خاصة تلبس له عند اللزوم، فإذا كان عربيًا لبست المرأة في الزار لبسًا عربيًا ورقصت رقصة عربية، وغنت لها جوقة الزار بلهجة عربية. جسّدت السينما الزار باعتباره نموذجًا للشعوذة والدجل والنصب على الناس، فى مجموعة من الافلام من امثلتها : فيلم "دقة زار"، كذلك فيلم "الإنس والجن" الذي ظهرت فيه حفلة الزار كمخَرج وحيد لإنقاذ البطلة من الجني الذي يُلاحقها، وغيرها من الأفلام والغريب فى الامر ان العاملين فى محال الزار ن ينفون عن أنفسهم تهمة الدجل أو الشعوذة. ، ويؤكدون دائما على اهمية ما يقومون به . المصادر: – الموسوعة العربية الميسرة، 1965. – البوابة نيوز